د. وفاء مصطفى تقدم 6 نصائح وحلول لتنشئة أطفال أسوياء نفسياً

 

الشارقة - خاص

 

أكدت استشارية التنمية البشرية وتطوير الذات الدكتورة وفاء مصطفى، أن الصحة النفسية تعد منظومة متكاملة من الخصائص النفسية والاجتماعية بالدرجة الأولى، لأنها تعتمد على التكيف والتأقلم مع البيئة الداخلية والخارجية وقابلية الإنسان للتعلم وتعليم قيم يتفاعل بها مع المجتمع حتى يكون قادراً على العمل والإنجاز والإنتاج بإتقان.

وكشفت وفاء مصطفى، خلال جلسة بعنوان "الصحة النفسية للأسرة السعيدة" عقدت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 41، أن الاكتئاب يحل في المركز الأول لأمراض سكان العالم بسبب انتشار التكنولوجيا بما خلقته من عزلة واغتراب، لافتة إلى أن 75% من أطفال اليوم يعيشون في العالم الافتراضي أكثر من 4 ساعات يومياً.

وقالت: "إن الأسرة السليمة تقوم على التنشئة الاجتماعية واكتساب الفرد لمفاهيمه الصحيحة والتقاليد واللغة وأسلوب الحياة السليم، مؤكدة أن التنشئة السليمة تصب في مصلحة المجتمع والوطن".

وأوضحت أن البيئة النفسية سيئة النمو تتسبب في خلق جيل مضطرب نفسياً واجتماعياً، بينما البيئة النفسية المستقرة تساهم في تنشئة جيل يتمتع بالتوافق مع البيئة في مجتمع آمن، كاشفة أن العالم الافتراضي بات يحتل المرتبة الأولى في الاهتمام، حيث يقضي الأطفال ما يقارب ثلثي ساعات اليقظة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأرجعت الدكتور وفاء مصطفى ذلك إلى عدة أسباب أولها وسائل التواصل الاجتماعي، بما تُحدثه من آثار بسبب المحتوى الإلكتروني الضعيف والتواصل مع الغرباء وتبني قيم دخيلة،  فضلاً عن خطورة التعرض للتنمر الإلكتروني، وإدمان الألعاب الإلكترونية، وعدم التفريق بين الحقيقة والخيال، وزرع أفكار غريبة كأبطال خارقين، ومشاكل سمنة نتيجة ممارسة الألعاب الإلكترونية لساعات طويلة.

وأشارت إلى أن السبب الثاني يتمثل في انتشار العنف وصعوبة التواصل، حيث يشمل عدة محاور منها أن العنف الأسري يدمر الأسرة والمجتمع، وأيضاً قلة الحوار والشعور بالاغتراب، وضعف الروابط الأسرية، وعدم النضج والاتزان النفسي، والمعاناة من الضغوط وصعوبة التواصل، وإصدار الأحكام السريعة، وتقليد السلوكيات المنحرفة، وعدم المساواة بين الأبناء، وعدم الاستقرار الأمني.

ولفتت إلى أن السبب الثالث يتمثل في البيئة غير المستقرة، ومن أبرز أمثلتها: تدني الوضع الاجتماعي، وتدني المستوى الاقتصادي، والشعور بالنقص لعدم تلبية احتياجات الأسرة، وعدم التكيف مع ظروف المعيشة، وظروف العمل غير المستقرة، والعيش في بيئة عدائية، والتواجد في مناخ أسري غير داعم، وبيئة العمل المُجهدة والمُحبطة.

وذكرت أن الممارسات التربوية الخاطئة تأتي في المرتبة الرابعة ضمن أسباب انعزال الأطفال، لاسيما بما تشمله من انشغال الآباء عن الأبناء والإهمال والتجاهل والعنف والقسوة والتدليل الزائد والقلق والخوف الزائد وعدم تحمل المسؤولية، لافتة إلى أن العنف الأسري يتسبب في خوف الأبناء من الآباء؛ فالحب والخوف لا يجتمعان.

وذكرت الدكتورة وفاء مصطفى أن بعض الآباء يتابعون الأبناء عن طريق الهاتف وتطبيقات الدردشات ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يعد إهمالاً جسيماً في تربية الأولاد، لاسيما وأن الآباء ينخرطون في أعمالهم بشكل كبير على حساب الأسرة وتربية الأبناء، مؤكدة أن عمق علاقة الأب بأولاده يدفع الطفل للصراحة مع والديه، لكن التخويف يدفع بالطفل للعزوف عن مصارحة أبويه بأي خطأ يفعله.

وأوضحت أن تعزيز الصحة النفسية يتم من خلال 6 محاور رئيسة هي: ضبط الانفعالات، وحل المشكلات، والعمل والإنجاز، ومداومة التعلم، ومواجهة الضغوط، والمساهمة في المجتمع، مشيرة إلى أن الصحة النفسية للأسرة تساهم في تخريج أبناء أسوياء ينعمون بصحة نفسية وعقلية سليمة تمتد آثارها إلى المجتمع بأسره.

 

وتابعت: "من الضروري أن نستثمر في أبنائنا ونغرس فيهم القيم أكثر مما نستثمر لهم، لأننا سيأتي علينا وقت نندم على كل دقيقة أضعناها في عدم الجلوس مع أبنائنا أو تعليمهم".

تعليق عبر الفيس بوك