مقياس الوعي عند هوكنز

 

عيسى الغساني

ديفيد هوكينز (David Hawkins‏) فيلسوف أمريكي، وُلد في 28 فبراير 1913 في إل باسو في الولايات المتحدة، وتوفي في 24 فبراير 2002 في بولدر في الولايات المتحدة، وترك خلفه نظرية ذات أهمية قصوى في قياس مستوى الوعي عند الإنسان.

لكن قبل الولوج إلى مستويات الوعي من الأهمية، نسأل: ما الوعي؟

الوعي باختصار بسيط وغير مخل هو الإدارك لما يجري حول الإنسان في البئية الخارجية، والتفكير والتصرف بحكمة وخلق حالة من الظروف الإيجابية لكل موقف يتعرض له الإنسان. ولعلّه من المناسب أن نطرح سؤالًا آخر: وهو كيف يفكر الإنسان؟

تتعدد التعريفات حول مفهوم التفكير وإحداها هو حوار الإنسان الداخلي مع نفسه والذي يؤدي إلى أفكار ومن ثم تترجم هذه الأفكار إلى كلمات وعبارات ومشاعر وأفعال، والأفكار هي حالة الوعي.

يصنف هوكينز مستويات الوعي الفردي في الحياة بمقياس من واحد إلى 1000، وإلى 4 أقسام، القسم الأول: يتضمن 8 مستويات وهي متدنية، من مستوى 20 إلى 175،  وهذا مستوى منخفض جدًا من الطاقة، والطاقة المنخفضة تجذب مثيلها لحياته، وتخلق واقعًا متوافقًا مع هذا الشعور.

القسم الأول: يؤدي التفكير إلى حالة من الشعور بالتأنيب ولعب دور الضحية، الضيق والكآبة المستمرة، والانفعال السريع والغصب لأبسط الأحداث والتصرفات سواء أكان للشخص صلة أو عدم صلة بالحدث أو التصرف، وكذلك تضخم الأنا السلبيّ وقلة الوعي المعرفي وعدم القدرة على تقبل الجديد ووهن منحني التعلم والتطور.

القسم الثاني: يتضمن 6 مستويات إيجابية، ويتسم الوعي والتفكير، بانفتاح العقل والأخذ والعطاء والتسامح مع الآخر وفهم عالٍ لدوافع السلوك، يتميز بإيجابية التعاطي مع المواقف والأحداث والأشخاص.

القسم الثالث: يضم ثلاث مستويات الصدق العاطفي النابع من الداخل في كل المواقف، الفرح وحالة الشفاء الروحاني نتيجة لتعاظم التفاؤل وفعل الخير، والسلام والسكينة والطمانينة، وهذا المستوى رفيع ويتطلب تفكير ممنهج ووعي عالٍ.

أما القسم الرابع الأخير: فهو أعلى مستويات الوعي وهو حالة التنوير وهو حالة تجلٍّ وتأثير خير ومستمر . وهو قمة الوعي بحيث يفهم الإنسان صيروة الأحداث وأسباب نشاتها ويتميز من هم في هذا المستوى بحالة استقرار نفسي ووجداني. هذا كان تصرف بما قدمه هوكينز، ويبقى بناء القدرات المعرفية لتأسيس منهج تفكير واعٍ طريق لتطوير قدرات ومهارات التفكير.

وكلما ارتفع المقياس، ارتفعت الطاقة في هذا المستوى وفي حال تم استثمارها صحيحا تقوم بتوجيه الشخص نحو التقدم والبناء والتطور، وكلما ارتقى في السلم للأعلى، شعر بعمق المشاعر الطيبة والتوفيق والتسامح وراحة البال والمحبة والبهجة والاستنارة. وظهر في حياته الرخاء والوفرة والأمان والصحة، وبالمقابل فإن قلّة الوعي تقترب من حالة السبات، والوعي صحوة.