لِيَكُن لكَ هدف

 

وليد بن سيف الزيدي

من الجيِّد أن يكون للفرد أهداف عديدة يضعها ويسعى إلى تحقيقها خلال مسيرة حياته بجوانبها المختلفة الدينية والاجتماعية والمالية والثقافية والتعليمية والعملية. فهناك الأهداف التي يمكن أن تُحقق خلال اليوم أو الأسبوع وأهداف أخرى تحتاج إلى فترة زمنية أطول قد تصل إلى شهور أو سنوات.

فمثلًا يمكن أن يكون الهدف اليومي قراءة حزب من القرآن الكريم، والهدف السنوي يمكن أن يتمثل في تنفيذ دراسة بحثية حول ظاهرة ما في المجتمع أو المؤسسة التي ينتسب إليها الفرد. وقد تختلف الأهداف من فرد لآخر حسب موقعه المكاني والزماني، وظرفه الاجتماعي والنفسي والمادي، وإمكانياته ومستوى وعيهِ وثقافته وفكره وبيئته.

نعم.. ربما هذه الأسطر معلومة لدى العديد منَّا ولكن الفكرة هنا تقوم على أساس ضرورة وضع الفرد لنفسه أهدافاً يسعى إلى تحقيقها خلال اليوم أو الأسبوع أو الشهر أو السنة بشكل مخطط له مسبقًا، ولا يترك يومه يمرُّ دون تحقيق أهداف قد حدَّث بها نفسها مسبقًا على تحقيقها؛ وذلك كون أن التخطيط المسبق للأهداف والسعي إلى تحقيقها يجعل من الحياة ذات قيمة ويحقق جوانب نفسية واجتماعية حسنة لدى صاحبها. 

فمثلًا كاتب هذه الأسطر بدأ الكتابة في بداية العام الميلادي (2019)، وكان هدفه نشر المعرفة والأفكار التي كان يتعلمها أو يكتسبها من تجربته الحديثة في الدراسة الجامعية العُليا مُستعينًا ببعض تطبيقات التواصل الاجتماعي.

ثم تطور الهدف بعد ذلك ليشمل شريحة أكبر من أفراد المجتمع داخل وخارج الوطن العزيز؛ وذلك بنشر تلك المعرفة والأفكار والمقترحات في جريدة الرؤية العمانية والتي جاءت في أغلبها على صيغة تساؤلات حول الفكرة المُراد إيصالها إلى القارئ العزيز. وكان بداية ذلك الأمر في منتصف شهر ديسمبر من العام الميلادي (2020).

ثم أصبح نفس الهدف أكثر عُمقًا؛ وذلك من خلال محاولة الكاتب اليوم أن يصل إلى المقال رقم (50) بعد أن استطاع كتابة ونشر (44) مقالًا في الفترة الماضية، وضمها بعد ذلك بين دفَّتي كتاب ليصبح بذلك المؤلف الأول له. وأما حول اختيار الرقم (50) فهو إشارة إلى زمن مسيرة النهضة العُمانية التي قادها السلطان الراحل قابوس بن سعيد- غفر الله له- وذلك من باب الشكر والعرفان على ما هيئه من ظروف ساعدت على تحقيق العديد من الأهداف والمنجزات والتي ننعم بها اليوم ومنها هذه الأسطر التي تكتب بين أيديكم.

والله الموفق...

تعليق عبر الفيس بوك