العناية بمساجدنا

 

مريم الشكيلية

يقول المولى عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ..." (النور: 36) صدق الله العظيم.

بعد زيارتي الأخيرة إلى مدينة صلالة في محافظة ظفار عدت من هناك بالكثير من الذكريات الجميلة بما تتمتع به صلالة في موسم الخريف من طقس خيالي رائع بيهج النفس ولله الحمد وإنها لنعمة من نعم الله علينا أن وهب لنا هذا الجمال وهذا المكان وهذه الطبيعة الخلابة التي يقصدها الناس في الداخل والخارج في هذا الوقت من السنة وتساهم عائداتها السياحية في خزينة الدولة وصلالة ليست فقط واجهة سياحية طبيعية فحسب وإنما تتمتع بتراث ومواقع أثرية جميلة وبعضها نادر لهذا أيضًا يقصدها السياح من كل مكان.

وتسعى حكومتنا الرشيدة جاهدة لتوفير الخدمات الضرورية والعمل على إدخال كل جديد وتحسين الخدمات في مدينة صلالة وهذا ما لاحظه الجميع وخصوصاً في هذا العام بعد أن منَّ الله علينا ورفع عنا البلاء مما سمح لنا وللجميع بالتوجه إلى مدينة صلالة لقضاء عطلة الصيف والهروب من لهيب الطقس الحار في هذا الوقت من العام، لقد عملت وتعمل الحكومة والجهات المسؤولة عن تنظيم موسم خريف صلالة على تسهيل وتوفير كافة الخدمات للزائر والمقيم على حد سواء مما يجعل الزائر يشعر براحة كبيرة ويتمتع بخريف متكامل الأركان.... إلا أنني لفت انتباهي وهذا هو المقصد من كتابة هذا المقال لأن الجميع كتب الكثير عن صلالة وخريف صلالة وتطرق إلى الكثير من المواضيع التي تهم الزائر والجميع قصد في كتاباتهم هو تحسين والدفع إلى النهوض بهذه المدينة إلى مصاف المدن العصرية واستغلال الطبيعة الغناء لتكون مقصداً للجميع بهدف الرواج الاقتصادي والترويج لهذه المدينة الجميلة.

إنني أقصد من مقالي هذا موضوع المساجد ومرافقها؛ لأنه مع الأسف ليست فقط مساجد مدينة صلالة فحسب حتى تلك المساجد ودورات المياه على طول الطريق الرابط بين ولايات المحافظات حتى مدينة صلالة، تنقصها العناية والصيانة، وخصوصًا دورات المياه فيها. وإنه ليبعث الحزن في النفس أن تكون تلك المساجد بمساحاتها الواسعة والكبيرة، تفتقر إلى من يعتني بها، والبعض منها مع الأسف يحتاج إلى إعادة تصميم وتأهيل.. فهل من المعقول أن يُصمم مسجد أو جامع على سبيل المثال لأن يكون المصلى في المُقدمة ودورات المياه فيها تأتي بعده؟! أو هل يصح ويعقل أن تكون هذه المساجد بدون مياه حتى تتراكم فيها الأوساخ وغيرها، ويدخلها الإنسان ويخرج منها قاطعاً النفس من شدة ما يجد فيها من روائح كريهة؟!

دخلت حقيقة أكثر من مسجد في مدينة صلالة وفي ثمريت وهيماء ووجدت فيها العجب من الإهمال والتلف وكأنها مهجورة ومخيفة لا نظافة ولا مياه البعض منها وفي ذروة السياحة ويقصدها المسلم لقضاء الصلوات والحاجة وليس فقط العمانيين فحسب هناك زوار من الخارج من كل مكان ماذا يقولون وكيف سينقلون انطباعهم إلى بلدانهم؟!

إن الجوامع والمساجد هي بيوت الله تعالى قبل كل شيء فكيف يعقل أن يكون هناك حرص واهتمام بالمرافق الأخرى وتبقى هي مهمشة ولا يصلها هذا الاهتمام، لقد كنت أسمع امتعاض الزوار من حالة دورات المياه فيها ورأيت هذا بنفسي مع الأسف الشديد وإنني لأناشد المعنيين بأخذ هذا الأمر من صيانة وعناية بالمساجد ومرافقها وأتمنى أن يأتي موسم الخريف المُقبل بعون الله تعالى وهي في أحسن حال ويلقى فيها الناس الراحة والرضا.

تعليق عبر الفيس بوك