مشاركة عمانية في مهرجان المحامل التقليدية بقطر

 

 

صحار - الرؤية

تجسيداً للإرث البحري الذي تزخر به سلطنة عمان، غادرت مساء الأثنين بعثة المشاركين في مسابقة المحامل الخشبية التقليدية السنوية والتي ستقام بدولة قطر الشقيقة مطلع الأسبوع المقبل لتأتي هذا العام مصاحبة للحدث الرياضي الأبرز عالمياً وهي بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تفتتح الأحد القادم في الدوحة، وكان في وداع البعثة التي غادرت براً من منطقة الزعفران بولاية صحار سعادة الدكتور محمد بن إبراهيم الزدجالي عضو مجلس الشورى عن ولاية صحار.

وتأتي مشاركة هذا الوفد في مهرجان كتارا بدولة قطر إيماناً بأهمية هذا الموروث وسعياً للتبادل الثقافي والمعرفي حول الإرث البحري، ودعماً ومساهمةً في جهود دولة قطر للحفاظ على الموروث الخليجي، لذلك فأن المشاركة الواسعة والمتزايدة التي يحظى بها هذا المهرجان تعكس ما يحظى به الموروث البحري من مكانة بارزة وسمعة حسنة على المستوى الخليجي والعربي والإقليمي والدولي

وتحدث إبراهيم بن حسن بن عبدالرحمن البلوشي من ولاية صحار وهو رئيس الوفد المشارك أن هذه المشاركة تأتي للمرة الثانية عشر وهي استجابة وتلبية لدعوة من اللجنة المنظمة لمهرجان كتارا، حيث يتجاوز الوفد المشارك من السلطنة هذا العام عدد 250 مشاركاً من مختلف محافظات السلطنة، حيث سيقوم الوفد بتسليط الضوء على التاريخ البحري لعمان والعلاقات التجارية التي اشتهرت بها السلطنة عبر البحار، كما سيتم عرض الحرف التقليدية بمختلف أنواعها والمشاركة في سباق المحامل التقليدية الخشبية.

وناشد البلوشي بضرورة الاهتمام بالثقافة البحرية بكل فنونها وتراثها وتقاليدها والتعبير عن حال المواطن العماني المتعطش دائماً لمعرفة تراث الأباء والأجداد من أجل ترسيخه في ذاكرة الأجيال القادمة والحفاظ على أهمية الموروث البحري بكل ما يتميز به من أصالة وبما يزخر به من أمجاد وعراقة.

كما أكد إبراهيم البلوشي على أهمية إقامة فعاليات ومسابقات محلية لرياضات الموروث البحري تلبيةً لرغبات الكثير من الشباب المهتمين بها، والتي بلاشك ستسهم في الارتقاء والحفاظ على الموروث الشعبي بكافة أشكاله مما سيكون له أثر إيجابي على تعزز الهوية العمانية الأصيلة وقيم المواطنة خصوصاً لدى النشء.


هذا وقد تحدث صالح بن جمعه بن حسون العريمي من ولاية صور وناشد المعنيين إلى ضرورة تخصيص جزء ساحلي وتجهيزه ليكون بمثابة قرية تراثية ساحلية يتم من خلالها إبراز التراث العماني بشكل عام والموروث البحري على وجه الخصوص، وتطوير هذه القرية ليتم فيه تقديم عرضا متميزاً لصناعة السفن الشراعية والمحامل التقليدية وإقامة ورش لصناعة السفن التقليدية والقوارب القديمة وصيانتها، بالإضافة إلى سوق للمهن والحرف البحرية من خلال حرفيين مهرة يقومون بصناعة وعرض منتجاتهم المتنوعة لكل ما يتعلق بالحرف اليدوية والصناعات الشعبية التقليدية مثل صناعة آلة الشراع والدقل والغزل والحبال والحدادة وصناعة الحصر وشباك الصيد، وعلاوة على ذلك من الممكن أن تضم هذه القرية سوقاً للأسماك بحيث يعرض فيه جميع أنواع الأسماك التي تنعم بها بحار السلطنة، كما يمكن توفير مطاعم شعبية لتجربة تذوق مختلف الأكلات البحرية والعمانية الأخرى، مع اقتراح اقامة متحف بحري يحكي مراحل وتاريخ العمانيين مع البحار، كما تعرض فيه المخطوطات البحرية القديمة التي تكشف عن تاريخ عمان البحري المجيد، وكذلك المحامل العمانية الأصيلة وأدوات الصيد التي يستخدمها الصياد العماني وغيرها من مقتنيات التراث العماني، وهذا ما سيجعل العائلات العمانيية والمقيمة بالسلطنة تتوافد عليه للإطلاع على مكنونات الموروث البحري كما أن أطفالهم سيجذبهم الشغف لتجربة ركوب سفن خشبية تقليدية ليستمتعوا بتراث أجدادهم وآبائهم مع البحر، بالإضافة إلى تواجد عروض لفرق الفنون الشعبية، مما يصب إيجاباً في سبيل المزيد من الترويج والتعريف بالتراث البحري العماني الأصيل.

وقال العريمي إنه بإقامة هذه القرية وتطويرها ستوفر بنية تحتية وبيئة مناسبة لإقامة مسابقات الرياضات البحرية كما سيسهل على المهتمين بالموروث البحري إقامة أنشطة وفعاليات ومهرجانات فنية وثقافية ومسابقات وعروضاً بحرية تراثية تتناسب مع هذا التراث البحري العريق، هذا بالإضافة إلى إمكانية إقامة مدرسة للتدريب واختيار النشء وتوفير الأنشطة الترفيهية بالإبحار الشراعي، كل ذلك سيسهم في تعزيز الجانب الاقتصادي للمهتمين بالموروث البحري ولقطاعات أخرى مرتبطة بها، كما ستعمل هذه القرية الساحلية على جذب أنظار المزيد من السياح والزوار الباحثين عن متعة كشف أسرار البحر في سلطنة عمان التي تتميز بوجود الكثير من المقاصد السياحية والمواقع البحرية الجميلة، والتي باتت اليوم سمتها البارزة على المستوى الإقليمي.

وبدوره دعا علي بن ابراهيم العلوي أحد أعضاء الوفد وهو من ولاية السويق إلى ضرورة توثيق وتدوين مثل هذه المشاركات والاقتراب أكثر من مختلف المبادرات التي تسعى لإحياء هذا الموروث البحري، خاصة أن هذا الموروث يعكس عطاء أبناء الخليج العربي، ويعزز من انتمائهم ويقوي إرادتهم ويرسخ الانتماء لديهم، بالإضافة إلى دور ذلك في غرس الاهتمام بالثقافة البحرية بما تحتويه من فنون وتراث في نفوس وأذهان الشباب العماني من أجل التوعية بالقيمة التاريخية الكبيرة لموروث السلطنة البحري وأمجادها البحرية التليدة.

وأكد العلوي على أهمية تنظيم مهرجانات بحرية ستعمل بدورها لتكون رافدا لتشجيع الحركة السياحية وتنشيط الوضع السياحي على سواحل السلطنة وبالتالي إبراز مدى ما تتمتع به شواطئنا من جمال وروعة، وكيف أن مثل هذه الفعاليات لها محبون من زوار وسياح السلطنة.

 

تعليق عبر الفيس بوك