لماذا تنجح قطر دائمًا؟!

 

أحمد السلماني

تبقى أقل من 24 ساعة على انطلاق أكبر تظاهرة رياضية في الكون، نعم الكرة الأرضية، والقارات، والأمم والشعوب.. العالم بملياراته الثمانية من البشر، أبصارهم شاخصة نحو دولة قطر الشقيقة في دوحة الخليج المتلألئ، الدولة التي تعرضت لهجوم شرس غير موضوعوي بل وظالم بشدة، لكنها في المقابل وعلى مدى 12 عامًا أعلنت للعالم أنَّها لن تقبل إلا بالتَّميز والعلامة الكاملة، فواصلت الكفاح على كافة الأصعدة والميادين والمنابر، وأثبتت أنها الأكثر تأثيرًا والأقوى حضورًا على المستوى الدولي بعد أن كُتب لها النصر المُظفر في كل المعارك التي خاضتها مع الحاقدين والناقمين على فوز قطر بشرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم.

نعم، كرة القدم العالمية ستتحدث بلغة الضاد، وهذا هو الذي كبر عليهم استيعابه، لكنها الحقيقة المُرة التي ترجعها في نهاية المطاف، رغمًا عنهم، وهي أنَّ العرب قادرون على تنظيم هذه النسخة التي من المتوقع لها أن تكون استثنائية في كل شيء.

قبل سنوات طويلة، وبعد الإعلان الصادم بفوز قطر بتنظيم مونديال 2022، لم تتوقف الآلة الإعلامية المُضادة عن تشويه الملف القطري الذي تجاوز كل ذلك بالعمل الجاد المتواصل للإعداد للمونديال وترفّع كثيرا عن الرد عندما تحدثت مُنجزاته عوضا عنه، وترك الثرثرة لعديمي الحيلة، وليسمح لي الأشقاء في قطر أن أفصح عن حقيقة ربما شريحة كبيرة من البشر حول البسيطة لا يدركونها وقد تمثّل صدمة أخرى لهم، أن هذه الدولة الخليجية المثابرة وهي تخطط لبناء قطر الحديثة وفق أعلى معايير تصميم المدن العالمية والبنية الأساسية والتنمية المستدامة لها ولمواطنيها أدركت حقيقة أنه لا بد لها وأن توجد محركاً لكل ذلك، ووجدوا ضالتهم في كرة القدم "الساحرة المجنونة وأفيون الشعوب"، وما كأس العالم إلا هدف مرحلي في مسيرة التنمية القطرية المستدامة وجسر عبور سيقفز بقطر الحديثة لأن تكون أنموذجا عالميا حديثاً في بناء المدن وتشييد البنى الأساسية بها وبنمط عصري يستخدم الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنيات 5G وما سيليها ولعقود قادمة.. وتذكّروا ذلك.

ولطالما أفصح الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA ممثلا في رئيسه جوليانو إنفانتينو وفي الكثير من المناسبات عن أن العالم سيشهد نسخة استثنائية في كل شيء وأن المؤشرات على نجاح قطر في تنظيم هذه النسخة واضحة للعيان وطالب الآلة الإعلامية المضادة بالكف عن حملات التشوية غير المبررة ورفع شعارات مستفزة ومقززة لا تحترم البلد المنظم وعقيدته عندما يتم إقحام السياسة في الرياضة عموما وفي كرة القدم خصوصا وقد فرضت قطر إرادتها ولم تحد عن مبادئ الدين والعقيدة والعادات، الـ FIFA لا يهذي ولا يقول ذلك اعتباطًا فهو شريك أصيل مع قطر في تنظيم المونديال العالمي منذ البداية وقد لجأ إليها ولجأت لها الكثير من الدول لتنظيم مسابقاتها الكروية إبان جائحة "كورونا" وكل يوم يكتشف العالم أن الملف القطري كان الأجدر والأقوى، نسخة ستكون "منهج" للدول التي ستنظم كأس العالم في قادم السنوات، ومن كافة النواحي.

اللافت في كل ذلك هو اللحمة العربية التي تقف خلف قطر لضمان نجاح المونديال، نعم.. قطر توحّد العرب وهؤلاء جميعاً سيُعلنون للعالم بأن لهم من القدرات والإمكانيات ما يمكنهم من احتضان واستضافة أكبر تظاهرة رياضية كونية، هذا كله خلال شهر من الليلة والدرس الأهم الذي ينبغي للأمم التي تعشق التحليق فوق السحاب هو أهمية أن تتوافر ثلاثة مقومات لكل ذلك "الإرادة والإدارة والمال" هذا كله في الإمارة الخليجية الشمّاء و"الله ياعمري قطر".