مهرجان عُمان للعلوم في حلته الثالثة

 

أحمد بن موسى البلوشي

 

 

تُعد العلوم من أهم طرق المجد في تقدم الشعوب، وتُعتبر حجر الأساس الذي قامت عليه لتطور البشرية منذ بداياتها الأولى، وهو ذلك السلاح الذي تنهض وترتقي به الأمم، وترفع من قدرها الدول، فالدولة التي تُعير انتباهها للعلوم يمكنها أن تصل إلى مصاف الدول المتقدمة، وتنافس دول العالم في التنمية بمختلف مجالاتها.

وترجمةً لذلك تقوم العديد من الدول كوسيلة من وسائل الاهتمام بالعلوم بإقامة مهرجانات خاصة للعلوم بهدف تحفيز الشباب للاهتمام بالتكنولوجيا والابتكار. وتُعرف مهرجانات العلوم بأنها عبارة عن: "فعاليات ذات طابع احتفالي تهدف إلى نشر العلم وتبسيطه للكبار والصغار على السواء، وفرصة للباحثين والعلماء لتقديم أوراقهم البحثية، والاستفادة من تبادل الخبرات بينهم".

مهرجان عمان للعلوم في حلته الثالثة، تظاهرة علمية جاذبة ومفيدة، ويستمر لمدة ستة أيام متتالية يقدم خلالها العديد من الفعاليات والأحداث مثل الورش العلمية التفاعلية، معرض الابتكارات العلمية، الجلسات النقاشية العلمية، المسابقات العلمية، المسرح العلمي، وغيرها الكثير من ورش العمل، والأنشطة المتنوعة، والألعاب، والتعلم الذاتي، فهو بمثابة المنبر الأمثل للابتكار، التكنولوجيا، الهندسة، الرياضيات وغيرها الكثير من فروع العلوم المختلفة.

ويهدف المهرجان إلى إيصال العلوم إلى الطلبة وأفراد المجتمع بوسيلة سهلة وبطريقة تفاعلية محفزة للتفكير الإبداعي، ومواكبة للتوجهات العالمية القائمة على نشر العلوم والتكنولوجيا والتغيرات والتطورات المستقبلية المتوقعة، وتشجيع الطلبة على إدراك أهمية العلوم في الحياة وحثهم على الابتكار، وخلق اتجاه إيجابي نحو العلوم والابتكار والبحث العلمي، وتعزيز مهارات الطلبة للاندماج في الاقتصاد القائم على المعرفة، وتشجيع النشء على مواصلة التعلم في التخصصات العلمية. ولكون عالم القرن الحادي والعشرين قائما على اقتصاديات المعرفة، وإن اهتمام جميع أطياف ومكونات المجتمع بالعلوم يؤدي إلى نمو المجتمع وازدهاره، فإن المهرجان سيستهدف طلبة المدارس، طلبة مؤسسات التعليم العالي، التربويين وأولياء الأمور بهدف نشر الثقافة العلمية بين كافة أفراد الأسرة، المؤسسات الحكومية والخاصة والعسكرية، مؤسسات المجتمع المدني، العلماء والباحثين والمختصين والأكاديميين، المهتمين بالعلوم من مختلف دول العالم.

مؤشر الابتكار العالمي هو مؤشر عالمي مركّب يقيس مستوى أداء الابتكار وتقدمه في الدول عبر مدخلات ومخرجات الابتكار، وتقاس هذه المدخلات  بناء على المؤسسات والقوى العاملة والبنية التحتية وتطور الأسواق وتطور الأعمال التجارية، أما المخرجات فتقاس بناًء على مخرجات المعرفة والتكنولوجيا والإبداع، وحسب نتائج مؤشر الابتكار العالمي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية لعام 2022، فإنَّ سلطنة عُمان تتقدم بنحو 5 مراتب في مدخلات الابتكار، و3 مراتب في مخرجات الابتكار، وأن ترتيب سلطنة عمان في المؤشر العالمي للابتكار جاء في المرتبة 79 عالميًا من بين 132 دولة، وجاءت سلطنة عُمان في المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر مخرجات العلوم والهندسة من إجمالي عدد الخريجين.

إنَّ إقامة مثل هذه المهرجانات العلمية بسلطنة عُمان يُعتبر أداة حقيقية لاستثمار الطاقات البشرية، ويعزز من القدرة التنافسية العالمية، وينشط الاقتصاد، وبيئة جاذبة للمبتكرين والمبدعين، ويعزز مكانة الدولة على خارطة الابتكار والتنافسية والإبداع.

تعليق عبر الفيس بوك