المدارس ومواقع التواصل والمجتمع

 

علي بن سليمان الذهلي

 

لم تعد مدارسنا بذات هيبتها السابقة، فالكثير من أفراد المجتمع ينهش في سيرتها، وما يحدث في بيئاتها من جهود وألفة واحتواء.

لم تغلق المدارس أبوابها أمام الجميع أبدا، بل إن الوصل والتواصل والتفاعل مع شركائها من أولياء الأمور كان ديدنا أصيلا يحرص عليه الجميع داخل منظومة المدارس، والكل يقوم بواجبه التربوي في المدارس الإنسانية، إلا أن تلفيق المزاعم، ومحاولة نصرة الأبناء لمجرد أنَّ المعلم يحاول أن يخرجه من ضيق الفكر إلى سعة الأفق، يعد مظلمة وانتهاكاً لرسالة المعلم، ونحن على يقين بأن المعلم ليس معصوما من أي زلة قد يقع فيها مع أبنائه الطلبة كحال بني البشر، إلا أن نصرته واجبة بالحوار المتزن، والنقاش المحتشم، فمنذ بداية العام الدراسي وهو يخطط ويطور، ويبتكر من الأفكار التي ستسهم في استقرار الطلبة بداية من حافلاتهم وسلامتها، وبالقاعة الصفية وجاهزيتها، وبالمنهاج وكل ما يخص بيئة التعلم، وما يحدث من تفاعلات بينه وبين أقرانه.

ويسهم هذا المربي في تربية الأبناء، كما يقوم بدوره في نهضة العقول ورفعتها، فليس لنا إلا أن نرفع التحايا له وتوقيره، لا توبيخه.

وهنا لا نريد إسكات الأصوات التي تخدم المدارس بالأفكار والمشورة والدعم والتعزيز لتطوير منظومة التعليم والتعلم، لكننا نريد وقفات جادة نحو كل من يهين العطاء، وينسف الجهود لمآرب في نفسه، وليصبح مشهورا في مواقع التواصل الاجتماعي على حساب هذه الرسالة السامية.

إننا نؤمن بأهمية الرأي والرأي الآخر في تطوير مدارسنا الإنسانية، ولكن لسنا مع من يلتقط الصورة بالكاميرا الخفية ليسلب عقول المجتمع بعواطف كاذبة، وأفكارا مسمومة، وليعلم الذي يحاول ابتزاز كيان المدارس عمدا فإن مصيره السقوط في وحل الفشل، فالمعلم يبقى ثابتا بأصله، ووفيا لإنسانيته، ولا يدير حربه إلا مع الجهل، ولرفعة العقول في وطن السُّمو، وستبقى المدارس الشريك الأسمى للمجتمع الوفي للأبناء.

تعليق عبر الفيس بوك