الطبيعة في سلطنة عُمان تتكلم بكل اللغات

 

 

د. أحمد العمري

لقد حبا الله وبفضل منه سلطنة عُمان كل مميزات الطبيعة، ولله الحمد والمنة؛ ففيها الجبال الشاهقة والأودية الشاسعة والسهول الواسعة والصحراء مترامية الأطراف.. فعندما يقصد السائح أي بلد فإنما يقصده لصفاء سمائه أو لخلجانه أو لبحره أو لسهوله أو لجباله، أو حتى لصحرائه، وعندما نسقط هذا التنوع البيئي بكل مكوناته نجده ينطبق تمامًا على سلطنة عمان دون غيرها تطابقا متكاملَ الأبعاد والزوايا.

بل وهناك من المحافظات التي يتم الانتقال فيها من البحر إلى السهل إلى الجبل، ثم إلى الصحراء، في مسافة لا تتجاوز الـ80 كم أي في مدة أقصاها نصف ساعة. ولكننا بقينا عاجزين عن تسويق هذا للإقليم والعالم، وحصرنا أنفسنا في مهرجانيْن لا ثالث لهما؛ هما: مهرجان مسقط الذي عادة ما يتزامن مع شهري يناير وفبراير، ومهرجان ظفار (صلالة) الذي عادة ما يبدأ من 21/6 إلى 21/9 من كل عام؛ حيث الرذاذ الخفيف الذي يتسبب في فرش البساط الأخضر السندسي على كل المحافظة في وقت تكون فيه بقية دول الإقليم -وربما العالم- في موجة صيف حارة حارقة.

ولكن، لماذا لا نُفكر في تعميم فكرة المهرجانات على مدار العام وفي كل المحافظات؟ أليس فيها من الربح المادي مايكفي؟ ألم تشغل المواطنين بدرجة عالية؟ أليست هي سوق وفرصة لجذب السياح والزائرين؟ أليست فرصة لمن يريد أن يقضي إجازته في أي شهر من العام سواء من داخل السلطنة أو خارجها؟

ثم لننظر في المقومات: ألا توجد عندنا مسندم بجبالها وخلجانها الآسرة؟ أليست عندنا البريمي (أرض الجو) بتميزها وتضاريسها الفريدة؟ أليست عندنا الظاهرة وعبري الواعدة معبر القوافل منذ الزمن العتيد؟ أليست عندنا الباطنة بشمالها وجنوبها ومكوناتها الفريدة التي لا يُضاهيها أي مكان في العالم؟ أليست عندنا الشرقية بشمالها وجنوبها أرض النواخذة والربابنة وشمالها بفيافيه وسحره الأخاذ؟ أليست عندنا الداخلية بثقلها ووزنها التاريخي العريق ومعالمها الضاربة في جذور التاريخ؟ أليست عندنا الوسطى بسيوحها مترامية الأطراف التي تبدأ ولا تنتهي، خاصة بعد إضافة البعد الاقتصادي لها في الدقم؟

ألم يتم دمج البلديات في وزارة الداخلية؛ وذلك للتكامل والتوحد والإنجاز وسرعة اتخاذ القرار؟ فلماذا.. ولماذا؟ ولماذا؟

وعليه، فإنني أرى -ومن وجهة نظر شخصية- أن تُقام المهرجانات التسويقية والتجارية وحتى الترفيهية على مدار العام، ودون توقف؛ فإذا كان مهرجان مسقط شهري يناير وفبراير ومهرجان صلالة 21/6 حتى 21/9، فأرى أن تتوزع بقية شهور العام على بقية المحافظات؛ وذلك لتحقيق الأهداف التالية:

1- تشغيل الشركات الأهلية وشركات رواد الأعمال على مدار العام.

2- تشغيل أكبر عدد من المواطنين في هذه المهرجانات.

3- التسويق الداخلي والخارجي لسلطنة عمان.

4- إبراز الموروثات والفنون والثقافة والعادات والتقاليد والأعراف العمانية داخليًا وخارجيًا.

5- رفد الاقتصاد العماني ودعمه عبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال.

5- تشجيع وتحفيز سياسة المغامرات التي بدأت تنتشر وتنمو بشكل لافت في سلطنة عُمان مع وجود المقومات الطبيعية الداعمة لها.

6- التكامل والتواصل والتنسيق والتعاون بين جميع المحافظات.

على أن يسند هذا الأمر أو هذه المهمات لأيٍّ من التاليين:

* البلديات في كل محافظة.

* وزارة التراث والسياحة.

* إنشاء هيئة اقتصادية ترفيهية مختصة للإشراف على هذه المهرجانات بالتنسيق مع الجهات المذكورة أعلاه.

وهذا لاستدامة هذا العمل الاقتصادي المهم والرافد الداعم لتوجهات الحكومة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- قائد النهضة العمانية المتجددة وربان رؤية 2040.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها...،