الصين: كيف يصنع الغرب الأعداء؟

 

 

سيرج بيرتييه

محمد حركات (أكاديمي مغربي)

 

وُلِدَ سيرج بيرتييه، الكاتب الفرنسي المعروف بمدينة ليون، وتابع دراسته العليا بباريس. ولقد تحمل خارج بلاده عدة مهام ترتبط بعالم الأعمال والمال والإعلام. وفي عام 1986 استقر في هونغ كونغ وأسس شركة استشارية، وتولى نشر دورية "الرسالة من هونج كونج والصين" المخصصة لمجتمع الأعمال. وفي عام 1997، التقى بالرئيس الصيني جيانغ زيمين. وفي عام 2001، أصبح أحد الأعضاء المُؤسسين لمنتدى بواو لآسيا (Boao Forum for Asia) الذي أنشأته الصين ليشمل خمسة وستين خبيراً، ويعد بمثابة دافوس آسيوي في مجال الاقتصاد والمال.

وفي عام 2013، تقاعد سيرج بيرتييه من عالم الأعمال ليتفرغ للكتابة والتأليف. وهو يُقيم اليوم إقامة دائمة بهونغ كونغ. ومما لاشك فيه، أنَّ هذه التجارب العلمية والعملية هي كلها عوامل أهلته للاطلاع الواسع والتعرف على المجتمع الصيني ومميزات منظومة حوكمته.

صدرت للكاتب عدة مؤلفات، منها: "الصدمة" وهو أول كتاب صدر له عام 2014، كرسه لدراسة تاريخ علاقات الصين مع الغرب؛ ليبرز مدى الحاجة للتعرف على عودة الصين، إمبراطورية الوسط، القوية؛ لتجاوز الاقتصاد الأمريكي بعد توقف قرنين من الزمن، طيلة المدة 1840 و1949 وأثناء الحرب التي شنها الغرب على الصين على أمل كسرها. ويرى الكاتب أن النتيجة كانت عكس ذلك في تقوية الصلابة النفسية والقدرات الاستراتيجية والتنظيمية لدى هذا البلد في مواجهة الهيمنة الغربية. وفي عام 2017 كتب كتاب "العيش في هونغ كونغ" التي عاش فيها ما يناهز ثلاثين سنة، حيث تمكن من إزالة الغموض حولها وتقريبها إلى القارئ، وهي المدينة التي كتب عنها وزير الخارجية البريطاني لورد بالمرستون في عام 1841 قائلا" إن هونغ كونغ جزيرة خالية بها ما يزيد قليلاً عن منزل"، وقد أصبحت اليوم مدينة عملاقة يبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة، تمتد على مساحة 1100 كلم2، وذلك بعد عشرين عامًا من تسليم هونغ كونغ للصين، مسترجعا أولاً تاريخها، وتاريخ منطقة برمتها، ذات ماض مضطرب؛ وليقدم أسطورة مدينة رائعة في شكل حوار شيق وأنيق، ضمن نزهة في شوارعها حين يعطي الكلمة لسكانها للتكلم عنها، حيث يغري القارئ في السفر لزيارة واكتشاف هذه الدولة-المدينة الفريدة من نوعها في العالم.

