عندما يتم التطاول على الكاتب

 

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

 

تلقيتُ ردود أفعال متباينة على مقالي "بين الرستاق وصلالة" المنشور بتاريخ 3 أغسطس 2022، والذي ذكرت في بدايته من باب الدعابة الاستغراب للهروب من هجير الصيف في الرستاق التي شهدت في تلك الأيام أسبوعًا استثنائيًا من الأمطار وغياب الشمس لعدة أيام، وتدني دراجات الحرارة إلى النصف مقارنة بدرجات الحرارة في مثل هذا الفصل من العام.

وفي الواقع تبقى صلالة هي المكان الأنسب لقضاء صيف ممتع بعيدًا عن هجير الصيف الذي أشرت إليه، فالحالة التي تشهدها الرستاق وبقية الولايات في شمال السلطنة هي حالة استثنائية بسبب منخفض السيل الخصيب وما تبعته من حالات ماطرة دامت لأكثر من أسبوع. لقد تطرقت في مقالي إلى جوانب عدة من حالات الاستغلال من بعض المستثمرين في المجال العقاري في صلالة من حيث يتم رفع الإيجارات بشكل مبالغ فيه، ويفتقر إلى التنظيم. فالشقة التي تستأجرها في شهر يوليو يختلف سعرها في شهر أغسطس بزيارة قد تصل إلى 25% أحيانًا وقد تزيد، كذلك أنت مجبر على دفع كامل الإيجار للمدة بأكملها، فلو أردت إلغاء الإيجار لظرف قهري قد لا تستطيع استرجاع المبالغ التي دفعتها، أو على الأقل لا تستطيع استرجاعها كاملة.

هذه الجزئية جعلت البعض يتطاول علي ويصفني بالمريض وقلة العقل وعديم الأخلاق لشفافيتي في تفنيد الوضع السائد في صلالة هذه الأيام من خلال تجربة شخصية، ومن خلال شكاوى وآراء الناس الذين تعرضوا لمثل هذه المواقف.

في المقابل هناك ردود أفعال مؤيدة لما ذكرته في مقالي، ومن أبناء محافظة ظفار أنفسهم، فظفار ليست بأكملها يوجد بها خريف، فهناك من يأتي للاستمتاع بالخريف من ولايات أخرى من المحافظة ويصطدم بالواقع الذي تطرقت إليه في مقالي الماضي.

أحد الصحفيين وعضو في جمعية الصحفيين العمانية يقول: مقال يلامس الواقع، وشخصيًا أفضل السفر إلى شمال إيران لكونه أرخص بكثير عن صلالة في كل شيء، فخريف صلالة يحتاج إلى ميزانية كبيرة من شخص مقتدر، أما عامة الناس فلا بد من وضع حسابات خاصة. ويضيف: في سنة من السنوات اتفقت مع أحد الملاك في استئجار شقة بواقع 50 ريال في اليوم بعد مغادرة المستأجر السابق، فبعد مغادرة المستأجر أتفاجأ بالمالك يطلب مني إيجار 80 ريال عماني بحجة أنه وجد مستأجرًا من دولة خليجية بهذا المبلغ.

ويقول أحد كتاب صحيفة النبأ الإلكترونية: إن الواقع السياحي في بلادنا التي حباها الله بأغلب مقومات الطبيعة الخلابة باستثناء العنصر المكلف بإدارة تلك المقومات والمكونات وتسخيرها لتكون مسرحًا طبيعيًّا جاذبًا ومريحًا للحضور، وما كانت رحلتك من الشمال للجنوب في هذا الوقت بالذات وتزامنا مع هذه الأجواء الرائعة إلا كرمًا من الله لك من أجل الاستمتاع والاستجمام والتمتع أينما رحلت وحللت.

وتقول إحدى الكاتبات بصحيفة النبأ الإلكترونية أيضًا: لكنها- أي صلالة- لم تستطع أن تؤثر على نظرتك للجمال بعيدًا عن بعض العثرات التي لابد أن تؤخذ على محمل الجد، و، تبقى صلالة جميلة، السهل والمطر والمنظر، حتى وإن كثرت الإخفاقات البشرية في نشر ثقافة التطوير وتلبية الاحتياجات، أتمنى لك زيارات في المستقبل ترى فيها صلالة مكتملة الجمال.

تبقى صلالة بحاجة إلى اهتمام أكبر، وفي تغريدة عبر تويتر يقول المغرد سعيد أحمد تبوك: "‏تكثر الانتقادات والشكاوى من السواح الزائرين للمحافظة عندما يأتي خريف ظفار، وحين يشهد الجميع على ضعف الخدمات واهتراء البنية التحتية والازدحام في جميع الأماكن الداخلية والمفتوحة، وكل عام يجد الزائر الوضع أسوأ من ذي قبل، وعندما ينتهي الخريف يصمت الجميع وكأن الخريف لن يعود إلى ظفار".