البحرية السلطانية تسعى لتسجيل السفينة "شباب عمان" في قائمة "اليونسكو"

 

مسقط- الرؤية

نظمت البحرية السلطانية العمانية أمس ندوة "السفينة شباب عمان: دور ثقافي وبعد حضاري"، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجامعة الألمانية للتكنولوجيا، والتي تأتي في إطار التحضيرات والسعي لإعداد ملف ترشيح سفينة البحرية السلطانية العمانية "شباب عمان" لتسجيلها ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. رعى فعاليات الندوة معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة.

وأشار العميد الركن بحري علي بن محمد الحوسني مدير عام الإدارة والموارد البشرية بقيادة البحرية السلطانية العمانية، إلى أهمية تسجيل السفينة بمنظمة اليونسكو للتراث غير المادي. كما تحدث المقدم الركن بحري عيسى بن سليم الجهوري قائد السفينة "شباب عمان الثانية" عن السفينة ودورها في نشر الثقافة والسلام.

وأكد جونثن شيشير رئيس مجلس الأمناء بمنظمة التدريب الشراعي الدولي دور  السفينة  الثقافي والحضاري من خلال المشاركة في سباقات السفن الشراعية الطويلة. وسلطت الدكتورة هبة عبدالعزيز أستاذة كرسي اليونسكو لإدارة التراث العالمي والسياحة المستدامة في المنطقة العربية، الضوء على الشراكة مع برنامج السفينة شباب عمان.

وتضمنت الندوة تقديم عدد من أوراق العمل، تناولت الرسالة الثقافية للسفينة "شباب عمان"، وتجارب أفراد المجتمع في رحلات السفينة، حيث تطرقت مريم بنت ناصر الخربوشية مديرة الهوية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب في ورقتها إلى "جهود ودور سلطنة عُمان في صون التراث الثقافي غير المادي"، وتناولت ورقة العمل الثانية "الإبحار التقليدي والملاحة التقليدية: ركائز السفينة شباب عمان" التي قدمها المقدم الركن بحري متقاعد خالد بن علي المخيني. وأشارت الدكتورة هدى بنت مبارك الدايرية أخصائية شؤون ثقافية باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم في ورقة العمل الثالثة إلى "استشراف مستقبل السفينة شباب عمان واستدامته في ضوء رؤية عمان 2040"، وفي ورقة العمل الرابعة تحدثت زوينة بنت سلطان الراشدية من مؤسسة الشركة العالمية للمنتجات الحرفية عن تجربة أصحاب الصناعات الحرفية"، أما ورقة العمل الخامسة فقدمها علي بن خالد السعيدي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية عن "تجربة منتسبي الفرق الكشفية"، في حين أشارت هاجر بنت كمال البوسعيدية طالبة بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا في ورقة العمل السادسة إلى "تجربة طلبة الكليات والجامعات".

وأشار معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، في تصريحات، إلى أهمية الندوة التي تعد محطة مهمة من أجل تعزيز تسجيل السفينة "شباب عمان" في قائمة منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، لافتا إلى أن السفينة لها دور حضاري مهم في استدامة تقاليد ومفاهيم التراث الحضاري للتاريخ البحري العماني.

وأضاف: "نأمل من مخرجات هذه الندوة أن تعزز ملف تسجيل السفينة، ولا شك أن سفينة شباب عمان أداة من أدوات صقل مهارات وقدرات المتدربين مما يؤهلهم لمواجهة التحديات والصعوبات في مختلف الظروف، إلى جانب أهمية توظيف التراكم المعرفي وخبرات السفينة في تنفيذ عدد من المشاريع ذات الصلة".

حضر الندوة الفريق الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، واللواء الركن بحري سيف  بن ناصر الرحبي قائد البحرية السلطانية العمانية، واللواء الركن جوي مهندس صالح بن يحيى المسكري رئيس أكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية، وعدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة، وعدد من كبار الضباط بالبحرية السلطانية العمانية، ومديري العموم بالمؤسسات الحكومية، وجمع من المهتمين بمجال التراث.