أما كتابه الأخير الصادر في ربيع سنة 2022 "الصين:كيف يصنع الغرب الأعداء؟ "، موضوع مراجعتنا، فهو يبرز أن العديد ممن يسمون أنفسهم بالمتخصصين في الشأن الصيني وفي الـ "تبت" وهونغ كونغ لا يستندون في عروضهم إلى حقائق ووقائع ملموسة، وأن الكثير من المعلومات الواردة تأتي جميعاً من نفس المجموعات والمؤسسات المعادية للصين، وأن هذه الجهات عامة تعمل على خلق وابتداع أساليب جديدة في الدعاية عبر نشر شائعات لا تستند إلى حقائق واقعية وحجج ثابتة. لذلك نجد الكاتب، وفق مُعاينات في عين المكان وجرأة غير معهودة، يهدف إلى رفع العديد من الملابسات والأوهام التي هي في حاجة ماسة إلى التوضيح، بناءً على حجج ومبررات متينة ووثائق قوية، لم تعمل وسائل الإعلام الغربية الكثير من أجل إبرازها؛ حيث يحرص سيرج بيرتييه على فحص مجموعة من الأسئلة التي تغمر لقاءات ونشرات وبرامج وسائل الإعلام المرئية والمسموعة: هل الصين تكذب؟ هل تُريد أن تفرض أسلوب حياتها؟ هل تضطهد سكانها؟ كيف يفكر الصينيون؟ ما هي فلسفتهم في الحياة ونمط عيشهم وأوضاعهم وأسواقهم وحقوق الإنسان عندهم؟ هل تسعى الصين إلى توسيع مناطق نفوذها؟ ما هي مستلزمات التنمية فيها والمنجزة لفائدة 1.4 مليار نسمة؟ ما هو جوهر قضية تايوان؟ لماذا استراتيجية توظيف هذه الأخيرة للسيطرة على الصين؟ ما علاقة الصين بالعالم؟ ومن يحكم العالم؟

هذه جملة من الأسئلة التي جاء الكتاب للإجابة عنها؛ سعيًا منه لدحض الادعاءات والأكاذيب المُغرضة في حق الصين، قائلا "نعم، إنَّ تقديم الصين على أنها "الرجل القبيح" هو نقل خيالي لخصوم أو منافسي إمبراطورية الوسط، ويعد مشاركة في عنصرية الدولة الموجهة ضد دولة نتجاهلها بشدة".

والواقع، أنه عندما يتناول موضوع الصين وكيف يصنع الغرب العداء ضدها فهو يعرف عما يتحدث؛ إذ إنه ليس باحثا جاهلا بمجريات الأمور وما يدور بشأنها من نقاش حول كيف يفكر الصينيون؟ والأفكار التي تراود الغرب حول شمولية الحكم وحقوق الإنسان والأقليات، وعلاقة الصين بوحدة ترابه. ومن هنا تنبع الصدمة المنقذة الناجمة عن قراءة هذا الكتاب الجريء الذي يؤكد وعلى أكثر من صعيد جدلية علاقة الصين بالعالم والعالم بالصين.

لذلك جاء الكتاب للرد على الكتاب الغربيين من خلال مواجهة أقوالهم الخاطئة حول البلد؛ حيث يجعل القارئَ بعد قراءته للكتاب ينظر بصورة مغايرة للأوضاع والوقائع التاريخية الملموسة التي يعرضها، وعن معرفة ودراية ويقين، مقارنة مع كتاب مماثلين؛ إذ إن الأمر يتعلق بتبني قطيعة مع التحليل الاستراتيجي المُهيمن في مقارنة الصين مع العالم مبرزا بدقة متناهية عمليات صناعة العدو عند الغرب بالتركيز على حالة الصين.

ويمكن القول إنَّ هذه المقاربة في العرض والتحليل تعد مُدمِّرة بالنسبة للأفكار المسبقة عن هذا البلد؛ لأنها تبرز مدى سيطرة الإعلام في نشر الخرافات والآيديولوجيات والأكاذيب المتعددة، سعياً وراء إخفاء الحقيقة أو إفشاء معرفة غير كاملة عن الصين. لذلك نجد أنَّ أطروحة سيرج بيرتييه تقترب إلى حد ما إلى أطروحة بيار كونيسا "صنع العدو أو كيف تقتل بضمير حي" الصادر عام 2011، والذي يتميز بتأكيده على أن تفكيك العدو يمثل عملية سياسية وسوسيولوجية بامتياز للتأسيس للتزكية الجماعية، ويرنو إلى تحليل كيفية قيام علاقة العداوة، وكيف يبني المتخيل قبل الذهاب إلى الحرب ليجعل العنف شرعيا ومقبولا تشارك فيها عدة أطراف في التحريض على الحرب وتحديد هويته ويتضمن الأمر بالنسبة للطرف الأول المؤسسات العامة والمنظمات العسكرية كالاستخبارات والمنظمات الإدارية ومراكز الفكر. أما محددو العدو، يعني الطرف الثاني، فهم يعنون خصوصا بتحليل العلاقات بين الجماعة والآخر، وهم المثقفون ووسائل الإعلام والصحفيون والجامعيون.

