"الشارقة الدولي للكتاب" يمنح جمهور الشعر ساعة من السفر مع وهج الكلمات في قصائد خلود المعلا ومحمد الأشعري

 

 

الشارقة - خاص

 

جمعت أمسية شعرية بعنوان "وهج الكلمة" في الدورة الـ41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الشاعر والروائي ووزير الثقافة المغربي السابق محمد الأشعري، والشاعرة الإماراتية خلود المعلا، وقدمتها الشاعرة شيخة المطيري.

وامتازت الأمسية بقراءة الشاعرين قصائد نثر تنتمي لمكاشفة أحلام الذات وهواجسها وتأمل عالمها الداخلي حين يشع ويتوهج بالكلمات، في تقاطع مع عنوان الأمسية التي أرادت التماهي مع شعار المعرض لهذه الدورة "كلمة للعالم"، فأسهم الأشعري والمعلا شعرياً من على منصة المعرض في إرسال الكلمة الشاعرة إلى أسماع الجمهور.

وكشفت قصائد الأشعري التي جاءت معظمها من ديوانه "جمرة قرب عش الكلمات" عن انحيازه إلى روح سردية في قصيدته النثرية تميل إلى تضمين الدهشة في زوايا النص وكسر السياق الذي يتوقعه المستمع من خلال إيراد صور شعرية تدمج بين الحلم واليقظة، وتمضي بسطور القصيدة إلى اللامتوقع.

 

ومما قرأ الأشعري هذا المقطع:

ماذا أفعل باليوم الذي وضع حقائبه

على ظهري

واتكأَ إلى حائط المبنى القديم

ليبدأ البحث في شاشته الثقيلة

عن كائن مَرَّ من هنا؟

ولو وَصَلْتُ إلى أمكنة أليفة

تظللها الأشجار

ومشربيات تلعب بالريح

فماذا سأفعل بيوم قائظ

ليس فيه يوم

وَلاَ ساعة فاسدة

تطلّ ميتةً على سكة الحديد؟

ماذا سأفعل بالطرقات

التي تمسك بيدي

وتقودني كطفل تائه إلى عشّ مهجور.

مَاذا سأفعل

بالعناوين في جيبي

والقصائد المثلومة

والمظلة التي تتوقع مطراً لا يجيء.

 

شاعرة ترسخ صوتها داخل النص

أما خلود المعلا فقرأت قصائد متنوعة، بعضها من مسودات ورقية وبعضها من ديوان "ربما هنا" الصادر عن دار الفارابي، وجاءت نصوصها قصيرة ومتشعبة بصوتها الذي ترسخه منذ سنوات داخل النص، لتعبر بدورها عن صوت الذات وهي ترصد تناسخ وتوالي اللحظات والأشياء والأماكن من حولها.

 

وتبدو الحياة اليومية في قصائد النثر التي قرأتها المعلا حياة ممتدة وقابلة لاستنساخ حضورها في مشاهدات الشاعرة التي تراقب بالكلمات كل ما ينطفئ لتمنحه المزيد من الضوء كي يحيا في القصيدة والذاكرة، وكي يمتلك وجوده الخاص المتصل بها وبتأملاتها الشفافة.

 

قرأت خلود المعلا قصائدها بأسلوب يشف عن حالة من الوفاء للشعر والعيش به ومعه، في دلالة على التشبع الواعي واليقين بجدوى مصاحبة القصيدة، والثقة بقدرتها على تخليد لحظات الكائن، بكل ما فيها من شجن وأمل وسعادة ومحطات أخرى، لا تخلو من التشبث بالمعنى الذي تراهن الشاعرة على كونه يدل على أن الحياة يمكن أن تعاش أيضاً لنكتبها.

 

ومن القصائد القصيرة التي قرأتها قصيدة بعنوان "مزهرية":

أقطف من الذاكرة وجوها

أرصها بتأنٍ في مزهرية قرب سريري

تماما تحت النافذة التي أنتظر منها الغيمة

فتنمو شجرة.

تعليق عبر الفيس بوك