مسقط- الرؤية
شهدت السلطنة في مثل هذا اليوم، الثالث من أكتوبر 2021، دخول الإعصار "شاهين" إلى ولايتي السويق والخابورة، بينما تجلّت ملحمة وطنية بمعنى الكلمة.
كانت واحدة من الليالي التي لن ينساها أهل الباطنة، فقد شهدت ولايتا السويق والخابورة دخول غير مسبوق للمياه التي غمرت كل بيت تقريبًا في الولايتين، فتعالت الصيحات، والاستغاثات، والتهليلات، والتكبيرات في ليلة حالكة السواد مع انقطاع الكهرباء والاتصالات.
وبعد أن ضرب "شاهين" شمال الباطنة، وهو من أعنف الحالات المدارية التي شهدتها أجواء السلطنة، خلّف خسائر بشرية ومادية وصدمة نفسية لمختلف فئات المجتمع، وشهدت شمال الباطنة دمارًا في المزارع والمنازل بعد أن أحاطت مياه البحر والأمطار الغزيرة بكل شيء.
وعلى إثر الضربة المناخية لشاهين تداعى المجتمع العماني إلى قيمه الأخلاقية الرفيعة، وهبّ الجميع إلى المساعدة والمساندة ماديًا ومعنويًا، في صورة أكدت أن مجتمعنا يتميز بدرجة رفيعة من السمو والرقي الإنساني.
وشهدت الأيام التالية لدخول شاهين إلى سواحل السلطنة، حملات تطوعية متنوعة من جميع المحافظات، وتميز يوم 8 أكتوبر 2021 بتوافد عدد كبير من العمانيين والمقيمين إلى شمال الباطنة، وعرف هذا اليوم بـ"الملحمة الوطنية".
وبعد أن أدرك أدرك العمانيون أن الحدث عظيم والأمر خطير والواقع مرير، فزعوا جميعًا من كل حدب وصوب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في مشهد ملحمي تاريخي لن تنساها الذاكرة الوطنية؛ حيث تكاتفت جهود مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، والجمعيات الخيرية والفرق التطوعية والأفراد، صغيرًا وكبيرًا.