حين لفض الكسندر ارباتوف، المستشار الدبلوماسي لمخائيل غورباتشوف، جملته الشهيرة " سنقدم لكم أسوأ خدمة، سنحرمكم من العدو" فقد أثبت مدى أيدولوجية بناء العدو في تكريس خطاب الخوف عند الآخر يعني من "العدو التصوري" في نظرية الإبطال التقني للقطاع الاستراتيجي الغربي. في الأمس القريب كان العدو هو المد الشيوعي، ليأتي بعده الإرهاب ونظام صدام حسين وإيران واليوم أصبح العدو يتمثل في روسيا والصين.

 وفضلاً عن ذلك، يلتقي المؤلف مع طروحات الوزير الأول الفرنسي الأسبق والمُمثل الخاص لوزير الخارجية بالصين، بيار رافان، في كتابه " الصين، المفارقة الكبرى"، الصادر عام 2019، والذي يعتبر فيه أن الصين تعد تهديدا للعديد من الأوروبيين وأن هذا الخوف يرجع بالأساس إلى عدم معرفة هذا "الشرق المعقد" منادياً إلى ضرورة بناء جسور وعلاقات مثمرة معه عبر اكتشاف ثقافته الكبرى وقوته الاقتصادية العالمية، في سبيل بلورة استراتيجية تعاون وشراكة متينة ومتوازنة مع الصين، اعتبارا للسعي الحثيث للحليف الأمريكي إلى إضعاف أوروبا.

 وينبغي تسجيل الخلاصات الجوهرية الآتية للكتاب:

أولا، تبني الكاتب مقاربة مقارنة بين الصين والغرب (أوروبا وأمريكا)، ولاسيما بين الصين وفرنسا، بلده الأم، في عدة مجالات ترتبط بالحوكمة وقيم العمل الدائم وحقوق الإنسان وكثافة البنيات التحتية، في مجال الصحة والنقل وإدارة المدن والابتكار التكنولوجي والعسكري، فضلا عن الأمن الغذائي، وعدم وجود شن حرب أو تعدٍّ على أي بلد غربي،وتوسع مناطق النفوذ عالميا،علاوة على الصرامة المعتمدة في التدبير وتفوقها الملحوظ في إدارة أزمة جائحة كوفيد- 19، مع الإشارة إلى أن هذا الوباء نجم عنه، في فرنسا، حسب الكاتب، التضييق على الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين وأتاح التشريع بمراسيم للحد منها،مثل حظر التجول، وهو المفهوم الذي تم نبذه من المفردات السياسية منذ الحرب العالمية الثانية.

ثانيا، نجاعة أداء الحوكمة في الصين، حيث يعلم الجميع أن ماوتسي تونغ عندما استرجع الصين كان عدد سكانها 400 مليون نسمة وهو العدد نفسه في عام 1840. هذا يعني أنه باحتساب نسبة نمو طبيعية يتأكد أن 100 مليون من الأرواح قد زهقت أثناء الحرب العدوانية الغربية على بلد ذي سيادة. لكن هل يتجرأ الغربيون على القول إن الصين استطاعت أن تنتشل مئات الملايين من الناس من براثن الفقر؟ وما هو المثال الذي يقدمه الغرب بتدمير العراق وسوريا وليبيا وأوكرانيا للتحدث فقط عن أحدث ضحايا أوهامه؟

