إبراهيم المعمري وانتظار الفرج القريب

 

سالم بن نجيم البادي

بداية لن أتدخل في أحكام القضاء التي قضت بإيقاف جريدة الزمن، بينما سُجن صاحبها الصحفي ورئيس التحرير إبراهيم المعمري، لأسباب مالية؛ حيث تراكمت عليه الديون حتى عجز عن سدادها.

وقد عادت قضية إبراهيم المعمري إلى الواجهة بعد أن تداول رواد التواصل الاجتماعي وعلى نطاق واسع رسالة صوتية مُؤثرة منسوبة إلى ابنته. ومنذ سجنه وحتى الآن، يُعاد طرح قضيته بين الحين والآخر، ولكن سرعان ما تعود للنسيان والتجاهل مرة أخرى.

والسؤال المطروح هنا هو لماذا هذا الصمت والذي استمر لمدة 6 سنوات؟ وأين هم أولئك الذين كانوا يصفقون لجريدة الزمن ويحتفون بها ويُشيدون بصاحبها لما يرون من جرأتها في الطرح ونبش قضايا ساخنة تمس مصلحة الوطن والمواطن؟ وأين المؤسسات والجهات الثقافية ذات الاختصاص؟ وأين الكتاب والشعراء والمثقفون والمفكرون وزملاء مهنة الصحافة والتجار وأصحاب الأيادي البيضاء والجمعيات الخيرية وأهل وعزوة إبراهيم المعمري؟ لماذا لم يتداعَ كل هؤلاء لمحاولة حل قضية إبراهيم المعمري المالية؟ ولماذا هذا الصمت والتجاهل والخذلان في حق رجل أفنى عمره في حب وخدمة بلده، وكان أحد أبرز روّاد الصحافة وصاحب القلم الحر والكلمة الجريئة؟ ونحسب أن لم تكن له أهداف أخرى غير حب وطنه، والسعي إلى ملاحقة سراق خيرات الوطن وفضح الفاسدين وتعرية الواقع كما هو؟!

يُقال إنَّ جريدة الزمن وفي بعض الأحيان، كانت تستخدم أسلوب الإثارة والتشويق، على حساب المصداقية والحقيقة، وكذلك الإسراف في النقد وتضخيم العثرات وتتبع الفضائح ونشرها، كما تفعل الصحف الصفراء. هكذا يقول من ينتقدها ويرى عشاقها أن حسناتها أكبر من هفواتها، وأنه لو قُدِّر لها الاستمرار لأحدثت فارقًا كبيرًا نحو الأفضل في كل نواحي الحياة في البلد. وفي كل الأحوال وبعد حوالي 6 سنوات قضاها إبراهيم المعمري في السجن مع ما رافق ذلك من ظروف عائلية قاسية منها وفاة والدته ثم زوجته، فإنِّه آن الأوان لخروجه من السجن. وقد عُرف عن المجتمع العماني التكافل والتعاضد والعفو والصفح والتسامح والرحمة، وعفا الله عمَّا سلف.

إنَّ 6 سنوات سجنًا فترة طويلة جدًا يُضاف إليها هذا الصمت والخذلان من جميع الذين يُفترض أن يبادروا لنجدة الرجل، بينما تلوح في الأفق حاليًا بوادر طيبة تشير إلى جهود مخلصة لطي صفحة مأساة إبراهيم المعمري، ومنها الإعلان الصادر عن جمعية الصحفيين وجمعية المحامين بإعلان مبادرة باسم إبراهيم المعمري.

إنَّ هذه المبادرة- وإن جاءت متأخرة جدًا- وكانت مُمكنة فلماذا لم تُطرح من قبل؟ ومع ذلك عسى أن تمضي هذه المبادرة قدمًا، وأن لا تصطدم بالروتين والتسويف، وأن تتجاوز كل العقبات، حتى يعود إبراهيم المعمري إلى حضن أسرته ويتنسم هواء الحرية في وطنه العزيز الغالي، الذي يتسع لكل أبنائه، وربما العودة حتى إلى القلم!