قطر المُتفرّدة

 

سالم بن نجيم البادي

نُصلّي لله لتبقى قطر في سلام وأمان واستقرار وازدهار وحرية، قطر أيتها المبهرة لك المجد ولك الشموخ والرفعة بين النجوم، يا قطر الجميلة والعزيزة والغالية، يا دانة ولؤلؤة وجوهرة الخليج، فكلما ذُكرت دوحة الحب والسلام والتسامح والكرم دغدغ عشق قطر قلوبنا، وقد رضعنا حبها منذ أن كنّا صغارًا، وكان الناس يذهبون إلى قطر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حرصًا على طيب وزين أرضها وأهلها وليس سعيًا وراء لقمة العيش فحسب.

كانوا يتحدثون عن قطر أمامنا بإعجاب وانبهار والذكريات الحلوة عن قطر تحكي بلا ملل، وتعاد وتعاد حتى كبر حب قطر في نفوسنا. وظل الحلم بزيارة قطر يراودنا كلما اجترَّ أهلنا ذكرياتهم عن قطر وكرم أهل قطر وجمال شمائلهم وأخلاقهم وأرض قطر العذبة التي تألفها النفوس وتحن إليها القلوب.

لماذا؟ ما الذي يُميز قطر عن غيرها من البلاد، سألت أحد كبار السن الذين سافروا إلى قطر في ذلك الزمان، فقال حبها من الله، لا تسأل عن السبب إن الله يحبب بعض بلاده إلى عباده، وقال: لم نكن نملك السيارات في ذلك الوقت ونحن في قطر، لكن القطري إذا شاهدك تمشي فإنَّه يوقف سيارته ويحملك إلى الوجهة التي تريد، بلا مقابل ولا منة ولا فضول، وهو لا يزعجك بكثرة الأسئلة، يحملك لأن المروءة والشهامة تملي عليه ذلك فقط. ويضيف هذا الرجل قائلاً: "في أغلب الأوقات كان الطعام يأتينا من الشيوخ الكرام ومن التجار والأسر القطرية الغنية".

قطر البحر والصحراء والمزارع والأسواق والحارات والناس والبيوت والأهازيج وأغاني البحر وفنون البادية وقصائد الشعر الشعبي، إنه الشعور الأجمل وكأنك تعيش في بلدك. ولدى الإنسان الخليجي هذا الإحساس الفريد الذي يجعله لا يكاد يميز بين بلده الأم والبلد الخليجي الذي يسافر إليه هنا النسب والمصاهرة والقبائل ذات الأصل الواحد وأبناء العم الذين قد يتوزعون بين دول الخليج.

الحب واحد والمصير مشترك، وقطر التي أذهلت العالم بتطورها المتسارع في شتى المجالات وسعيها لحل النزاعات بالطرق السلمية والحوار ومحاولة إخماد الحروب والاضطربات والقلاقل ومؤسسات قطر الخيرية تمد يد الخير إلى الناس في كل أقطار العالم  وإلى الأسر المحتاجة في غزة المحاصرة وهي التي تمد غزة بالوقود وتساند قضايا الإنسان العادلة، وهي التي أنشأت قناة الجزيرة الرائدة التي أحدثت نقلة نوعية في الإعلام العربي الحر.

هذه الرفاهية التي يعيشها الإنسان القطري وهذا التلاحم الفذ بين القيادة والشعب، وأن قطر الأولى في دخل الفرد وفي التعليم والصحة، وهي في الصدارة دومًا في محافل الخير والعز والشرف.

قطر الآن تُبهر الكون بحسن تنظيم كأس العالم، رغم التحديات وحملات التشويه والتي يغذيها الحقد والحسد والنفاق وازدواجية المعايير من بعض الجهات والدول الأجنبية، لكن قطر تنتصر دائمًا، وقافلتها تسير بثقة وقوة واقتدار وحكمة وروية دون الالتفات إلى الوراء.

إننا نشعر بالفخر والاعتزاز بقطر ونفرح حين نرى تألق قطر ونجاح قطر وصمود قطر وتميز وتفرد قطر.. لك المجد يا قطر ولك الحب منَّا والدعاء بأن يحفظك لله. وتثلج صدورنا الأخبار المتواترة التي تبشر باعتناق الناس للدين الإسلامي عند حضورهم كأس العالم لكرة القدم في الدوحة، والفضل في ذلك لله ثم جهود قطر التي استضافت الدعاة، وأبرزهم الداعية ذاكر نايك، وأفسحت المجال واسعًا للدعوة للإسلام والسلام والإسلام توأمان لا يفترقان.

المجد لقطر التي أحسنت التصرف مع المثلية وشعاراتها بالحزم والعزم والثقة والاعتزاز بتعاليم الدين الإسلامي والقيم والأخلاق والآداب العربية النبيلة السامية والمحافظة على الهوية القطرية الأصيلة.

وتميم المجد أمير قطر الشاب الذي نال الإعجاب والتقدير والاحترام وأعماله وإنجازاته تشهد على براعته الفائقة في السياسة والاقتصاد والإدارة والمواقف الإنسانية وقد استطاع أن يغير من أوضاع بلده إلى الأفضل في وقت قصير حتى إن الذي زار قطر قبل عشر سنوات أو أقل ويزورها الآن سوف يشاهد التطور الرهيب والمذهل والمدهش ليس في المباني الشاهقة فقط ولكن في كل شيء.

ولقد أنعم الله على قطر بالغاز والنفط، وتم استغلال هذه الموارد بطرق ذكية ومدروسة ومخطط لها وانتعشت الصناعات المتعلقة بالغاز والنفط والصناعات الأخرى والاستثمار ثم ظهر أثر هذه النعم على الشعب والبلد كلها.

 وقد قيل بحق إن قطر كعبة المضيوم، ولقطر المجد وعليها السلام ولها الشكر الجزيل.