مسقط.. مدينة السلام

 

لينا الموسوي

مسقط المدينة التي سمعت عنها وأنا ما أزال طفلة وهيبة السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله - وبهاء الزي العُماني المُميز، وما يزيده بهاءً وجمالًا ذلك الخنجر المزخرف والمرصع بالأحجار، كانت تجذبني بكل اختلافاتها فأنام على حلم بزيارة سلطنة عُمان.

كنتُ أحلم بأن أكون من بين زوار مدينة مسقط العريقة وحالفني الحظ أن أنزل هذه المدينة الخلابة بكل تنوعاتها بشرًا وتضاريس جبالًا ونخيلًا وتنوع الشجر، وتنوع القبائل والمذاهب، مدينة الدفء والاحتواء، التي يسكنها الزائر طمأنينة ويتآلف مع شعبها المضياف.

صور داخل المقال  (4).jpeg
 

تواءمت أخلاقيات وسلوك البشر وتلاحم اختلافاتهم، فاخرج من بينها لوحات معمارية أظهرت المدينة بتميز راقٍ متفرد، وبفضل جهود السلطان قابوس وتشجيعه للفنون المعمارية وبطراز العمارة الإسلامية التي تتصف بالزخرفة والنقوش مما يعطيها ميزة متفردة وجمالًا أخاذًا.

الهندسة المعمارية صورة تميز حضارة وثقافة أي مجتمع، وكان الأب السلطان قابوس مدركًا لأهمية هذا التفرد، لذا كان من المهتمين بأن تكون لوحة مميزة بمنظرها، وأخصها كانت المعالم الإسلامية البصرية وأبرزها فخامة وجمالًا هي مآذن المساجد المنوعة الشاهقة نحو السماء، تتوسط تلك الطبيعة الجميلة من نخيل وأفلاج.

جمالية المآذن بتنوع أشكالها وأحجامها وأخص تلك المتمركزة في شمال الباطنة، منها الرفيعة الممشوقة إلى عنان السماء، وتلك الممتلئة التي توحي بكنز في جوفها المملوء، كما تخيلته كنوز علم ومعرفة، مآذن يجمعها التوحيد الذي يعيش في الوجدان متمثلا بامتدادها إلى السماء.

صور داخل المقال  (1).jpeg
 

من ينظر إلى هذا البناء تبهره العمارة الراقية وبتفرد ممزوج ببساطة وتنوع جميل، إنه انعكاس لأصول هذا الشعب وتنوع مهارات الأيدي الفنية التي أقامت هذه المنارات، كما أن لها تداخل بحضارات مختلفة منها تلك الشعوب الهندية، والزنجبارية، والعربية، والفارسية كل ذلك متآلف بين تفاصيل تلك النقوش، كما هي تلك القباب الخلابة بزخرفتها الراقية ما بين المذهب ومنها المزجج ومنها بألوان الموزاييك تنوع يبهر البصر.

صور داخل المقال  (3).jpeg
 

ما أراه أن هذا يمتد مع تطور بناء المآذن المختلفة، يعكس بدوره مراحل معمارية رائعة، أجاد بها مصمموها وبنّاؤوها، وأنا كلي شوق للمرحلة المقبلة والمنارة الإسلامية بتكنولوجيا العصر، وقد أكون ضمن من يضيف لتكون لي بصمة بين هذا الجمال الأخّاذ وبكل فخر وشوق وعشق لهذه المدينة وكل سلطنة عمان.

تعليق عبر الفيس بوك