دعا إلى تفعيل "أبوالفنون" كنشاط تربوي لا صفي بالمدارس

عبد الرزاق الربيعي يشخّص أزمة المسرح في عُمان: لا بديل عن مأسسة الفن

...
...
...
...
...
...
...
...

الكاتب العُماني أثبت جدارته.. وعجلة الإنتاج الثقافي مرهونة بالمهرجانات

الرؤية- ناصر أبو عون

عبد الرزاق الربيعي زخم أدبي لا يهدأ، ينتقل بين الأجناس الأدبية ليقتطف منها ويضع بصمة لا تزول؛ أول مسرحية له كانت "آهٍ أيتها العاصفة" عام 1996 من إخراج الفنان كريم جثير، ثم انتقل بها إلى كندا؛ حيث عرضها بـ"تورنتو و"مونتريال" في مهرجان مسرح المضطهدين العالمي، و"كأسك يا سقراط" (مسرحية شعرية) بأيام الشارقة المسرحية من إخراج محمد شيخ زبيرر عام 2004، و"البهلوان" إخراج رسول الصغير في هولندا عام 1997، وفي مهرجان المسرح الكويتي عام 2004، وفي الأردن في العام نفسه وأيضا المسرح الوطني ببغداد عام 2005،و"الكأس"، قدمتها كلية التربية جامعة عبري في محافظة الظاهرة عام 2007 وشاركت في المهرجان الجامعي الخامس الذي أقامته جامعة السلطان قابوس إخراج وداد البادي، و"أمراء الجحيم"، إخراج فاروق صبري قدمها في أوكلاند بنيوزيلندا 2006 وهولندا والدنمارك وأربيل، و"على سطحنا طائر غريب" سبع مسرحيات جمعت في كتاب وطبعت في لندن عام 2018 وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية، و"لا أحد يطرق بابي" إخراج فاروق صبري عام 2010، و"ذات صباح معتم" إخراج طالب كحيلان تقديم فرقة ظفار المسرحية عام 2009 في مهرجان المسرح العماني الثالث بمسقط، وأعيد عرضها في الجزائر عام 2010 وأُعيد عرضها بالعاصمة الأردنية عمّان عام 2011، و"ضجة في منزل باردي" إخراج سعيد عامر وعُرضت في باريس عام 2013 وأُعيد عرضها في المنامة عام 2015 بمهرجان جلجامش، و"كهرمانة" وهي مسرحية للأطفال من إخراج طالب الوهيبي وعرضت في مسقط عام 2014، و"ضياع" من إخراج حسين علي صالح، وإشراف قحطان زغيّر وعرضت في بغداد عام 2016، و"بنت الصياد" من إخراج خليفة الحراصي، وعرضت في مسقط عام 2017، و"مطبخ الحكايات" من إخراج خليفة الحراصي وعرضت في مسقط عام 2020، و"أنوار المسيرة" من إخراج خليفة الحراصي وعرضت في مسقط عام 2020.

"الرؤية" التقت بالربيعي ودار الحوار التالي:

 

* ثمة تحديات تواجه الفن المسرحي في عمان.. أوجزها لنا؟

- من أبرز التحديات التي يواجهها المسرح العماني عدم وجود الجهات الداعمة المموّلة التي تغطي تكاليف إنتاج الأعمال المسرحية، على مستوى المؤسسات والأفراد، وبدون الدعم يصعب على المشتغلين في هذا المجال الاستمرار، ويمكن مجابهة هذا التحدي، لو قامت الفرق الأهلية بتقديم عروض جماهيرية، كما يجري في مصر على سبيل المثال، أو الكويت، أو في محافظة ظفار، خلال موسم الخريف، لتنشيط شباك التذاكر وضمان وجود مصدر دخل يسدّ احتياجات الفرق، ويضمن استمرار عملها، ومشاركاتها في المهرجانات الدولية، كون معظم هذه المهرجانات تشترط على الفرق تحمّل الكثير من نفقات المشاركات.

 

* كيف نعمق الثقافة المسرحية بين الأجيال الجديدة؟

يمكننا البدء مع النشء الجديد، عن طريق وضع برامج مسرحيّة، مبسّطة، تعرّف الأطفال بالمسرح، وتجعله محبّبا لهم، وتنشيط المسرح المدرسي، كنشاط تربوي لا صفي، وتوضيح أهمية المسرح كواجهة حضارية ومنصة تثقيفية، ومصدر متعة بحيث ننسى أنفسنا حين ندخله، وهنا أقتبس مقولة تشيخوف "المسرح هو تلك الهوّة السحيقة التي تبتلع أعمارنا دون أن نعلم، فنصحوا ونحن على مشارف الستين".

 

* ما أبرز الأنواع المسرحية التي تشهد إقبالًا من الجمهور العُماني؟

- يبقى المسرح الكوميدي محببًا لجمهور المسرح عامة، كما تكشف لنا أرقام أعداد حضور تلك العروض الجماهيرية التي تقدّم في الأعياد وكذلك العروض ذات الطابع الاستعراضي الذي يتناول قضايا وطنية، وتقدم في المناسبات الوطنية.

 

* هل أضرت المنصات الإلكترونية بفن المسرح؟ وكيف يستفيد منها ويتجاوزها؟

- فرضت جائحة كورونا ظرفا مؤقتا جعل المشتغلين في المسرح يستعينون بالمنصات الإلكترونية لتقديم عروض تحت اسم "مسرح الأون لاين" سرعان ما اختفت هذه الظاهرة بزوال الظرف، وكانت حلاً للخروج من العزلة التي فرضتها الجائحة، فالمسرح قاعة وجمهور وستارة، وتصفيق، فالمسرح ابن اللقاءات الحية، لا العزلة.. مع ذلك يحسب للمنصات الإلكترونية أنها أقامت ورش عمل،  وندوات ومحاضرات وحاورت شخصيات مسرحية.  

 

* متى ينتقل المسرح العماني من خانة الهواة إلى الاحتراف؟

- عندما يصبح ارتياد المسرح عادة يومية أو أسبوعية لدى الأفراد والأسر، ويكون التوجه إليه فقرة محببة تُدرج ضمن جدول الأسرة في أيام عطلتها، ويقبل الجمهور العماني على مشاهدة العروض بعد حجز مسبق، كما هو الحال مع عروض دار الأوبرا السلطانية مسقط، فيجني المشتغلون بالمسرح عوائد مادية تمكّنهم من التفرغ للعمل المسرحي كونه يوفر لهم مصدر دخل مضمون.

 

* هل المسرح العماني يعاني أزمة نصوص أم أزمة موارد بشرية احترافية؟

- النصوص متوفرة و"على قفا من يشيل" كما يقال، والكاتب العماني أثبت جدارته، بدليل نيله جوائز ومراكز متقدمة في المسابقات الخليجية والدولية، لكن عجلة الإنتاج تبقى مرهونة بالمهرجانات والمشاركات الخارجية، ومن هنا لا توجد استمرارية، ومع غياب الاستمرارية يبقى المسرح يسير بخطى بطيئة ومتعثرة، ومن هنا لا نرى بديلًا عن مأسسة الفنون، وإيجاد مؤسسات ومعاهد تعليمية وتدريبية حاضنة للمواهب، وتأهيليها أكاديميًا وعمليًا.

تعليق عبر الفيس بوك