أمسيات الملتقى في صحم

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

كان دائما هناك دافع لكل شيء وكان هناك طموح خلف كل أمنية وحلم وكان هناك هدف قبل الوصول لأي مرمى وكانت هناك طاقة، طاقة عجيبة وأمنيات وأحلام وأهداف نسعى لها ونراها واضحة في مخيلتنا فإما أن نسعى لتحقيقها وإما أن ننام ونحلم فقط.

كانت الأيام الماضية التي مرت عليَّ صعبة وكنت على وشك أن تنفذ طاقتي لكنني لم أفكر بالاستسلام فالاستسلام ليس من شيمنا.. لكنها كانت أياما ثقالا وقبل كل حفل وأمسية كان هناك ساعات من التفكير وساعات من الأمل وساعات من الصبر والكفاح، كنت دائما وفي أي حفل سابق كضيفة، أما الآن فكان عليّ أن اجتاز الاختبار الأصعب وأن أكون منظمة، وأن أسعى في ذلك وأخط من الحلم حقيقة ليظهر بأكبر صورة مشرفة، أمام الجميع وكل من يهمه الأمر وأمام نفسي التي صعدت عبر القارب الصغير في وسط العاصفة، وكان التجديف صعباً وكان الوصول إلى غاية الحلم بعيدا ولم أتوقع الوصول إلى بر الأمان ولكن الإصرار في التغلب على كل تلك الأمواج كان دافعاً لأن أمسك نفسي وأتوازن كي أصل إلى وجهتي بحمدالله وتوفيقه.

صدى صوت يقول لنا لن ننجح وآخر يقول ستفشلون وثالث يقول أنتم لها وهذا ميدانكم، لكن صوتا رابعا قال من أراد وصول الجبال يجب عليه التغلب على الحفر ومضى راميا رسالته التي كانت دافعًا كبيرا للنجاح وللطموح وللشغف.

كانت نظرات والدي وهو يجلس في قاعة الخليج فخورًا بي وكان متباهيا أمام أصحابه وكان شامخا لطالما كانت أمنيتي أن تسير الأمور على خير، فكان الأستاذ علي رئيس مجلس صحم الشعري معطاء كريما بوقته وجهده وألمه ونقاء قلبه فكيف لشخص أن يمتلك طيبة العالم أن لا يكون ناجحاً وأن لا يشار له بالبنان وأن نفتخر به، أما سالم الروشدي الشليل صاحب الحنجرة الذهبية فكان يتلفت يمنة ويسرى ويتفقد الحضور ولم يأتِ كضيف فقد كان مساهما بالنجاح. أما أبو سعود الشاعر إبراهيم المعمري فكان يناضل ويجتهد وكان يدا أخرى للرئيس من حيث استقبال ضيوف السلطنة للملتقى وتجهيزات وتحضيرات وأدق تفاصيل الفعالية كوجه محمد البريكي الذي كان شعلة من النشاط ودينمو متحرك نشط يسعى ويبذل وقته ويحارب للوصول وللنجاح أما بن وداد كان متحمسا وحضر بقوة لدرجة أنه كاد يقول للأمواج أنا هنا فلا تثوري علينا وكان ذا قلب نابض بالعطاء.

أما سعيد الكندي مقدم الأمسية فكان منذ بداية تأسيس المجلس يعمل بجد وشغف وطاقة للوصول إلى بر الأمان..

كل تلك الجهود لم تذهب سدى وكل تلك الطاقات كانت مقدرة ومثمنة من وزارة عظيمة يرعاها صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد داعم الثقافة الأكبر ومشجع الشباب الأول، ذلك الفارس المغوار.. نعم الرجل ونعم الوقار ونعم الشامخ شموخ الشمس وهي ساطعة على العالم أجمع، فشكرا سيدي ذي يزن آل سعيد الموقر  وشكرًا لكلماتك التي هي أكبر دافع لعشاق الثقافة والشعر والأدب وشكرًا لقلبك الجميل.

لقد مضت أيام الملتقى "ملتقى صحم الشعري الثالث" وكان النجاح بحمد الله حليفها ومضى الإصرار والعزيمة يرسمان في تفاصيل الوجوه (أنتم قادرون على ذلك).

وفي الختام.. شكرًا لقلوب الشعراء الذين حضروا وجدّفوا معنا في عرض البحر للوقوف ضد كل تلك العثرات والألم، وشكرا لضيوفنا شعراء الخليج على تلبيتهم الدعوة، وتجشم عناء السفر، وشكرا لشغفي الذي لا يرضى إلا بالجميل.