خواطر رياضية

 

محمد العليان

صناعة النجوم والمواهب الواعدة في مجال الرياضة، وخاصة كرة القدم، لا تتم بالكيف؛ بل بالكم، أي أنَّه من كل 1000 لاعب ربما تصنع منهم 100 نجم، ومن كل 100 لاعب ربما أيضًا تصنع منهم 10 نجوم، ومن كل 10 لاعبين تصنع نجمًا واحدًا فقط، وهكذا المعادلة تسير.

ومن خلال هذه القاعدة الرياضية المعروفة نستطيع أن نوهج رياضتنا ونلهب كرتنا ونجعلها تعانق النجوم، ولن يتحقق ذلك سوى بالتوغل داخل أسرار وأروقة أنديتنا الرياضية ومدارسنا التعليمية؛ بل وحتى بين أحيائنا وشوارعنا وشواطئنا، لنستكشف ونستطلع ما إذا كنَّا مُهيئين فعلا لمثل هذه الطموحات، فعمليات الصقل والاهتمام والتأسيس بمواهبنا الصغيرة تبدو قليلة وشحيحة في أنديتنا ومدارسنا مقارنة بالدول الأخرى. كاليابان وأوروبا فهذه الدول بدأت من الأساس والأهم وهي من الرياضة المدرسية، الأمر الذي سهل عليهم عملية الاختيار السليم والصحيح والإعداد الجيد للمستقبل.

*****

نشاهد بعض اللاعبين المحترفين ينتقلون من أنديتهم إلى أندية أخرى رغم أنه كان في ناديه السابق منذ أن كان شبلاً وصعد حتى وصل للفريق الأول، واحترف وحتى أصبحت الكرة مصدر رزقه ومن حقه الانتقال من ناديه إلى أي نادٍ آخر لتكوين مستقبله، خاصة إذا كان لا يعمل وليس عنده وظيفة مثلا، لا في القطاع الحكومي ولا الخاص، هل عندما يذهب اللاعب وينتقل يكون ناكرا للجميل ولناديه الأم؟ بالعكس، هو يبحث عن الأفضل وهذا حق من حقوقه. كذلك اللاعب الذي ينتهي عقده ويبحث عن الأفضل أيضًا، لماذا يغضب بعض الجماهير وإدارات الأندية عندما ينتقل اللاعب إلى ناد آخر خاصة إذا لم يستطع النادي توفير مطالبه المادية ووجد هذه المطالب متوفرة في نادٍ آخر؟ وبعد ذلك يتم وصف اللاعب بمن باع ناديه السابق من أجل المادة!! ويتم تشويه سيرته الرياضية من قبل البعض.

في الوقت الحالي أصبحت كرة القدم تختلف عن كرة القدم أيام الثمانينيات والتسعينيات وانتهى الولاء للنادي والحارة والمنطقة، وأصبح الولاء للمادة؛ لأن كرة القدم في الوقت الحالي أصبحت مصدر رزق فقط، أما في الماضي فكانت للمتعة والتسلية وللهواية فقط.

*****

الدوري بعد الجولة الأخيرة، بدأت تتضح ملامحه من الفرق المنافسة أو التي تطمح في البقاء وتسعى له، والصنف الثالث الفرق المهددة بالهبوط وتسعى إلى الهروب من المنطقة الساخنة. هذه التصنيفات نواجهها في كل موسم إلى آخر مباراة، فرق تتنافس على البطولة، وفرق تسعى للبقاء، وأخرى تقاتل على النجاة وعدم الهبوط لدوري الدرجه الأولى. أندية النهضة والرستاق والسيب وظفاروالسويق- وربما صحار- تندرج تحت الصنف الأول، والأمور باتت واضحة، أما أندية عمان والمصنعة والنصر- وربما بهلا- من الصنف الثاني. في حين أنَّ أندية الاتحاد والبشائر والعروبة وصور من الصنف الثالث، هذه الأمور اتضحت إلى الآن بعد 8 جولات.