ثالثا، تميز النموذج التنموي في تبني التخطيط الاستراتيجي في تنمية البلاد وغياب الانشغال بانتظارات الاستحقاقات الانتخابية، على غرار ما هو معمول به في الغرب، فالاهتمام بقيم العمل الدائم واحترام الوقت وربط المسؤولية بالمحاسبة هي من محددات العقيدة السياسية والقيمية والفكرية الصينية. فالمنظومة تتميز بعدم الإفلات من العقاب عند فشل المسؤول في إدارة دواليب الدولة أو التستر على الفساد الذي يتشدد العقاب حوله ليبلغ أحيانا عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة، وهي القيم التي فقدتها النخب الأوروبية منذ مدة بعيدة في العمل. ومن البديهي، يستنتج الكاتب أن تصبح الصين مزعجة وتشكل تهديدًا، وستظل دائمًا كذلك طالما أن الغرب لا يعترف بأن قطبية العالم آخذة في التغير وأن الحضارة الغربية فقدت بوصلتها. لكن هل الوضع هو درامي إلى هذا الحد يتساءل الكاتب؟ وهل الاستعجال يكمن في التغير المناخي أم في الصين؟

رابعا، فيما يخص شمولية الحكم في الصين، يعتبرسيرج بيرتييه أنه عندما يتحدث الناس معه عن دولة بوليسية، يقول" أفكر في فرنسا حيث بمجرد عبوري الحدود، أرى مسؤولي إنفاذ القانون من جميع الأنواع في كل مكان، وأنه أصبح من الشائع جدًا أن لا أحد يحتج على أن ضباط الشرطة في سيارات لا تحمل علامات، وهو أمر غير موجود في الصين (إلا فيما يخص الخدمات الخاصة). وبمجرد الإعلان عن الحبس، أعلن وزير الداخلية الفرنسي بفخر أن الغرامات في ازدياد دائم حيث تم في أسبوع واحد، تم تنفيذ1738907 مراقبة، وفي يوم واحد تم وضع 22 574 غرامة. وبحسب محكمة الحسابات الفرنسية "من المستحيل التحديد المباشر لعدد الغرامات التي يتم إصدارها كل عام من قبل جميع دوائر الشرطة. لأننا نتحدث عن وصفة تتجاوز الآن 2 مليار يورو. وعلى ضوء هذا المبلغ يقر الكاتب قائلاً، إنَّ المواطنين الفرنسيين هم بالفعل ضحايا لحالة مراقبة أورويلية، نسبة إلى George Orwell، حيث يتم تنظيم كل هذا بمرسوم. ومن المسلم به أنَّ هناك بالصين عددًا لا نهائيًا من الكاميرات ومليارات البيانات المتراكمة، لكنها تُستخدم حاليًا لتحليل التدفقات للأغراض الاقتصادية، أو أحيانًا لتتبع المجرمين المطلوبين، وليس لمراقبة المواطنين". لذلك يبدو، حسب الكاتب، أنه من الصعب الادعاء أن المواطنين الصينيين هم ضحايا دولة شمولية ونظام لينيني. وخلافا لذلك، يعتبر أن المواطنين الفرنسيين هم ضحايا حزب فاسد ولعمليات واسعة في الاحتيال، ويلاحظ أنه خلافا للمنظومة القضائية الصينية المتميزة بالصرامة في تطبيق وتشديد الجزاءات العقابية في حق المتابعين بالفساد إلى درجة الإعدام نجد أنَّ الطبقة السياسية بفرنسا وأمريكا تتميز بتفشي ظواهر الزبونية وتضارب المصالح مُقابل بطء المساطر وتسامح القانون في ممارسة السياسة من خلال شغل مناصب حكومية عليا رغم وجود سوابق جنائية ومتابعات في حقهم في مجال الفساد.

