دماء شابة في المنتخب الألماني.. وتكتيكات جديدة للبحث عن الذات

 

الرؤية- وليد الخفيف

رغم تراجع أداء المنتخب الألماني في الآونة الأخيرة، إلا أنه يبقى مرشحًا قويا لنيل اللقب، عطفًا على تاريخه المرصع بأربعة ألقاب لكأس العالم وثلاثة ألقاب أوروبية تزين خزائنه.

وتوج المنتخب الألماني بلقب كأس العالم نسخة 2014 بالبرازيل، فانتصاره الكاسح على البرازيل صاحب الأرض والجمهور 7-1 مازال في الأذهان، غير أن السيطرة الألمانية وهنت بعدما فشلت حملة الفريق في الدفاع عن اللقب في روسيا بخروج مبكر، ثم وداع حزين أيضا في يورو 2020، ليدرك الاتحاد الألماني أن التغيير أمر واجب النفاذ بعد سنوات طوال قضاها المانشفت تحت قيادة لوف.

وحقق لوف مع الماكينات الألمانية إنجازات رائعة في كأس العالم وكأس أمم أوروبا، فانطلق الفريق محققًا وصافة يورو 2008 قبل أن ينهي مونديال جنوب أفريقيا 2010 في المركز الثالث، وبلغ المربع الذهبي في يورو 2012 و2016 وتوج بلقب كأس العالم في 2014، ولكن الفريق بدأ في التراجع الملحوظ ما دفع لوف للرحيل تاركًا مهمة إكمال المشوار لمواطنه هانزي فليك بعد مسيرة مميزة مع بايرن ميونخ الألماني.

 

سعى فليك لتجديد المنتخب الألماني شكلًا وموضوعًا من خلال ضم عناصر شابة بجانب عناصر الخبرة القادرة على العطاء تزامنا مع انتهاج تكتيك مغاير يعالج الثغرات التي تسببت في تراجع نتائجه في فترة ما بعد 2014.

ومنح فليك المنتخب الألماني فكرا جديدًا خلال الشهور الماضية، كما عمد إلى الاعتماد على بعض العناصر الشابة ليضخ دماء جديدة في صفوف الفريق الذي عانى تقدم عمر بعض اللاعبين مع لوف، حتى أضحى الفريق قادرا على كسر حالة التعادلات والشكل الهزيل الذي ظهر عليه في دوري أمم أوروبا التي أجريت العام الجاري.

ويتمتع المنتخب الألماني حاليًا بفريق متكامل قبل مشاركته الـ20 في بطولات كأس العالم، إذ يأمل فتح صفحة جديدة في تاريخه بالبطولات الكبرى.

ويعتمد المنتخب الألماني على مجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرة، الذين يمثلون العمود الفقري للفريق مثل حارس المرمى مانويل نوير وتوماس مولر وأنطونيو روديجر، إضافة لمجموعة من أبرز المواهب الشابة في الكرة الأوروبية والعالمية مثل جمال موسيالا وكاي هافيرتز وكريم أديمي.

وبرغم اكتمال صفوف الفريق بشكل كبير ووجود العديد من النجوم، تبدو نقطة الضعف الكبيرة في صفوف المنتخب الألماني هو أنه لا يضم نجمًا كبيرا بثقل الأرجنتيني ليونيل ميسي أو البرتغالي كريستيانو رونالدو أو حتى مثل نجوم الكرة الألمانية السابقين لوثار ماتيوس ويورجن كلينمسان ورودي فولر، لكن جماعية الأداء قد تعوض افتقاده لخدمات النجم.

ويخوض المنتخب الألماني منافسات مونديال قطر ضمن مجموعة صعبة هي المجموعة الخامسة، التي تضم معه منتخبات أسبانيا واليابان وكوستاريكا، وسيكون الاختبار الأصعب بالطبع هو المواجهة النارية مع المنتخب الأسباني في الجولة الثانية من مباريات المجموعة.

ويرى مراقبون أن أسبانيا وألمانيا المنتخبين الأوفر حظًا في المجموعة الخامسة لبلوغ الدور الثاني على حساب كوستاريكا واليابان، مؤكدين أن ألمانيا قد تذهب بعيدًا حال ظهورها بشكلها المعهود أمام أسبانيا في المباراة التي تعد اختبارًا حقيقيًا للطرفين.

تعليق عبر الفيس بوك