غزة تنتصر

د. خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

رغم الألم والفقد والدمار والخراب الذي شهدته غزة المحاصرة، ورغم بكاء الأمهات والآهات ونزيف دماء الشهداء الأبرياء، إلا أنَّ غزة تنتصر مرة أخرى على الفئات الظالمة والباغية والمتكبرة، تنتصر على الصهاينة رغم فارق الإمكانيات البشرية والأسلحة والعدة والعتاد، تنتصر بإيمان أهلها بأنَّ فلسطين غالية ويرخص لأجلها الدم والمال والنفس والروح.

فلسطين هي قضيتنا الأولى، وموطن الأحرار، وفخر العرب والمسلمين، الدفاع عنها وعن مقدساتها موكل بالأحرار الشرفاء والرجال المخلصين والنساء المخلصات، ولأولئك الذين يحملون روحَ الانتماء لهذه المقدسات. وهذه القضية العادلة وإنْ اختلف في مقتضاها عدد من الساسة العرب والمسلمين، إلا أنها توحد الشعوب المسلمة والشعوب التي تحمل في قلبها معنى الإنسانية، ولن نتنازل عن دعم أهلنا في فلسطين وفي كل شبر منها مهما تغيرت السياسات ومهما تعنَّتت الدول الكبرى في الضغط على الساسة العرب والمسلمين للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب، سنظل أوفياء للمسجد الأقصى ولكل تراب فلسطين.

لقد ترسَّخ في أذهاننا وقلوبنا وعقولنا، أنَّ فلسطين داري ودرب انتصاري.. تظلُّ بلادي هوى في فؤادي.. ولحنا أبيا على شفتاي.. وجوهٌ غريبة بأرضي السليبة.. تبيع ثماري وتحتل داري.. وأعرفُ دربي ويرجع شعبي.. إلى بيت جدي إلى دفء مهدي. وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولن نتخلى عن قضيتنا الكبرى، وندعو الله أن ينصرنا على أعدائنا وأعداء الحق والعدل، وسيظل دعمنا مستمرًا لإخواننا في فلسطين وفي غزة العزة والنصر والآباء، قلوبنا معكم وأبصارنا تتلهف بشوق إلى انتصاراتكم.

نعم.. انتصرت غزة وستنتصر بحول الله في كل وقت وحين، ومن روح المقاومة الباسلة سنشهد بحول الله الانتصار الكبير على الصهاينة الغاصبين، وستعود فلسطين حرة أبيه، فما أٌخِذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ومن رمي الحجارة جاءت صواريخ القسام، ومن الصواريخ والطائرات المسيرة المصنوعة من مخلفات الحرب ستنطلق القوة العاتية التي تنتصر للحق وسنرى المستوطنين الجبناء في الملاجئ والتشرد، وسيخرجون من فلسطين صاغرين ومنهزمين، لقد وعدنا المولى- عز وجل- في كتابه العزيز بهذا عندما قال سبحانه "ولينصرن الله من ينصره"، وستكون كلمة الله هي العليا والنصر لعباده المجاهدين في سبيله.

اللهم انصر أهلنا في غزة، وثبت أقدامهم، وانصرهم على الصهاينة الغاصبين، وارحم شهداءهم، اللهم سدد رميهم وأنزل السكينة على قلوبهم، اللهم كن لهم العون والصاحب والسند، اللهم نستودعك أهلنا في غزة المحاصرة، فاحفظهم بعينك التي لا تنام، اللهم احفظ رجالها ونساءها وشبابها وأطفالها، اللهم انصرهم بنصرك وأيدهم بتأييدك، اللهم أرنا في أعدائهم يوما أسود كيوم بدر والأحزاب، اللهم إننا ضعفاء فقونا بقوتك وأذلاء فعزنا بعزك، اللهم آمين.

أيُّها المسلمون الأحرار وحِّدوا الدعاء لأهلنا في غزة، انصروهم بكل أسباب النصر، كونوا لهم الحصن الحصين، ولا تميلوا عليهم كما مال غيركم، أحسنوا الظن فيهم وفي إخلاصهم لأمتهم الإسلامية وقضيتهم العادلة، لا تنظروا إلى المشككين والمنهزمين وأصحاب القلوب المريضة الذين يبثون سم حقدهم على أبناء المقاومة بكلمات تخدش الحياء، ولا يمكن أن تصدر من إنسان مسلم سويّ يخاف الله ويخشاه ويتقيه، وهذا رسالة محبة من عُمان المحبة والسلام والعزة إلى أهلنا في غزة وفي فلسطين، رسالة محبة وتأييد ودعم ومساندة وتعزيز لدورهم الكبير الذي يشرف صدورنا ويرفع رؤوسنا ويعلي قدسية ما يقاتلون من أجله.. ودمتم ودامت عمان بخير.