في عام 2019، واجهت الحكومة الصينية الفساد من خلال متابعة 18.585 موظفًا حكوميًّا، بزيادة قدرها 90٪ مقارنة بالعام السابق، بما في ذلك ستة عشر من كبار القادة السياسيين (رئيس إقليم أو وزير). وبلغ عدد المتابعين 25000 نفر، بتهمة الفساد والاختلاس والرشوة. تم إدانة 29000 شخص لهذه الممارسات.

خامسا:كيفية التعامل مع التبت والإيغور والأقليات في الصين: يرى الكاتب أن السلطات تتعامل مع مقاطعة التبت مثل بقية المقاطعات الأخرى وأن الحكومة المركزية استثمرت بكثافة في الجسور والطرق السكك الحديدية وأن مدينة (لهاسا) متصلة الآن ببكين بواسطة قطار فائق السرعة، وهو إنجاز تقني كبير لأنه أحدث قطار في العالم، تم زرعه في التربة الصقيعية. أما فيما يخص ادعاء المعاملة السيئة للأقلية المسلمة الإيغورية فإن وسائل الإعلام الغربية تسعى إلى تقديم وجه خفي للصين، كما هو الحال مع جائحة كوفيد-1919، حيث لم يسبق التكلم عن هذه الأقلية قبل 1989؛ لأن النقاش بدأ بعد سقوط نظام الأفغان نتيجة خروج الاتحاد السوفياتي من هذا البلد، وغزو القوات الأمريكية له حيث فرت هذه الأقلية من الحرب وأمراء الحرب ولجأوا إلى الصين. لكن لماذا هذا الاهتمام بهذه الأقلية المسلمة ضمن 56 مجموعة عرقية تعيش في الصين. إن الهدف يكمن في استعمالها كورقة لمس استقرار الصين. أما الادعاء بإبادتهم فهذا غير صحيح على الإطلاق، إذ كيف يتصور أنهم كانوا موضوع إبادة وعددهم كان في الثمانينات يقدر في 10000 نسمة ليرتفع إلى ما بين 8 و9 ملايين خلال 40 سنة؟

لترد الصين بشدة مشيرة إلى أنَّ هناك مؤسسات التعلم المدرسي تهدف إلى محاربة التلقين الديني من خلال تسهيل التنشئة الاجتماعية للشباب المنجذبين إلى التطرف أو إعادة التثقيف إذا لزم الأمر ذلك.

سادسا: البعد الاستراتيجي للكتاب في البحث في نفقات الدفاع العسكري الأمريكي التي بلغت 770  مليار في سنة 2021 وذلك للحفاظ عالميًا على المصالح الحيوية للولايات المتحدة وتعزيزها لحيلولة دون وصول دول قادرة على منافستها في الساحة الدولية.

سابعا: الدعوة إلى الحذر الشديد من وسائل الإعلام المتلاعبة بالمعلومات لأغراض سياسية والمستفيدة من موارد ودعم شبكات غير معروفة في خدمة آيديولوجية الغرب والمتمثلة في تعزيز استراتيجية نشر عنصرية الدولة ضد عدوين وهميين وشعبين (صيني وروسي) لاعتبارات عدة: الأول اقتصادي بحت بموجبه أصبحت الصين القوة الاقتصادية الأولى في العالم. ومن الواضح أنها وصلت إلى هناك بفعل تبني حوكمة قوية قوامها أساسا: التخطيط الاستراتيجي، دينامية السوق الداخلي، محاربة الفوارق الاجتماعية، وخاصة قيم مجتمع العمل والجد، والغرب لا يرضى بذلك على الإطلاق.

*************

الكتاب: الصين: كيف يصنع الغرب الأعداء؟

المؤلف: سيرج بيرتييه

دار النشر: مطابع بانتيون، باريس

السنة: 2022

اللغة: الفرنسية

عدد الصفحات:162

تعليق عبر الفيس بوك