فريقنا السعودي يفرحنا

 

سليمان المجيني

tafaseel@gmail.com

 

مشاعر الفرح تطغى دائمًا على مشاعر الحزن، وينبئ الفرح عن الخير حيث السماء تهطل ذهبا والرياح تحمل أرواحا نقية صافية، والدنيا عسجدا وياقوتا.. هكذا نظرنا إلى الفوز المريح لمنتخب السعودية على الأرجنتين صاحبة الإنجازات والمرشحة لنيل بطولة كأس العالم الحالية بقطر.

الفرح العربي عريض بعد الفوز، والحب ازداد لأنه أمل، نعم أصبح المنتخب السعودي أملنا في نيل إحدى بطاقات التأهل للدور اللاحق، وهو إنجاز نطمح إليه وفي صالحنا، لذلك سوف نعيش الحلم الكبير وسوف نبقى متحفزين للمباراة القادمة.

شعورنا مليء بالحب الثوري لأن العاطفة قامت بعملها على أكمل وجه، والعاطفة العربية تتوحد عند الفرح، الفرح الخليجي، الفرح العربي والفرح القادم من الخارج بفضل الخصومة مع المنهزم، تفخر عيوننا بالمشاهدة وأجسامنا تؤطرها القوة، سنجد للسهر لذة أخرى، ولمشاهدة المباريات الأخرى متعة أكبر وأبلغ، وسنشرب الشاي بسكره لأن اللحظة كلها سكر، ولن نخشى الطبيب؛ ففي لحظتها سيكون أيضا مشاركا وسيسبقنا لشربه والاستمتاع به.

يحق لنا أن نفرح، لأنَّ أعصابنا قبضت في بعض فترات المباراة، وعلينا الآن أن نفلتها لتمارس الانتقام الجميل، الفرح هو انتقامنا من تلك اللحظات العصيبة، علينا أن نمارسه ونعيشه ونستمتع به، فمنتخبنا الخليجي العربي يستاهل أكثر وأكثر.

نحتاج كعرب إلى الفرح، فالهزائم التي لحقت بنا طويلة ومتكررة، مع ذلك كنَّا نتابع مباريات الآخرين ونعتقد في بعض اللحظات أننا وصلنا إلى قمة المتعة والفرح بفوز فريقنا الذي نشجعه بقرارٍ عقلي، أما اليوم فاختلف الأمر فالمتعة كانت أكبر من أي وقت مضى، والفرح أصبح شاهدًا على انتصارنا لا انتصارنا شاهدا على فرحتنا، الفرحة تتقدم دائما هذا اليوم، والانتصار المدوي سيدونه التاريخ وسيُعيده على الأجيال اللاحقة مرات ومرات، وسيمحو كل زلة أو خطأ قام بها اللاعبون، وسيطغى الفرح على الإصابات الجسيمة لتكون خفيفة على الأقارب والمشجعين.  

عظمة الفرح تشهد بها الأماكن كلها، ولأنك في قمته تشعر بالآخرين وكأنهم يفرحون لفرحك، بل ينغمسون فيه ويهنئونك أينما يممت وجهك، تفسح الطريق ولا تشاكس كالسابق، تبتسم في الوجوه ولا تعبس كما تفعل مسبقا، تسامح من يخطئ رغم زلته، تساعد، تُكرِم، تتعاون.

بالفرح الحقيقي تتغير نفسيات البشر وتعود لطبيعتها، طبيعتها التي فطرها الله عليها، تسبح بأخلاقها الظاهرة والباطنة، والتصرفات المتزنة تكافئ العقل والقلب معًا، ويبقى الفؤاد بإشاراته الإيجابية رهن تحركات الجسم، ويشحنه بطاقة إيجابية للفرح مدة أطول.

تعليق عبر الفيس بوك