ختامها مسك.. وحوارها زنجبيلا

 

خالد بن سعد الشنفري

 

اختتم يوم الأربعاء ملتقى السرد الخليجي الرابع، الذي أُقيم في مجمع السلطان قابوس الثقافي بصلالة، ضمن فعاليات موسم خريف ظفار، تحت رعاية سعادة الدكتور أحمد الغساني رئيس بلدية ظفار.

وضمت الفعاليات نخبة من رواد السرد والرواية والأدب من دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية؛ كالعراق والأردن والمغرب. الليالي الثلاث التي شهدت انعقاد الملتقى، كانت بألف ليلة وليلة لعشاق الأدب والثقافة عمومًا. إنها ملحمة خليجية عربية بكل المقاييس، خصوصًا وأنها احتُضنت في ذلك الصرح الشامخ كشموخ راعيه ومتبني فكرته ومنفذه على نفقته الخاصة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- هديةً لأبنائه في عام 2016.

وتزامن مع الملتقى، زيارة وفد شباب البحرين لصلالة في خريفها؛ فقد أصبح الخريف ملتقى الأحبة لكل مفيد ومبهج وجميل.

سبق أن نُشر لي مقال عن هذا الصرح الثقافي الترفيهي الرياضي بتاريخ 17 أغسطس 2022 في جريدة الرؤية، إلا أن ملتقى السرد وملتقانا بإخوتنا وفد شباب مملكة البحرين الشقيق، لم يكن حدثًا واحدًا؛ بل حدثين أولهما مسك وثانيهما زنجبيل، وكان لابُد من مقال ثانٍ يكتب عن مجمع السلطان قابوس الثقافي وهو في ذروة عطائه في هذا الخريف.

فقد تشرفنا أيضا بحضور الندوة الحوارية مع إخوتنا البحرينيين، والتي أقيمت بالمجمع تحت رعاية الأستاذ موسى القصابي مدير عام المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار، وشرفها بالحضور سعادة سفير المملكة العربية السعودية، وتألق فيها المحاضر المهندس علي بن سهيل شماس الرئيس التنفيذي لشركة ظفار المدمجة العملاقة، والذي تفاعل معه الحضور من الشباب البحريني والعماني، ونهلوا من معين علومه وخبراته العديدة في ترؤس شركات من الحجم الثقيل في عمان وأوروبا، حتى إن أحد الشباب البحرينيين قال: "لمثل هذه الندوات الحوارية أتينا".

كم أتمنى أن تستفيد جامعاتنا وكلياتنا من علوم وتجارب مثل المهندس علي شماس الرجل الذي كان يعيش طفلا في بداية السبعينيات من القرن الماضي في كهف من كهوف ضلكوت، واضطر لممارسة الصيد حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم، ورغم ذلك يرى أنه في بداية المشوار!!

إن من وُلد وتربى في كهف لا شك سيتعثر أول ما يقطع الطريق، لكنه كان ينهض ويستفيد من السقوط ويواصل، وهكذا حتى وصل إلى ما هو عليه.. إنها ستكون فعلا دروس مجانية وثمينة سيقدمها لهم بطيب خاطر تجنبهم الكثير من السقطات، وتمهد لهم الطريق، وتختزل لهم الوقت في حدود ما يمكن اختزاله.

لقد كان هذا ما يجول بخواطرنا. ولا شك أننا جميعًا وكل من حضر هذه الندوه الحوارية، يعتقد أن ختامها زنجبيلا فعلًا.