أطفالنا.. ثروة وطنية

 

رحمة بنت ناصر الشرجية **

rahma.alsharji86@gmail.com

 

الأطفال في جميع أنحاء العالم هم ثروة واستثمار واستدامة، وقد حرصت سلطنة عُمان على الاهتمام بالطفل كثروة وطنية تمثل ذخيرة البناء والمستقبل، وعملت على تذليل كل الصعوبات التي تحول دون تنشئته التنشئة السليمة والحفاظ على الهوية العُمانية المرتكزة على القيم الإسلامية السمحة للتعامل مع المجتمعات الأخرى بثقافاتها وقيمها المتنوعة التي تؤهله ليكون فردًا صالحًا فاعلًا في المجتمع من خلال عدد من التشريعات والسياسات والاستراتيجيات واللجان.

ولمعرفة قضاياهم وكل ما يتعلق بحقوقهم قامت وزارة التنمية الاجتماعية بإعادة تشكيل لجنة متابعة تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل؛ كونها الجهة المسؤولة عن ملف حقوق الطفل وإعداد التقرير الذي يقدم للجنة حقوق الطفل، وبناءً عليه قامت لجنة متابعة تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل بمخاطبة مجلس الوزراء من أجل إحاطة علم المجلس بالمهمة، وأهمية تكاتف المؤسسات الحكومية والأهلية ذات الصلة في إعداد هذا التقرير، وتم تشكيل لجنة توجيهية وطنية ضمَّتْ ممثلين عن الجهات المعنية: الحكومية وغير الحكومية، كما شُكِّلَتْ لجان متخصصة وفقًا لمحاور التقرير، ولجنة أخرى للصياغة، وقامت اللجنة بمخاطبة جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية لتزويدها بالبيانات الأساسية التي يجب تضمينها في التقرير بحسب المبادئ التوجيهية المذكورة. كل هذا من أجل من؟ من أجل الطفل.

الاهتمام بهم هو انتباه إلى واقع أفضل مستدام بثروة وطنية يحتذى بها وهذا ما تسعى أيضًا رؤية "عُمان 2040"؛ إذ يُعد التعليم والتعلم والتوعية والبحث العلمي والقدرات الوطنية أهم الأولويات الوطنية التي وضعتها الرؤية على رأس استراتيجياتها التي تهدف إلى تحقيق تعليم شامل وتعلّم مُستدام، وبحث علمي يقود إلى مجتمع معرفي واعٍ يملك القدرات الوطنيّة المنافسة التي تشد أزرهم وتقوي من عزيمتهم، وتصلب ظهرهم لضمان حياة كريمة لأجيال سلطنة عُمان.

وبناءً على الواقع لا يغيب عن أذهاننا وعقولنا مدى التأثير الذي تحدثه المعلومات السريعة والكثيفة التي تنشر في مختلف وسائل الإعلام الحديث ونظرًا لارتباط الرسالة الإعلامية ببناء الوعي المجتمعي لابد من وجود "إعلام الطفل"؛ حيث يُعد إعلام الطفل أحد فروع الإعلام المتخصص، الذي يُعنى بمخاطبة فئة محددة من الجمهور وهم الأطفال باختلاف فئاتهم العمرية، ولا يقل دور المؤسسات الإعلامية عن دور الأسرة والمؤسسات التربوية في تنشئة الأطفال، وفي الحقيقة الوقت الذي يقضيه الطفل في تعامله مع وسائل الإعلام، لا يقل أهمية عن الوقت الذي يقضيه في المدرسة؛ لذلك من الضروري وجود إعلام الطفل المتخصص لصنع محتوى إعلامي جذاب وهادف ونافع للمدى البعيد فأطفالنا هم ثروة وطنية.

** عضوة لجنة متابعة وتنفيذ اتفاقية حقوق الطفل، واليونسيف

تعليق عبر الفيس بوك