علاقات متينة بين عُمان والإمارات

علي بن بدر البوسعيدي

احتفاء رسمي وشعبي شاهدناه جميعًا مع وصول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، واستقبال حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لسموه، في مراسم رسمية وشعبية حفتها البهجة والفخامة، وعكست عمق العلاقات المتينة وقوة الأواصر الشعبية والرسمية بين الدولتين الجارتين.

العمانيون يكنون للأشقاء في الإمارات كل المحبة والمودة، وكذلك يبادلنا الإماراتيون نفس المشاعر، وهذا ليس بغريب على أبناء المصير الواحد والمشترك، ولذلك جاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد لتؤكد وتبرهن على عمق هذه العلاقات، ومدى التطور والازدهار الذي ينتظر الشعبين في أعقاب هذه الزيارة الكريمة.

والعلاقات بين البلدين لم تكن يومًا قائمة على المصالح المشتركة وحسب؛ بل وعلى أواصر النسب وعلاقات القربى، فالعمانيون والإماراتيون بعضهم من بعض، فعندما تذهب إلى أبوظبي أو العين أو دبي أو أي إمارة، تجد العمانيين يعيشون هناك ومتزوجين من الإماراتيين، وعندما تأتي إلى عمان تجد الكثير من الشركات الإماراتية تعمل في عمان وتحظى بميزات استثمارية لا حدود لها، ولنا أن نعلم أن عدد هذه الشركات يتخطى الثلاثة آلاف شركة بكثير، وهو ما يعكس قوة العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.

زيارة الشيخ محمد بن زايد لعُمان، ولقاؤه مع جلالة السلطان المفدى- نصره الله- ستعمل على ترسيخ المزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، خاصة وأن لدينا في عمان الآن برامج تحفيزية للاستثمارات يستفيد منها الجميع، ولا شك أن أشقاءنا الإماراتيين سيكونون على رأس المستفيدين من هكذا تسهيلات استثمارية، والتي ستسهم في افتتاح العديد من المشاريع بما يوفر المزيد من فرص العمل لأبنائنا من البلدين، ويعود بالنفع والخير على كلا الشعبين الشقيقين.

لقد قرأنا وسمعنا وشاهدنا في مختلف وسائل الإعلام الإماراتية مدى الاهتمام الرسمي هناك بهذه الزيارة، والفرحة الإماراتية بحفاوة الاستقبال الرسمي والشعبي لضيف عُمان العزيز، وتغطيات الصحف الرسمية هناك، وحرصها على إبراز هذه الزيارة.

وختامًا.. إن العلاقات العُمانية الإماراتية ماضية قدمًا في طريقها نحو تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين، وترسيخ أواصر الأخوة والتعاون على كافة المستويات، لا سيما فيما يتعلق بمسائل الاستثمار والتجارة البينية، إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية التي تشغل الساحة العالمية، ومن المُؤكد أنَّ المباحثات المشتركة بين الجانبين ستُفضي إلى إحراز نتائج إيجابية تُسهم في السلام والاستقرار والرخاء للجميع.