قديم في قديم

 

محمد بن خميس الحسني

alhassani60536@gmail.com

 

رغم التنبيهات والتحذيرات حول أهمية التيقن الأكيد من صحة الأخبار والمعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة عبر تطبيق "واتساب"، إلّا أنَّ هناك من يصر على نشرها وتداولها ويتهافت في عملية نقلها من مجموعة لأخرى وكأننا في سباق الماراثون.

وما ينشر في تلك الوسائل التكنولوجية الحديثة المتنوعة في وقتنا هذا ينقسم إلى قسمين؛ قسم نقل معلومة غير صحيحة بمجرد ما وصلته أو سمعها، فينشر مباشرة وتسمى "شائعة"، وقسم ينشر ويُعيد المعلومات القديمة ونشرها عدة مرات وبعضها يعاد نشرها بعد فترة طويلة تتجاوز العشر سنين. وإذا تساءلنا ما الهدف من نشرها سواء الإشاعة أو المعلومات القديمة؟ فإنَّ الهدف هنا ينقسم إلى جزءين؛ جزء يتعمد نشرها لغاية ومآرب في أنفسهم، وجزء يقوم بذلك من أجل الشهرة ليُقال عنه سبق في نشر الأخبار.

وهنا لا أدري ما الحل في ذلك فمهما تحدثنا وقلنا ومهما عملنا من توعوية بخصوص هذا الموضوع، لا جدوى من ذلك تذكر، ولا حياة لمن تنادي.

هناك حل ومعمول به وناجع خاصة في الشائعات القوية المغرضة وفق الإجراءات القانونية ولكن هذه فقط للأشياء القوية. وفي حالة نشر الأخبار القديمة الصحيحة بعد فترة ومنها أخبار محبطة وتشكل قلقا وإزعاجا للمتلقي، هنا كيف الحل مع ناشري ومتداولي تلك الأخبار والمعلومات القديمة؟!

في رأيي المتواضع عليهم التوقف عن ذلك وأن يراعوا مخافة الخالق عز وجل ويبتعدوا كل البعد عن إثارة الزوبعة والخوف في نفوس الناس، وهنا يقول  الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ). سورة الحشر: 18.

إنها آية صريحة تدل على الخوف من الله سبحانه وتعالى وتجنب الأمور والأعمال السيئة بكافة أنواعها.

فهلا ابتعدنا وتجنبنا نشر الشائعات المغرضة والأخبار إلا بعد التأكد من صحتها ومن مصدرها الموثوق به قبل النشر؟!

ولنتعلم أن نصبح منتجين في نشر الأخبار المفرحة، فهي مفتاح عيش لحياة جميلة وسعادة متجددة.

تعليق عبر الفيس بوك