جهود دبلوماسية للترويج للمشاريع الجديدة واستقطاب المستثمرين

الشيذاني لـ "الرؤية": طرح 6 فرص استثمارية لإنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر

◄ الشيذاني: مشروع السياسة الوطنية للتحول في الطاقة قطع شوطا جيدا

◄ مذكرات تعاون دولية لفتح آفاق أوسع في مجال الطاقة النظيفة

◄ 5 أهداف استراتيجية لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر

الرؤية- مريم البادية

أكد المهندس عبدالعزيز بن سعيد الشيذاني مدير عام المديرية العامة للطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن، عقد جلسات نقاشية مع دول أخرى لتطبيق مشاريع جديدة في مجال الطاقة، لافتا إلى أن سلطنة عُمان تؤمن بأهمية التعاون الدولي والعلاقات الثنائية في مقاربة التحديات المشتركة كقضايا الطاقة والمناخ، وتسعى لتوظيف ما تتيحه هذه الاتفاقيات والمذكرات من فرص في تعزيز وتوطين سلاسل الإمداد وفرص القيمة المحلية المضافة.

وكانت سلطنة عمان- ممثلة بوزارة الطاقة والمعادن- قد وقعت مع المملكة العربية السعودية- ممثلة بوزارة الطاقة- مذكرة تفاهم في مجال الطاقة، وذلك ضمن مشاركة سلطنة عُمان في مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ 2022 "كوب 27" والذي تستضيفه مصر. وقال الشيذاني إنَّ هذه الاتفاقية تعزز التعاون في قطاعات الطاقة المختلفة على مستويات أكبر، خصوصا فيما يتعلق بالاقتصاد الدائري للكربون وتقنياته وكذلك تنمية وتطوير الشراكات النوعية، مع التركيز على توطين المواد والمنتجات والخدمات المرتبطة بقطاع الطاقة.

وأشار- في تصريحات لـ"الرؤية- إلى أن السلطنة وقعت مذكرة تفاهم في مجال الطاقة الخضراء، مع وزارة الشؤون الاقتصادية وسياسة المناخ بمملكة نذرلاندز، موضحًا أن هذه المذكرة تأتي في سياق تعزيز التعاون القائم بين البلدين، حيث تعد مملكة نذرلاند بوابة أوروبا الغربية في توفير احتياجاتها من واردات الهيدروجين الأخضر، وذلك من خلال مينائي روتردام وأمستردام.

ولفت مدير عام المديرية العامة للطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن، إلى أن مذكرة التفاهم مع نذرلاند ستفتح آفاقا أوسع للتعاون بين البلدين على مستوى الحكومتين وعلى مستوى القطاع الخاص وتطوير الشراكات وتبادل الخبرات والمعارف، بما يدفع عجلة تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر وتحقيق خطة الحياد الكربوني.

وذكر أن سلطنة عمان حددت 5 أهداف استراتيجية لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، والتي تتمثل في الاستمرار في الوصول إلى خطة الحياد الصفري الكربوني وتنويع قاعدة الاقتصاد والصناعات المصاحبة لمشاريع الهيدروجين، وتعزيز القيمة المحلية المضافة وبناء القدرات الوطنية، مؤكدا أن قطاع الهيدروجين الأخضر وحجم الاستثمارات المؤمل استقطابها مع البدء في إنتاج الهيدروجين قبل نهاية العقد الحالي، سيكون له مردود اقتصادي جيد يزداد مع ازدياد الطلب عليه عالميا.

وعن تنفيذ أهداف الاستراتيجية، قال إن العمل جارٍ من خلال شركة "هيدروجين عمان" لإعادة تخطيط المناطق التي حددتها الاستراتيجية للاستثمار في هذا المجال في وسط وجنوب عمان بولايتي الدقم والجازر بمحافظة الوسطى ومحافظة ظفار، وتهيئتها ومن ثم طرحها من خلال جولات مزايدة للاستثمار على مراحل مناسبة، ومن خلال توزيعها على نطاقات متخصصة لإنتاج الكهرباء لقيام الصناعات المرتبطة بالهيدروجين، حيث يعول على هذا القطاع في دعم نمو القطاع الصناعي بالإضافة إلى مشاريع صناعات مرتبطة باحتياجات مشاريع الهيدروجين الأخضر.

وتحدث الشيذاني عن خطة الوزارة في جلب الاستثمارات الأجنبية إلى هذا القطاع، قائلا: "إن وزارة الطاقة قامت مع شركائها بدراسة سوق الهيدروجين وتقدير حجم الطلب العالمي عليه وفق سيناريوهات الطلب التي تصدرها جهات عالمية ذات علاقة، كما أجرت دراسات مقارنة للأسواق المستهدفة وهي تتمثل مبدئيا في أوربا الغربية التي تستهدف استيراد 10 ملايين طن من الهيدروجين بحلول عام 2030، وكذلك دول آسيا كاليابان وكوريا الجنوبية، وخلصت الدراسة إلى إمكانية وضع هدف لإنتاج مليون طن من الهيدروجين وذلك من خلال طرح 6 فرص للاستثمار على مساحة ما بين 310 -320  كيلو متر مربع، وتعمل الوزارة مع وزارة الخارجية وسفارات سلطنة عمان في الخارج مع شركتي "أوكيو" و"هيدروجين عمان" على استقطاب المستثمرين والترويج عن الفرص الاستثمارية، وذلك من خلال اللقاءات المباشرة أو من خلال المؤتمرات والندوات كمؤتمر قمة الأطراف في شرم الشيخ الجاري حاليا، ومؤتمر الهيدروجين الأخضر في بداية ديسمبر المقبل".

يشار إلى أنَّ شركة "هيدروجين عمان" أنشئت وفق التوجيهات السامية الكريمة في مارس 2022 لتنمية هذا القطاع الواعد، وتهدف إلى أن تكون واجهة سلطنة عمان أمام المستثمرين والمهتمين بقطاع الهيدروجين الأخضر، كما ستقوم بأدوار إضافية للإبقاء على تنافسية إنتاج الهيدروجين في سلطنة عمان من خلال توفير البنية الأساسية المشتركة وتنسيق مبيعات الهيدروجين محليا، والاستثمار في بيانات الطاقة المتجددة التي تبنى عليها جدوى مشاريع الهيدروجين الأخضر. وتابع الشيذاني أن مشروع دراسة السياسة الوطنية للتحول في الطاقة قطع شوطا جيدا حتى الآن، حيث عقدت ورش عمل موسعة وأخرى متخصصة بمشاركة عدد من الشركات والمؤسسات المعنية وكذلك عدد من المختصين، موضحا: "تحقيق خطط الحياد الصفري بحلول عام 2050 هدف يمكن تحقيقه، حيث حددت مناقشات مختبر إدارة الكربون خط الأساس لسلطنة عمان ككل، وللقطاعات الخمسة الرئيسية كل على حدة، كما تم تحديد عدد من المبادرات التي سيكون لها إسهامات جيدة في تحقيق هذا الهدف، وستبقى هناك مستويات من الخفض تتطلب تدخلات تقنية وتمويلية للمضي فيها، ولكن ما يلاحظ من اهتمام عالمي بهذا الموضوع والزخم المرتبط به والاستثمارات الموجهة إليه ستعجل من تطوير خيارات تقنية أخرى تساهم بدورها في تحقيق أهداف المناخ".

تعليق عبر الفيس بوك