معلمو رياض الأطفال.. شكرًا مع التحية

 

مريم الشكيلية

"يُقال إن العلم في الصغر كالنقش على الحجر"، مقولة في محلها، ولو تأملناها لسبرنا الكثير من معانيها؛ فمدارس رياض الأطفال هي مدارس تعنى بتهيئة الأطفال من سن الثالثة إلى سن دخولهم للمدرسة أي في السابعة من أعمارهم وهي مدارس تعليمية وترفيهية في آن معا.

وانتشرت هذه المدارس وتوسع وجودها في المدن والقرى بعد أن كانت قليلة جداً بسبب (أولا) وعي الأسرة بأهمية إلحاق الطفل إليها حتى يتمكن من التأقلم وكسر حاجز الخوف لتواجده بعيداً عن البيت ومع والديه والعالم الصغير الذي أعتاد عليه وحتى يكون إلحاقه بالمدرسة متدرجاً وسلسلاً (ثانياً) هي مرحلة آمن بها الجميع أنها مرحلة مهمة في استيعاب الطفل لما يتلقاه من الخطوات الأولى في التعلم وكسب المهارات الأساسية حتى تتولد لديه تجربة عن المدرسة النظامية ويكون طفلا قد خطى خطواته الأولى في تعلم الأحرف والأرقام الأولية ومهارات أخرى... (ثالثاً) دمج الطفل مع أطفال آخرين ومع أشخاص آخرين غير والديهم وهم معليهم على شكل عالم مصغر لهم قبل أن يلتحقوا بالمدارس الكبيرة وعالم كبير بالانتقال التدريجي لهم.

إن معلمي رياض الأطفال يستحقون كل الدعم المادي والنفسي والأكاديمي والدعم المجتمعي لهم لما يقدمونه من خدمة عظيمة وهي وضع هذه الكائنات الصغيرة في أول سلم الحياة وخبراتها وتجاربها وحتى تحدياتها هؤلاء المدرسين ليسوا فقط مدرسين عاديين هم أيضاً يعتنون بهذه الفئة من الأطفال اعتناء كاملا كونهم أطفال صغار محتاجين في كل وقتهم من يرشدهم ويعتني بهم ويعلمهم فهم في محيط مدارسهم يقومون بدور الأم والمعلم والمربي في وقت واحد.

ومدرسو رياض الأطفال لديهم فرصة عظيمة لبناء جيل متعلم وواعِ لما حوله مع مرور السنوات فمنهم يبدأ تشكيل هذا الجيل لأنهم نبتة صغيرة إذا أحسنت زراعتها سوف تثمر أجود الثمار من هنا أقول إنَّ أهمية مدارس الأطفال ليست قليلة وإنما كبيرة جداً والبعض من الحكومات حول العالم تهتم اهتماما خاصا بها من خلال توظيف الخبرات من المعلمين وإيجاد بيئة مدرسية مناسبة لهم ودعم هؤلاء المدرسين وليس تهميش دورهم.. كما وإنها عملت أيضا بعضها إلى عمل دراسات ومتابعة دقيقة للدور الذي تقوم به لمعرفة جودتها ونتائجها وما تقدمه في سبيل إخراج جيل واعٍ مستعد لمواصلة والدخول في السلك التعليمي والتربوي وكل هذا استثمار في الكائن البشري لأنه هو الاعتماد الأول الذي تعتمد عليه الدول في بناء الأمم وتحديد مسارها.

وعلى مدرس رياض الأطفال أن يكون أكثر دراية بهذه الفئة واحتياجاتها ومراحلها ولا يقتصر تواجد الطفل في هذه المدارس على التلقين المعرفي فقط وإنما العمل وبشكل أوسع على التعليم النظري من خلال الاستكشاف والتعلم بالتجارب أكثر حتى تكون مدارس جامعة بين التعليم والمرح واللعب لأن التعليم بهذه الصورة له انعكاساته الإيجابية لديهم ويخلق منهم أطفالا مكتسبين لمهارات حياتية تتناسب مع أعمارهم.

ويجب على المجتمع أن يقدم الدعم اللازم للمدرس أو المربي لأن ما يحتاجه هذا الإنسان الرائع لتقديم أفضل ما لديه في مجال عمله هذا هو الدعم والتقدير والامتنان وإظهار أهمية عمله لأن بين يديه كنز الوطن والأمة من خلاله يخرج جيلا قابلا للعطاء وسويا ومهيئاً نحو الخروج من عباءة البيت إلى عالم متسع في محيطه وبيئته ينخرط فيها لتكوين جيل متعلم صالح.

تعليق عبر الفيس بوك