كما أجرى التوجيه المعنوي والمراسم العسكرية عددا من اللقاءات مع المشاركين في الندوة، حيث قال العميد الركن بحري علي بن محمد الحوسني رئيس لجنة إعداد ملف ترشيح سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) لتسجيلها ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي: "ملف ترشيح سفينة (شباب عمان) لمنظمة الأمم المتحدة في التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو يضم عددا من الجهات الحكومية والتي نسعى -بإذن الله- من خلالها إلى إدراج السفينة في القائمة الثالثة في أفضل الممارسات".

 كما قال المكرم الدكتور محمد بن حمد الشعيلي عضو مجلس الدولة وباحث في التاريخ العماني: "لعبت عمان دورا رياديا وحضاريا منذ القدم وعبر الفترات الزمنية المختلفة أثرى فيها أهل عمان الإنسانية بالكثير من الإنجازات خصوصا في المجال الملاحي والبحري، كونهم حققوا شهرة كبيرة في هذا الجانب، و اندفعوا نحو البحر وأقاموا شبكة من العلاقات الحضارية مع مختلف الأمم والشعوب المجاورة منها والبعيدة، حيث وصلت سفنهم إلى الصين وجنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية بخلاف سواحل الخليج وشبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا وغيرها من المناطق التي كانت معروفة بنشاطها البحري وتأتي هذه الندوة لتسلط الضوء استكمالا لدور السفينة (شباب عمان) الحضاري التي قامت به وصولا إلى الوقت الحاضر؛ وذلك لإن السفينة وفي الفترة المعاصرة قامت بدور كبير وهو التعريف بالدور الذي لعبه أهل عمان في مجال البحر والملاحة وكذلك الإنجازات المعاصرة إلى جانب نقل الإرث الحضاري لسلطنة عمان من خلال الموانئ والمحطات التي زارتها في رحلاتها الدولية".

 وقالت الفاضلة خاتمة بنت علي الرشيدية من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم: "رسالة شباب عمان هي رسالة محبة وإخاء وحضارة ومجد، وهي التي لا تقتصر على حدود جغرافية معينة بل تريد أن تصل إلى أقصى حدود العالم للتعريف بالبعد الحضاري والدور الثقافي والتاريخ البحري لسلطنة عمان، من أجل ذلك جاء تنظيم هذه الندوة، و بتظافر الجهود من الجهات ذات العلاقة، تم إعداد ملف ترشيح السفينة لتسجيلها في قائمة منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي".

 من جانبها قالت الدكتورة هبة عبدالعزيز أستاذة كرسي اليونسكو لإدارة التراث العالمي والسياحة المستدامة في المنطقة العربية: "إن تسجيل التاريخ الحضاري والبحري لسلطنة عمان عبر السفينة (شباب عمان) أمر مهم لإبراز أدوارها المتميزة من خلال رحلاتها البحرية ومشاركاتها في السباقات والمهرجانات البحرية من توثيق أواصر المحبة والإخاء ونشر رسالة السلام والوئام بين مختلف شعوب العالي".

 

كما تحدثت هاجر بنت كمال البوسعيدية طالبة بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا عن تجربتها في السفينة (شباب عمان) قائلة: "لقد أكسبتني السفينة عددا من المهارات والقدرات وحققت لي العديد من الرغبات والطموحات، كما أعادت لي الذكريات البحرية لآبائنا وأجدادنا البحارة، إلى جانب اكتساب عدد من العلوم والمعارف المختلفة".

 وقال الفاضل علي بن خالد السعيدي أحد منتسبي الفرق الكشفية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية: "استفادت الحركة الكشفية من برنامج التدرب على متن السفينة (شباب عمان) استفادة كبيرة من خلال تطبيق العلوم الملاحية والبحرية والتي تعنى بتعزيز مستوى الضبط والربط عند المنتسبين، بالإضافة إلى الخروج من منطقة الراحة بتطبيق جميع ما تعلمناه في هذه السفينة العريقة".

 

تعليق عبر الفيس بوك