عندما تنقطع الكهرباء

 

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

 

في حدث فريد من نوعه شهد عددٌ من محافظات سلطنة عُمان انقطاعًا كليًا للكهرباء عند الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم الإثنين الخامس من سبتمبر 2022؛ حيث تعرضت محافظات مسقط وأجزاء من جنوب الباطنة والداخلية وجنوب الشرقية وشمال الشرقية لانقطاعٍ مفاجئ في التيار الكهربائي استمر لساعات تراوحت بين أربع ساعات وثمان ساعات وربما أكثر في بعض المحافظات.

وضجت معظم وسائل التواصل الاجتماعي بسبب هذا الانقطاع الذي لم تشهده البلاد من قبل بهذه الصورة الشاملة. ومن الطبيعي بعد كل حدث من الأحداث تكثر التكهنات والحديث عن أسباب ذلك الحدث إلى أن تصدر الجهات الرسمية توضيحات حول تلك الحادثة، وهذا ما تعودنا عليه من تأويلات وتهويلات من الحالات المناخية التي مرت بها بلادنا الغالية سلطنة عمان، والتي تجاوزتها بكل فعالية واقتدار.

فقد وردت تأويلات بتعرض شبكات الكهرباء في البلاد لهجمات سيبرانية، ومنهم من نشر أخبارا عن وجود انفجار في المحطة الرئيسية، ومنهم من أوّله إلى انقطاع إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء، وهذا ما يزيد من تخوف الناس والإصابة بالقلق، في حين كان هناك جنود مجهولون من خلف الكواليس يعملون بإخلاص، واصلوا الليل بالنهار لإصلاح الخلل الطارئ الذي حدث.

وبمتابعة بيانات هيئة تنظيم الخدمات العامة، تقول الهيئة في بيانها رقم (8) تشير المعلومات الأولية المتوفرة لدى الهيئة من خلال متابعة حادثة انقطاع الكهرباء بأن تسلسل الأحداث بدأ من خلال عطل فني في خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلو فولت (الخط الرئيسي والخط الاحتياطي) والذي يربط بين محطة عبري ومحطة نهيدة الرئيستين، وقد نتج عن هذا الحادث سلسلة من الانقطاعات المتتالية في أجزاء واسعة من شبكة نقل الكهرباء ومحطات التوليد.

أما البيان رقم (9) فيقول: لا تزال الهيئة مُستمرة في متابعة جهود إرجاع التيار الكهربائي في الشبكة الرئيسة بشكل كامل، إلا أن وجود بعض التحديات الفنية أدى إلى تأخر وصول التيار الكهربائي لبعض المناطق، وتؤكد الهيئة على استمرارية عمل الشركات إلى حين إرجاع الخدمة بشكل كامل.

واليوم تُطالعنا الهيئة ببث البشرى في بيانها النهائي، فتقول: ولله الحمد تم إعادة التيار الكهربائي لكافة المناطق المتأثرة بالانقطاعات والموصولة بالشبكة الرئيسة المرتبطة. كما شرعت الهيئة في إجراء تحقيق مفصل مع الشركات المرخصة للوقوف على الأسباب التي أدت إلى هذه الانقطاعات وتفادي حدوثها مستقبلًا.

نستخلص من البيان الأخير للهيئة أنها ستجري تحقيقا مفصلا مع الشركات المرخصة للوقوف على الأسباب التي أدت إلى هذه الانقطاعات وتفادي حدوثها مستقبلًا، وهذا يؤكد أن هناك أسباب ما زالت لم تتضح وراء هذا الانقطاع للكهرباء، وأن الأمور قيد التحقيق.

ولأنَّ الكهرباء أصبحت عصب الحياة، فقد تعطلت جميع مناحي الحياة؛ حيث أدى انقطاع الكهرباء إلى تعطل حركة المرور عن الإشارات الضوئية، وتكدس المركبات عند محطات الوقود، وشلت الحياة، شللًا تامًا، ناهيكم عن سكان البنايات الكبيرة التي تعطلت فيها المصاعد، ولي مع هذا الانقطاع قصة مؤلمة ولكن الحمد لله مرت على خير، كذلك هناك مرضى يقبعون في المنازل خلف أجهزة الأكسجين والضغط، وانقطاع الكهرباء ربما يؤدي إلى هلاكهم.

وتأكيدًا لأهمية الكهرباء وانقطاعها الذي لا يقل أهمية عن الكوارث الطبيعية التي تعطل المدارس والمستشفيات والطرقات، فقد أصدرت وزارة التربية والتعليم بيانًا يقضي بتعليق الدراسة في المدارس المتضررة من انقطاع التيار الكهربائي فـي عدد من الولايات.