استعراض أهمية "رحلة ابن بطوطة" لفهم الحضارات بـ"معرض الشارقة"

الشارقة- الرؤية

أكد أكاديميون وباحثون القيمة التاريخية والرمزية للتراث الثري الذي خلفته مدونات الرحالة العربي "ابن بطوطة"، باعتبارها من أهم الوثائق التي مكنت العالم من التعرف على ثقافات الشعوب وخصائصهم في الحقب القديمة، وما تمثله من مادة بحثية غنية حتى الوقت الحالي، رغم التطور الكبير الذي شهدته وسائل النقل والاتصالات والنشر.

جاء ذلك خلال جلسة "على خطى ابن بطوطة"، ضمن فعاليات اليوم العاشر من معرض الشارقة الدولي للكتاب الدورة الـ41، والذي تختتم فعالياته  اليوم، حيث استضافت الجلسة كلا من الدكتورة كلوديا ماريا تريسو، المستشرقة الإيطالية والباحثة في جامعة تورينو، والتونسية دكتورة ليلى العبيدي، أستاذة الأدب في جامعة الشارقة، للحديث عن الأثر الكبير الذي لا يزال يمثله كتاب الرحالة المغربي "تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، والمعروف برحلة ابن بطوطة. أدار الجلسة الكاتب والصحفي الأردني محمد أبو عرب، وبحضور سعادة نيكولا لينير، سفير الجمهورية الإيطالية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكانت كلوديا تريسو، أول من نقل كتاب ابن بطوطة إلى اللغة الإيطالية عام 2006، موضحة: "رغم أننا نعيش في عصر العولمة، ما تزال معرفة الحضارات الأخرى سطحية ومقتصرة على عدد ضئيل من الأشخاص". وأشارت إلى أن كتاب ابن بطوطة يكشف جانبا مهما من تاريخ القرون الوسطى في معظم أنحاء العالم آنذاك على الرغم من كونها سردا لتجربة شخصية حول حياة الناس العادية اليومية وليس كتابا علميا في التاريخ يركز على الشؤون الرسمية وأصحاب السلطة.

وقالت الدكتورة ليلى العبيدي، الحائزة على جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السادسة: "إن كان ابن بطوطة قد خرج في رحلته من طنجة بغرض الحج، إلى أنه كثيرا ما سعد بخروج القوافل التي رافقها عن مسارها الأصلي طوال العقود الثلاثة التي استمرت فيها رحلته، والوثيقة التي تركها لها قيمة أنثروبولوجية وإثنولوجية واجتماعية عظيمة لأنها عرفتنا على ثقافات الشعوب التي زارها وخصائصهم وكل جوانب حياتهم".

واتفقت المتحدثتان على أن رحلة ابن بطوطة وكتابه "تحفة الأنظار" بمثابة كنز من المعلومات التي تمثل الآن جزءا من التراث غير المادي، ليس العربي فقط بل العالمي أيضاً، نظرا إلى ترجمة هذا الكتاب إلى أكثر من 50 لغة حتى الآن، بالإضافة إلى أن الباحثين يستخدمون نصوص ابن بطوطة ليتعرفوا أكثر على تاريخ الإسلام والعالم في القرون الوسطى من المغرب وشرق أوروبا حتى الصين والهند.

تعليق عبر الفيس بوك