كييف تسيطر على محور للسكك الحديدية وتقطع الإمدادات

بعد تراخي القبضة الروسية.. الجيش الأوكراني يتقدم في 3 محاور استراتيجية

◄ بوتين والرئيس الفرنسي يتفقان على "تحرك غير مُسيّس" في "زابوريجيا النووية"

◄ التقدم الأوكراني يمثل "نقطة تحول حاسمة" في حرب مستمرة منذ 6 أشهر

◄ أوكرانيا تغلق محطة زابوريجيا النووية

 

 

كييف، خاركيف (أوكرانيا)- رويترز

 

قال القائد العام للجيش الأوكراني أمس الأحد إن قواته واصلت توغلها شمالا في منطقة خاركيف وتقدمت إلى جنوبها وشرقها، وذلك غداة تقدمها السريع الذي دفع روسيا إلى التخلي عن معقلها الرئيسي في المنطقة.

وأشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالتقدم السريع الذي حققته أوكرانيا في إقليم خاركيف شمال شرق البلاد باعتباره إنجازا محتملا في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، قائلا إن هذا الشتاء قد يشهد المزيد من المكاسب السريعة للأراضي إذا تمكنت كييف من الحصول على أسلحة أقوى. وقال القائد العام للجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني على تيليجرام "في اتجاه خاركيف، بدأنا في التقدم ليس فقط إلى الجنوب والشرق، ولكن أيضا إلى الشمال. هناك 50 كيلومترا تفصلنا عن حدود الدولة (مع روسيا)". وأضاف أن القوات المسلحة استعادت السيطرة على أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع منذ بداية هذا الشهر.

وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن القوات الروسية تضرب مواقع الجيش الأوكراني في منطقة خاركيف بضربات دقيقة التوجيه تنفذها القوات المحمولة جوا وبالصواريخ والمدفعية.

ويعد الانسحاب من مدينة إيزيوم أسوأ هزيمة للقوات الروسية منذ طردها من العاصمة كييف في مارس؛ إذ ترك آلاف الجنود الروس وراءهم ذخيرة ومعدات مع فرارهم.

والمكاسب مهمة من الناحية السياسية لزيلينسكي الذي يسعى إلى إبقاء أوروبا موحدة في دعمها لأوكرانيا، عن طريق توفير الأسلحة والمال، حتى مع أزمة الطاقة التي تلوح في الأفق هذا الشتاء بعد قطع إمدادات الغاز الروسي عن المستهلكين الأوروبيين.

وقال زيلينسكي في تصريحات لمنتدى سياسي نُشرت على موقعه على الإنترنت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول السبت "أعتقد أن هذا الشتاء هو نقطة تحول، ويمكن أن يؤدي إلى إنهاء احتلال أوكرانيا بسرعة. نرى كيف يفر المحتلون في بعض الاتجاهات. إذا كنا أقوى قليلا بالأسلحة، فسننهي الاحتلال بشكل أسرع".

ولم يصل المسؤولون الأوكرانيون إلى حد تأكيد استعادة إيزيوم، لكن مدير مكتب زيلينسكي، أندريه يرماك، نشر صورة للقوات في ضواحي المدينة واستخدم في تغريدته رمزا تعبيريا للعنب. واسم المدينة يعني "الزبيب".

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن بلاده بحاجة إلى تأمين الأراضي المستعادة من هجوم مضاد روسي محتمل على خطوط الإمداد الأوكرانية الممتدة. وأضاف لصحيفة فاينانشال تايمز أن القوات الأوكرانية يمكن أن تطوقها قوات روسية جديدة إذا واصلت تقدمها لمسافات أبعد. لكنه قال إن التقدم المحرز في الهجوم "أفضل من المتوقع"، واصفا إياه بأنه "كرة ثلج تتدحرج من أعلى تل تكبر كلما نزلت". وأضاف "هذه إشارة إلى إمكان إنزال الهزيمة بروسيا".

وقال المحلل العسكري في كييف أوليه جدانوف إن المكاسب يمكن أن تمهد الطريق لمزيد من التقدم في منطقة لوجانسك، التي أعلنت روسيا السيطرة عليها في بداية يوليو. وأضاف "إذا نظرت إلى الخريطة، فمن المنطقي أن تفترض أن الهجوم سيتطور في اتجاه سفاتوف- ستاروبيلسك، وسيفيرودونيتسك- ليسيتشانسك. هذان اتجاهان واعدان".

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في تحديث يومي لمعلومات المخابرات أمس الأحد، إن القوات الأوكرانية واصلت تحقيق مكاسب في منطقة خاركيف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ومع ذلك، استمر القتال حول مدينة إيزيوم ومدينة كوبيانسك، محور السكك الحديدية الوحيد الذي تأتي الإمدادات عبره للقوات الروسية على خط المواجهة في أنحاء شمال شرق أوكرانيا. واستعادت القوات الأوكرانية تلك المدينة أيضا.

ومع مرور 200 يوم منذ اندلاع الحرب، أفاد الجيش الأوكراني أن مزيدا من الضربات الصاروخية والجوية الروسية أصابت أهدافا تابعة له خلال الليل، وأفاد مسؤولون محليون بقصف روسي عنيف في الشرق والجنوب.

إلى ذلك، قال الكرملين أمس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بحثا الوضع الأمني في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا.

وعبر الزعيمان في اتصال هاتفي عن استعدادهما "لتحرك غير مسيّس" بشأن الوضع في المحطة بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك وفق البيان المنشور على موقع الكرملين على الإنترنت. وأضاف البيان أن "الجانب الروسي لفت الانتباه إلى الهجمات الأوكرانية المنتظمة على مرافق المحطة، بما في ذلك مخازن النفايات المشعة، وهو أمر محفوف بالعواقب الوخيمة".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة