الحصة الثامنة في مدارسنا

 

سالم بن نجيم البادي

 

كثُر الكلام في هذه الأيام حول طول فترة الدوام في المدارس وما يتبع ذلك من إرهاق للطلاب، وسأكون هنا مُحايدًا ومقدرًا لمرئيات وظروف وزارة التربية والجهات ذات الاختصاص في تحديد دوام الطلبة، والمحافظة على زمن التعلم والوقت المناسب لتنفيذ المناهج والاختبارات، ومسايرة الاتجاه العالمي في ساعات دوام الطلبة.

لكن ينبغي أيضًا الأخذ بظروف بلدنا، من حيث الطقس والتضاريس وأوضاع حافلات نقل الطلبة، وتجهيزات المدارس ووسائل الراحة والترفيه فيها، وكذلك مطالبات أولياء الأمور بخفض ساعات دوام الطلبة، وعلى أقل تقدير الوعد بدارسة هذا الموضوع والموازنة بين ضرر طول ساعات الدراسة ونفعها، ولو خُفِّضَت ما النتائج المترتبة على ذلك؟!

الدوام في المدارس الآن يبدا الساعة 7:10 صباحًا وينتهي عند الساعة 1:40 ظهرًا. والمشكلة تكمن في بُعد بعض مناطق سكن الطلبة عن المدرسة، ولنفترض أن بعض الطلبة يسكنون على بعد 15 كيلومترًا أو أكثر عن المدرسة وبعض المناطق ما زالت غير معبدة، والحافلات قديمة وبها حمولة زائدة من الطلبة. أمثال هولاء الطلبة يستيقظون عند صلاة الفجر أو بعدها بقليل حتى يتمكنوا من الوصول إلى المدرسة في الوقت المحدد، وبعد نهاية الدوام عند الساعة 1:40 ظهرًا وحتى يكتمل ركوب الطلبة في الحافلات تكون الساعة قد قاربت من الثانية ظهرًا، وإلى أن يصلوا منازلهم ثم يصلون صلاة الظهر ويتناولون طعام الغداء يكون الوقت قريبًا من صلاة العصر.. فمتى يرتاح هولاء الطلبة مع وجود الواجبات المدرسية التي يقال إنها كثيرة ومذاكرة دروسهم واضطرار بعضهم لمساعدة ذويهم في بعض الأعمال في المزرعة أو رعاية الحيوانات ومساعدة الأهل في أعمال المنزل خاصة الطالبات اللاتي يساعدن أمهاتهن في أعمال المنزل؟!

من الحلول المقترحة- كما يرى بعضهم- إلغاء الحصة الثامنة، وقد أطلقوا عليها الحصة الميتة، والتي تبدأ الساعة 12:15 ظهرًا، وتنتهي الساعة 12:55 ظهرًا، والتي يصل فيها إرهاق الطلبة إلى ذروته، وترى التعب باديًا على وجوههم وهم يغالبون النعاس، وقد ينام بعضهم، ولا تسأل عن استيعاب الطلبة وانتباههم للمعلم وهو يشرح الدرس ولا عن تفاعلهم معه.

قضية دوام الطلبة تحتاج إلى مراجعة ونقاش مجتمعي واسع، ونطرحها هنا لعل مناشدات الطلبة وأولياء الأمور بتقليل ساعات دوام الطلبة في المدارس تجد من يهتم بها ويبحث عن الحل المناسب لها!!