المثلية تغزو العالم!

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

عندما "حلم" أدولف هتلر وحزبه النازي ببناء دولة عظيمة مُتفردة لا تُقهر، التقى بعقول بلاده في زمانه، لأخذ المشورة منهم عن كيفية تحقيق هذا الحلم وأدوات ومراحل تحقيقه، فكانت المُفاجأة الصادمة لهتلر وحزبه حين اتفق جميع عقلاء ألمانيا حينها على أولى خطوات هذه الدولة المرجوة؛ حيث كانت توصيتهم بضرورة تطهير ألمانيا أخلاقيًا أولًا، بعدها قام هتلر بحملة تطهير أخلاقية كبرى في بلاده شملت بيوت الدعارة والعاهرات وأوكار القمار والشواذ وحانات الخمور والمراقص.... إلخ.

ثم عاد لعقلاء بلاده والذين أشاروا عليه بضرورة إقامة معهد متخصص في الدراسات النفسية العميقة، يتولى دراسة نفسيات شعوب العالم وموروثها القيمي والأخلاقي لمعرفة بواطن قوتها وضعفها، فكان هذا المعهد- بعد قيامه- بمثابة المدرسة الثانية لعلم النفس في العالم بعد مدرسة سيجموند فرويد المعروفة.

وكانت الخطوة الثالثة هي بناء جيش عقائدي يُؤمن بقوة ألمانيا وتفردها، وتخصيص وحدة قتالية منه سُمِّيَت بالقوات الخاصة، وتتكون من مليون مقاتل جُلهم من شباب ألمان يؤمنون إيمانًا مُطلقًا بتفرد بلادهم وعرقهم على كافة البلاد والعباد على وجه الأرض. وبعد ذلك أعلن هتلر الحرب، وكانت المُعجزات التي أدهشت العالم ولغاية هذا اليوم، فيكفي العالم اليوم أن يعترف- بتجرد- بفضل الألمان على التطور العلمي والعسكري على كافة الصُعد؛ حيث لم ينشأ تطور عسكري أو صناعي في العالم بعد الحرب الأوروبية (العالمية) الثانية، إلّا بعد نهب وسرقة الإرث النازي من أسرار وعقول، وتقاسُمه بين دول الحلفاء المنتصرة في الحرب.

وحين علم هتلر ذات يوم بأنَّ صديق عمره إرفين رومل- وحسبما ورد في حيثيات التحقيق مع خلية كانت تنوي اغتياله- كان على علم بالمُؤامرة ولم يكن شريكًا بها ولكنه لم يُخبره أو يُخبر القيادة عنها، أمر اثنان من الضباط بالذهاب إلى رومل في منزله وسلمهما مسدس، وقال لهما: سلماه هذا المسدس وقولا له: رفيقك هتلر يقرؤك السلام ويقول لك: تصرف كما يتصرف القائد الألماني إذا أخطأ، فذهب الضابطان إلى منزل رومل وسلماه المسدس وأبلغاه فحوى كلام هتلر، فاستلم منهما المسدس وصعد إلى عائلته في الدور الثاني وبعد دقائق أطلق النَّار على نفسه في الرأس؛ فصعد الضابطان فوجدا جثة رومل غارقة في الدماء وعائلته تنتحب إلى جواره.

العبرة من هذه القصة وغيرها الكثير أنها قصة معاصرة وساخنة في ذاكرة من يقرأ شيئًا من التاريخ المعاصر وتاريخ ألمانيا على وجه التحديد، بتجرد وحيادية، فيُدرك منسوب ومؤشرات الأخلاق في مسارات الشعوب والأمم.

يموج العالم ويمر بفساد نوعي ممنهج وموصوف وبحماية وتوجيه ودعم من قوى كبرى في الغرب، يُراد منه جعل الشاذ ركيزة أخلاق وقيم بديلة للمجتمعات بذريعة الحرية الشخصية وحقوق الإنسان وخلافه من الذرائع. العبرة ليست هنا؛ بل في توالي الخطوات للوصول بالمثلية الجنسية من مرحلة التسويق الناعمة إلى مرحلة الفرض وبالقوة الناعمة كذلك!! فقد سبق مرحلة الفرض اتفاقيات وممهدات كثيرة اخترقت عقول شعوب ومجتمعات تعاني من الهشاشة والانبهار، مجتمعات فاقدة للمناعة والتحصين أذعنت لاتفاقيات ناعمة تحمل السم في الدسم مثل "اتفاقية سيداو" وحقوق الطفل وتغيير المناهج.... إلخ، هذه الاتفاقيات حملت الثقافة الغربية بشقها المتحلل ورؤيتها الأُحادية للعالم وعلى قاعدتهم الشهيرة "من ليس معي فهو ضدي"، فهؤلاء يرون العالم بعين طبعهم ويعتقدون بكل بذاءة أنهم محور الكون وملاذ البشرية الأخير، لهذا استسلمت الشعوب الرخوة لهذه المُعطيات الشاذة من الغرب خوفًا وطمعًا وبالنتيجة الحتمية ستتحلل معهم.

القادم سيكون فرض المثليّة الجنسية بالقوة المسلحة وحمايتها وتمكينها بالتشهير والحصارات والحملات الإعلامية؛ وصولًا إلى تطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة أو إعلان الحرب.. فهؤلاء لا يتورعون عن فعل أي شيء يخدم مخططهم الشيطاني ويحقق غاياتهم المريضة، ومن يقبل بالقليل اليوم سيُجبر على المُضي قدمًا والقبول بالمزيد وصولًا الى التحلل التام، ومن يجاري الغرب في فسقه وفساده أو يتذرع بضعفه نقول له إنَّ الزوال مصيره لا محالة فلا توجد منطقة وسطى بين الحق والباطل.

قبل اللقاء.. "لا يهمني ماذا يفعل الصياد، يهمني ماذا يحمل بين يديه" (مثل إنجليزي يُمثل حالة الشعوب الغربية تجاه جرائم نُظمها السياسية حول العالم).

وبالشكر تدوم النعم..