الرفاه الوطني مطلب

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

نتفق أنه تتعدَّد طرق بناء الدول التي تنشد ازدهارا ورفاها لشعوبها، وعدلا وحرية وإقامة مؤسسات خدمية وقوانين عادلة منصفة، وكل من تلك الدول والأقاليم تنتهج أساليب مختلفة متى ما أرادت حياة كريمة لمواطنيها؛ فالبعض يتخبَّط في اتخاذ وإيجاد القرارات التي تجعل تلك الأفكار ناجحة وواقعا ملموسا على الأرض، والتي من شأنها تحقيق عيش كريم للشعب، وهناك من تكون انطلاقته مباركة وناجحة ومستقرة، ويسير بالوطن وأنظمته وبالإنسان إلى بر الأمان.

فالخطط والبرامج التنموية عند من يريد ذاك وما تقدم ذكره أعلاه، لا تكون هشة وغير قادرة على الصمود وعلى عدم القدرة على بناء دولة وإيجاد نظم وتشريعات ومؤسسات ومشاريع اقتصادية وفرص عمل، وإنما تلك المرحلة متى ما كان هدفها إسعاد الإنسان والتطوير، تكون خططها وبرامجها وأعمالها مدروسة، ومرصود لها برامج وبشر مخلصين قادرين على العمل والتخطيط والإنجاز والإبداع والنزول للميدان، وبها من المقومات ولديها من القدرات ما يضمن الانتقال بالبلد وناسها إلى التطور ومستويات معيشية طيبة، وإلى صياغة خارطة طريق طويلة وواضحة المعالم، تجعلُ إيجاد وإدامة حياة كريمة لمواطنيها متحققة في كل مفاصلها وفتراتها ومراحلها، الأمر الذي يعزز من الاستقرار والأمان النفسي في أرجاء المجتمع وأفراده، ويذهب بالبؤس والحرمان والضنك والتعب في العيش، وفي حياة الناس عامة على تلك الأرض.

وممَّا يجب عمله والقيام به، هو أن تمضي تلك الدول الناجحة إلى إيجاد شراكة حقيقية بين الحكومة والمواطنين، كأنْ يكون هنالك بين فترة وأخرى اطلاع وطمأنة من الأولى للحال الذي تسير عليه، وما هي الآليات التي لا تجعل ولن تجعل المواطن يضيق ذرعا من عيشه، ومن ذاك الإجراء الذي من الممكن أن يقلب حياته إلى جحيم، لا سيما وأنه لا يوجد أي إنسان على الأرض لا يريد أن يعيش بعزة وراحة وكرامة؛ وبالتالي فإنَّ توزيع تلك الثروات وتوظيفها بطرق إسلامية ناجحة وصحيحة تطور من البلد، وتحقق الرفاه لجميع السكان عليه مطلب ملح، ومتى ما كانت المصداقية في العمل وفي القيام بواجب المنصب والكرسي والوظيفة موجودة، وكذلك المتابعة والاهتمام موجودان، فإن الفشل سيكون متلاشيا ومنعدما.

إنَّ عُمان من أقصاها إلى أقصاها، ومنذ انطلاقة النهضة المباركة في سبعينيات القرن الماضي، وهي تسير بخططها وبرامجها وأهدافها وطموحاتها وبكل الوسائل المتاحة والممكنة، لجعل حياة العماني كريمة وغير مكلفة ولا يشوبها التنغيص والهلاك، فعمل أولا السلطان قابوس -طيب الله ثراه- وأنجز بعدما وعد وأوفى، ومما قاله تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته عند توليه مقاليد الحكم في البلاد: "أيها الشعب، سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل، وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب"، وأتى من بعده مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم -حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه- وركز في خطاباته حينما اعتلى سدة الحكم في البلد، على أهمية التعليم والابتكار ودور الشباب والمرأة وحرية التعبير والنزاهة والمحاسبة والمساءلة، إلى أن تناول -حفظه الله- زيادة الدخل وخفض المديونية والتشغيل، وغيرها من البرامج والقضايا المهمة، التي أوضحت رغبة حقيقية وأكيدة، هدفها التغيير والإصلاح.

فمضى جلالته -أعزه الله- من أول يوم له في الحكم وبكفاءة مطلقة عالية، إلى الوقوف وملامسة أحوال الناس، عبر أولويات وخطط تجعل الحياة يسيرة وغير مكلفة، وليست مجهدة في عُمان كلها، فأصدر -حفظه الله تعالى- من أجل ذلك العديد من المراسيم والأوامر والتعليمات، التي من شأنها تحقيق الرفاه ورغد العيش تدريجيا، وأن تكون المعيشة ميسرة وسهلة لجميع العمانيين، خاصة فئات الدخل المحدود وأسر الضمان الاجتماعي، ومن هم في مستويات معيشية متدنية، وأصحاب المؤسسات والمشاريع المتوسطة والصغيرة، مُستقرئًا -أعزه الله وأيده بنصره- المطالب والحاجات الملحة والتطلعات التي يرجوها الشعب، والتي تتحقق شيئا فشيء، وتأتي تباعا وبشكل متدرج ومنظم.

وفق الله تعالى سلطاننا المفدى بالسير بعمان وأهلها إلى ما فيه مزيد من التقدم والرفعة والخير والرفاه والرخاء واليسر والعيش بأمن وأمان ومساواة في الحقوق والواجبات.

تعليق عبر الفيس بوك