"المؤتلف الإنساني" يرسي دعائم السلام والتنمية المستدامة.. ومشاركات عالمية لتعزيز مفهوم التسامح والتعايش

◄ المعمري: رسالة عمان تقوم على نشر السلام والتسامح في العالم

الرؤية- خالد الكعبي- أسعد البدري

تصوير/ راشد الكندي

نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية المؤتمر الدولي "المؤتلف الإنساني والتنمية المستدامة للجميع"، وذلك ضمن الاحتفال باليوم العالمي للتسامح. رعى الحفل معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد، بمشاركة ممثلين من 50 دولة، بعدد يتجاوز 120 شخصية.

وتضمن المؤتمر 4 محاور وهي: من التنظير إلى التطبيق.. المؤتلف الإنساني: تواصل حضاري ودعم جهود التنمية المستدامة، دفع عجلة التنمية المستدامة: نماذج عملية في القيم الإنسانية وتنوع الثقافات، دور المرأة في تعزيز القيم الإنسانية والتنمية المستدامة، دور الشباب في ترسيخ القيم الإنسانية وريادة التنمية المستدامة.

وأشار معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية،  في كلمته الافتتاحية إلى الجهود العالمية المبذولة لإحلال الأمن والتسامح في جميع أنحاء العالم وبناء جسور التواصل والمحبة والقضاء على بؤر التوتر والتعصب والاهتمام بالتنمية والعيش الكريم للبشرية، مشيدا بالتعاون القائم بين وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وكافة المؤسسات المعنية بالتسامح والتعايش والتفاهم بمختلف دول العالم، وبإشراك الأفراد والمؤسسات والمراكز ذات الصلة في مبادرات وحوارات لتعزيز المساواة ومنع التمييز ومحاربة الشائعات ونشر ما يعزز الثقة ويحيي الأمن في النفوس.

وأكد معالي وزير الأوقاف أن سياسة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تقوم على أن رسالة سلطنة عمان هي نشر السلام والتسامح في العالم، وأن النهج الذي تتبناه السلطنة قائم على قيم التسامح والتعايش في عمان والعالم. من جانبه، أشار معالي الدكتور سعيد الصقري وزير الاقتصاد، إلى أن تحقيق مبادئ التنمية المستدامة للجميع يجب أن يسبقها التسامح والتعايش والتفاهم في العالم، مشيدا بالمبادرات والسعي الذي تقوم به سلطنة عمان على مر التاريخ إقليميا ودوليا لإنهاء النزاعات ونشر السلام. وقال الصقري إن خطط التنمية المستدامة غطت نطاقا واسعا من القضايا الإنسانية، وأن رؤية عمان 2040 تقوم على 4 محاور أساسية تشمل الإنسان والمجتمع، الاقتصاد والتنمية، البيئة المستدامة، الحوكمة والأداء المؤسسي، مع الأخذ بعين الاعتبار التغير الاجتماعي وآثار التكنولوجيا والثورة الصناعية الرابعة وتغير المناخ وآثارها على مختلف البلدان.

وذكر سعادة الشيخ خليفة الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية، أنه لا سبيل إلى تحقيق التنمية المستدامة دون سلام حقيقي، ولا يمكن إرساء السلام دون تنمية مستدامة، موضحا أن السلام والتنمية المستدامة مرتبطان ارتباطا وثيقا ولا يمكن فصلهما عن بعضهما.

وتابع: "سياسة سلطنة عمان الخارجية تقوم على رؤية عميقة، رؤية تضع سلطنة عمان كدولة صديقة للجميع على الدوام، وهي تتبنى مبدأ الحوار وقيمة التسامح كموجهات أساسية للتعاطى مع القضايا العالمية وتحديد مسارات معالجة التحديات الدولية".

وقال الدكتور محمد السنوسي الرئيس التنفيذي لشبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين، إن رؤية عمان التي تتبنى من خلالها المبادئ والقيم والتعاطف هي نفس الرؤية التي تؤكد عليها الأمم المتحدة، مضيفا أن هذا اليوم له أهمية كبيرة في تعزيز قيم التسامح والسلام العالمي خصوصا في ظل ما يمر به العالم من أزمات.

يشار إلى أن المؤتمر يصاحبه عدد من الفعاليات مثل برنامجي "صوت الصورة" و"الشباب"، بهدف تدريب الشباب على الحوار الفاعل بين الأديان والثقافات من خلال استخدام التصوير الفوتوغرافي والتواصل الثقافي. بالإضافة إلى فعاليات للأطفال بمشاركة مجموعة من الأطفال العمانيين والمقيمين من جنسيات مختلفة.

كما يشتمل المؤتمر على معرض "رسالة السلام"، الذي يسعى إلى إيصال تجربة سلطنة عمان الثقافية والحضارية للعالم من خلال تقديم نموذج حضاري في التعايش والتفاهم وبناء السلام، وكذلك معرض "فن الظلال" الذي يوظف الضوء والظل لتكوين صور معبرة عن القيم الإنسانية المشتركة.

تعليق عبر الفيس بوك