يحدث في قطر

 

منى بنت حمد البلوشية

 

الجميع انتظر بفارغ الصبر مونديال كأس العالم 2022، الحدث الأبرز الذي لا يحدث إلا كل أربع سنوات، وها هو هذا العام يأتي بحلة جديدة غير المعتاد عليها، يأتي بقطر بدوحة الخير وفخر الملايين من حول هذا العالم.

قطر أذهلت العالم في افتتاح مونديال 2022، عندما تم افتتاحه بآيات من القرآن الكريم قُدمت بصوت المحفز والبطل غانم المفتاح، فهنيئا لقطر الرسالة السامية التي قدمتها في حفل الافتتاح، إنها رسالة حملت بين طياتها الكثير من الِعبر والمواعظ  والقيم الهادفة لشعوب العالم أجمع، وتركيزها على نشر وتعميق معاني السلام والوئام والتسامح والتعريف بشتى القيم الإسلامية التي ينشرها الإسلام في بقاع هذا العالم.

إن أجمل ما يحدث في قطر خلال هذه الفترة الدعوة إلى الإسلام، ويحدونا الفخر بأن تستعين بوفد عُماني من مركز التعريف بالإسلام في السلطنة، ليشارك في تعريف جماهير المونديال بالإسلام، وسماحته ورسالته السامية التي جاء بها نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وخرج بها للعالم أجمع بعد كل التحديات والصعوبات التي حدثت في طريق إظهار الإسلام .وما قامت به قطر خلال هذه الفترة من وضع أحاديث نبوية في كل ركن يتحدث فيه عن سماحة الإسلام وعمل الخير وحب الخير للغير لهو فخر لذلك.

ليس ذلك فحسب حيث قاموا بتغيير مؤذني المساجد بمؤذنين صوتهم شجي وحسن ليكون مؤثرًا في قلب كل زائر ومقيم على أرض دوحة الخير والسلام، وتوصيل سماعات في كل ملعب حتى يسمع الجميع صوت الأذان، إنها أفعال وقيم مُدعاة للفخر، وإننا لنفخر بما حققته قطر من نجاح استثنائي، مُرحبة بالجميع على أرضها بلا عقبات ولا تحديات.

وبينما أقلب صفحات برامج التواصل الاجتماعي إلا ويأتي خبر اعتناق الإسلام لأشخاص وجدوا السلام والأمان في دين الله  تعالى ورسالة الأمة الإسلامية ودخلوا فيه بلا قيود؛ بل بكل يسر وسهولة وعن اقتناع تام منهم، وبينما يشدو المؤذن بصوته الشجيّ إلا وتلك الأعين والقلوب تبقى وجلة شاخصة وهي تستمع لذلك الصوت أين مصدره.

الإسلام دين يسر لا عسر لا يأبى إلا ويدخل فيه من رأى بداخله السلام ليجني السلام له ولمن حوله.

ونحن نتعلم من بعضنا البعض ونحتذي من القيم التي عندها، فعندما يكون هناك شعب ويأبى أن تكون ورقة وقد سقطت عليه إلا ويزيحها، إنه الشعب الياباني الذي يعلمنا كيف علينا ألا نترك المكان الذي كنَّا به بحالة  ليست كما كانت حيث قاموا برفع كل الأعلام  التي سقطت أرضا على المدرجات وتنظيف المكان من كل المخلفات التي وضعها أصحابها بعد انتهاء إحدى المباريات، هكذا نتعلم من بعضنا البعض ويضع جميعنا قيمه بداخل بعض.

أما روح السلام والتكاتف بين الدول الخليجية والعربية التي ظهرت في بعض المباريات والجميع يتكاتف مآزرا بعض لأجل الوصول لمبتغاهم ولا فرق بينهم.

هذا المونديال يأتي ليرسم الكثير من القيم التي ما نزال نستمتع بها من مشاهد وروح الإخاء  والتسامح  التي يتمتع بها الجميع دون أن يضع أحدهم ندبة أو جرحا في قلب أحدهم، هذا ما اعتدنا نحن عليه كدول خليجية محبة للخير والسلام فهنيئاً لنا جميعا بما يحدث بداخل قطر ولنستمتع بحب بكل القيم بين الشعوب المشاركة في مونديال 2022.

تعليق عبر الفيس بوك