عَرش

 

موزة المعمرية

 

قال لي الحكيمُ لمَّا زُرْتُهُ

عمَّ تتساءل؟ قلتُ عن النبأ العظيم!

قال لي: هو شَاهدٌ ومَشْهُود

وأمرٌ غير مكذوبٍ محتوم

يُؤفكُ عنهُ من أُفِكْ

ويُصَدُّ عن الصِّرَاطِ المُسْتَقِيم

وأوصِيكَ بأن يُهزَم المَسْمُوم

وأَعْرِض عنه فإنَّهُ الرَّجِيم

لا يقودك إلاَّ لِسَقَر الجحيم

وما أدراك ما سَقَر الذَّمُوم

لا تُبقي ولا تذر خَصِيم

لوَّاحةٌ للبشر حَمِيم

هو نبأٌ عنه يتساءلون عُقود

ويكفرون به وهو حَسِيم

فقلت له هَوْلٌ ومَهُول!

فقال لي: ونعمةُ نَعِيم

وجَنَّاتُ فردوسَ ونهرٌ عَظِيم

ولذَّةُ خمرٍ ونعيم مُقِيم

حُورٌ ساحرات عِين

وكَمَالُ مُلك كَريم

قصرٌ مَشَيد وشَأن عظيم

وفوق كُلِّ ذِي علمٌ عَلِيم

وسلامٌ عليكم طِبْتُم مع

روحٌ وريْحَان وجنة نَعيم

تينٌ وزيتون وطُور سِنِين

سررٌ مرفوعةٌ وسقف رحيم

عنب وأبَّا وزيتون ونخلا

سلسبيل ورمَّان هَضِيم

والنَّخلَ باسقاتٌ لها طلعٌ نَضِيد

رطب جني ورزق قسيم

لباس خُضر وإستبرق

وجنى الجنتينِ دان رَحيم

لؤلؤ مكنون وحور عين

حرير، ومرجان، وذهب سليم

الحب ذو العصف والريحان

وفواكه، والنخل ذات الكَمِيم

أكواب، وأباريق، وكأسٍ من معين

وتحية من سلام أمين

 

 

يَطوفُ عليهم ولدانٌ مُخَلَّدُون

كأنهم لؤلؤٌ مَكنُون حَشِيم

لمثلِ هذا فليعملِ العاملون

وليسلكوا الطريق القَوِيم

فما خُلق الإنسُ والجِنُّ إلاَّ ليعبدون

وخُلق الإنسان في أحسنِ تقويم

وسبِّحُوه بُكرةً وعَشِيَّا

فإنكم صَالوا الجَحِيم

إلاَّ عِبَاد الله المُخْلَصِين

فإنهم يمُرُّون على صراطٍ مُستقيم

ويَحُفُّون عَرْشَ الجَلالةِ

 بِلاَ إله إلاَّ الله القَوِي العَظِيم

تعليق عبر الفيس بوك