نوفمبر شهر الفرح (2)

 

د. خالد بن علي الخوالدي

khalid1330@hotmail.com

 

شهر نوفمبر الذي نعيش أيامه الرائعة هو شهر مميز في سنوات وعقود هذا الوطن الغالي، والوطن ليس قطعة أرض متى ما أردنا الاستغناء عنها عرضناها في السوق العقاري، ولا قطعة أثرية أو مبنى معماري متى ما أردنا التخلص منهما أمرنا المعدات بهدمه! الوطن هو الأم التي لا يمكن الاستغناء عنها مهما كان ومهما حدث، هو منبع حبنا وسعادتنا وفرحنا وراحتنا لذا نجتهد في رفعة الوطن والذود عنه بكل ما نملك، أرواحنا رخيصة من أجله وقلوبنا فداء له مهما كلفنا ذلك ماديا وروحيا، وكما قال الشاعر العربي: "بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة // وأهلي وإن ضنوا علي كرام".

إنني أشعر بالسعادة والفرح عندما أرى ذلك الشغف من جميع أطياف المجتمع في تمييز هذا الشهر من شهور السنة ليكون شهر الاحتفالات والابتهاجات، وسررت جدا بما شاهدته من عمل مُميز في نشر زينة العيد الوطني في الشوارع العامة وعلى عدد من المباني الحكومية، وكم أشعر بالفخر والاعتزاز عندما أرى علم عماننا الحبيبة يرفرف في كل مكان وفي كل موقع، إنها لحظات فارقة في عمر بلادي الحبيبة، إنها فرحة وطن وشعب عظيم يدرك قيمة الوطن.

تستمر الفرحة في شهر نوفمبر وفي كل يوم منه نسمع ما يسرنا ويبهجنا، فكل المؤسسات الحكومية والخاصة تقدم الجديد والمفيد والمفرح في أيام هذا الشهر، مدارسنا وضعت خطط مستمرة للاحتفال بأيام شهر نوفمبر؛ حيث أعدت العدة ليكون هذا الشهر كله احتفالات من أوله حتى آخره وحثت طلابها على التعبير عن هذه الفرحة من خلال اللبس والوشاحات والأناشيد والأغاني والإذاعات المدرسية التي تتحدث عن فرحة نوفمبر والعيد الوطني المجيد، ويشارك المواطنون هذه الفرحة من خلال تزيين منازلهم ومركباتهم ومحلاتهم التجارية، فكل شبر من هذه التربة الغالية ينطق بالفرح في هذه الأيام.

تتنوع الاحتفالات بشهر نوفمبر والعيد الوطني من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية والمدنية والمواطنين. وفي محافظة شمال الباطنة سيكون الاحتفال بهذه المناسبة الغالية مختلفا ومميزا من خلال إقامة "مهرجان صحار" الذي سيعلن عنه سعادة المحافظ اليوم الأربعاء من خلال مؤتمر صحفي بقلعة صحار، وسيقدم سعادته تصورا كاملا عن الفعاليات والأنشطة التي سيشملها المهرجان وعن الموقع الذي ستقام عليه هذه الفعاليات والخطة الكاملة التي أعدها مكتب المحافظ في إنجاح المهرجان، ولا شك أن الاحتفالات متواصلة في كافة محافظات وولايات السلطنة في أيام شهر نوفمبر لتشكل معزوفة فرح.

 الوطن غالٍ في كل شهور وأيام العام، لكن فرحة نوفمبر مميزة ولها رونقها الخاص، وهذا العام الفرصة مؤاتية للتعبير أكثر عن هذه الفرحة بعد زوال الأيام العصيبة المتعلقة بجائحة كورونا وما تبعها من متحورات، ويساعد ذلك الأجواء الباردة والرائعة والجميلة التي تزين هذا الشهر، وهذه الأجواء مشجعة لتقديم وجبات دسمة من الفرح والسعادة.

عيشوا لحظاتكم في سعادة، وانشروا الفرح والبهجة في كل أيام العام، وميّزوا شهر نوفمبر بالابتعاد عن السلبية والانتقاد والمتشائمين والسوداويين، ليكون شهرًا مميزًا كعادته، ودمتم ودامت عُمان بخير.