"دفاتر المونديال"

رغم الشكوك.. "البرغوث" يسعى لـ"آخر تتويج مونديالي" بالدوحة

الرؤية- وليد الخفيف

قبل 8 سنوات، أحاطت الشكوك بما يمكن أن يُقدمه ليونيل ميسي لقيادة الأرجنتين نحو لقب كأس العالم 2014 في البرازيل، فنجم برشلونة الأسباني- آنذاك- كان عائدًا من الإصابة ولم يظهر بمستواه المعهود في تلك الفترة، وتعالت نبرة إخلاص "البرغوث" لقميص برشلونة أكثر من إخلاصه لمنتخب بلاده، غير أن ميسي ردَّ في الميدان، فقاد فريقه لبلوغ المباراة النهائية بعدما قدم كل شيء في كرة القدم، فصنع وهزَّ الشباك وأدى دور القائد الحقيقي للأرجنتين.

وظهر ميسي بمستوى لافت مع انطلاق دور المجموعات في 2014، فقاد الأرجنتين للفوز على البوسنة 2- 1 صانعًا الهدف الأول وموقعًا على الهدف الثاني، وعندما تعقدت مباراة الأرجنتين ومنتخب إيران العنيد، حسمها ميسي بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع لتنتهي المباراة لصالح التانجو بهدف نظيف، ثم واصل ميسي عطاءه لقميص بلاده بإحراز هدفين في شباك نيجيريا لتنتهي المباراة بفوز الأرجنتين 3- 2، لينهي ميسي دور المجموعات بتسجيل 4 أهداف حاسمة.

عطاء ميسي تواصل في دور الـ16 عندما صنع لزميله دي ماريا هدفًا قاتلا استقبلته شباك سويسرا في الوقت الإضافي الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، ليحصل ميسي في المباريات الأربعة التي خاضها على جائزة أفضل لاعب فكان ذلك ردًا بليغًا من لاعب استثنائي. وعبر منتخب الأرجنتين تحت قيادة ميسي دور الـ8 بالفوز على بلجيكا، ثم عطل الطاحونة الهولندية وأحالها خارج الخدمة في الدور نصف النهائي بركلات الترجيح.

وفي النهائي، كان ميسي على موعد مع مواجهة مكررة لنهائي 1990؛ حيث التقى المنتخب الأرجنتيني نظيره الألماني، ولكن ميسي كان قائد المنتخب الأرجنتيني هذه المرة فيما كان دييجو مارادونا هو القائد في 1990. وعلى غرار ما حدث في 1990 بإيطاليا، كان الفوز من نصيب المنتخب الألماني في نهائي 2014 بهدف قبل دقائق قليلة من صافرة النهاية، علما بأن نهائي 1990 لم يمتد لوقت إضافي فيما كان الوقت الإضافي حاضرًا في نهائي 2014 وحُسم بهدف سجله ماريو جويتزه ليحرم ميسي ورفاقه من التتويج باللقب العالمي للمرة الثالثة.

وتوّج ميسي في تلك النسخة (2014) بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب، في انتظار ما سيُقدمه مع منتخب بلاده في نسخة قطر التي ستكون خط النهاية لمسيرته التاريخية مع منتخب بلاده، حسبما أعلن ميسي بنفسه.

ولم يحزر ميسي في كأس العالم (نسخة 2018) في روسيا سوى هدف وحيد في المباراة التي جمعت منتخب بلاده ونيجيريا في الدور الأول، وكان الفوز الوحيد لـ"التانجو" في دور المجموعات قبل التعادل أمام آيسلندا ثم الخسارة بثلاثية بيضاء من كرواتيا. وعجز ميسي من قيادة منتخب بلاده لتجاوز دور الـ16 في مونديال روسيا، إثر الخسارة من فرنسا 3- 4؛ ليودع أفضل لاعب في العالم خمس مرات، ذلك المونديال مبكرًا.

وتعالت الانتقادات تجاه ميسي من الجماهير التي تعول عليه القيام بدور مارادونا الذي قاد الارجنتين للقب 1986 .ولم يسجل ميسي سوى 6 أهداف فقط في مشاركاته الأربع بمنافسات كأس العالم، ويطمح في ترك بصمة تهديفية في "مونديال قطر" المرتقب.

تعليق عبر الفيس بوك