منى بنت حمد البلوشية
الوالدة حميدة من سكان ولاية إزكي بدأت أسبوعها الثاني من فقدانها، فيما يتصدر اسمها الترند العُماني على منصة تويتر، وهي امرأة سبعينية يكتنف الغموض سبب فقدانها المفاجئ، وقد أصبحت والدة للشعب العماني الأبيّ الذي لا يفتأ يبحث عنها في شتى بقاع السلطنة الحبيبة وخارج البلاد، فهناك من تعاطف مع فقدانها الغامض وشارك في النشر عن بحثها لعل القدير يكتب ويسخّر لها العودة على أيدي أناس يجدونها في طريقهم.
الوالدة حميدة التي أحبها الجميع ولم ترها وتشاهدها الأعين؛ بل عرفوها بقلوبهم، وأرجلها التي تمشي خطواتها لمركز تحفيظ كتاب الله العزيز.. أين هي الآن بعد كل عمليات البحث والتمشيط التي قام بها الجميع من رجال الأمن وشرطة عمان السلطانية، وسلاح الجو وشتى رجال الوطن ونسائه.
الوالدة حميدة التي ما زالت مفقودة ولا يوجد خيط يدل على موقعها، وعندما أتابع منصات التواصل الاجتماعي وتكافل الجميع تنتابني الرغبة في الذهاب والبحث عنها ومعرفة سر اختفائها، فهناك من قال إنه شاهدها وهي تمشي في أماكن ومناطق قريبة، فأين أنتم عندما شاهدتموها، هل وصلكم خبر فقدانها متأخرًا أم ما الذي منعكم عنها؟
الوالدة حميدة سيظل اسمها يتردد حتى تصل إلى بيتها بين أبنائها وأحفادها، فهي بأمان وعين تحرسها، وكل الجهود تُبذل من أجلها.
إنني أتخيل خطواتها المنهكة وهي تتوقف بين الحين والآخر لتجد مسندًا تستند عليه، أتخيلها ربما هناك من وجدها واستضافها في منطقة بعيدة أو جبلية ولا يوجد بها أي وسيلة للتواصل أو مُتابعة الأخبار، وهم بانتظار من يبحث عنها ليجدها عندهم.. هي تخيلات وربما حقيقة ويحدث أن نجدها بالمكان الذي وضعها الله تعالى فيه، فلا يأس مع الله ولا خذلان، وستكون بعافيتها بإذنه تعالى. هذه هي الثقة التي لابُد أن يتحلى بها العبد وألا ييأس أو يقنط من رحمته، وأن نتحلى جميعًا بالتفاؤل لكل أمر يحدث، بأن الفرج قريب، وما بين غمضة عين وانتباهتها يُحدث الله ما لا نتوقعه، فقد قال عز وجل في محكم كتابه العزيز: "لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا" وقال أيضًا: "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا".
يغلف الحزن قلوبنا لأجل والدتنا حميدة، ونحن ومؤسسات الدولة معها في كل خطواتها حتى يتحقق العود الجميل، فاللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك أن تحفظ الوالدة حميدة وترجعها إلى ذويها سالمة معافاة من أي مكروه وسوء، إنك على كل شيء قدير، وردها ردًا جميلًا لمن ينتظرها وأعينهم شاخصة تنتظر بشرى عودتها سالمة، فنحن في بلد الأمن والأمان والسلام عُمان الحبيبة.