خاصية التصديق الإلكتروني

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotma

منذ أن خلق الله تعالى البشر وأوجدهم على هذه الأرض تجدهم ُيطوّعون البيئة ويستفيدون منها ما أمكن لأجل أن تعينهم على شؤون حياتهم، وفي عصرنا الحالي أضحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من الأدوات التي تُعين البشر على قضاء شؤون حياتهم.

في السابق كان الشخص حتى يتقدم بطلب خدمة مُعينة لا بد له من زيارة مقر المؤسسة المقدمة للخدمة، كما لابد له من إثبات هويته عبر إبراز جواز السفر أو البطاقة الشخصية للعُمانيين، ومع تقدم التكنولوجيا ودخول البرمجيات الحديثة التي سمحت بتحول جانب من المعاملات خلال تلك الفترة عبر المواقع الرسمية للمؤسسات كانت تعتمد لأجل السماح للأشخاص بالدخول الإلكتروني لتقديم طلب ورقي مع إرفاق مستنداته الثبوتية لأجل منحه اسم مستخدم وكلمة مرور، ثم تطورنا بدخول جهاز قارئ البطاقات الذكية حيث أتاحت هذه الخاصية وجود وسيلتين للدخول إلى المواقع الإلكترونية الرسمية وهذا التطور كان لا بد منه لدواعي سلامة البيانات.

ومع دخول خاصية التصديق الإلكتروني Public Key( PKI Infrastructure) التي تعتبر إحدى قفزات التطور البرمجي والتي بدورها تسهل على المستخدمين للمواقع الرسمية سواء الحكومية أو المصرفية وتتيح لهم الدخول عبر خيار الهاتف النقال والذي يتوجب على الشخص الحصول على شريحة هاتف ذكية من مزود الخدمة الهاتفية التي يعمل هاتفه النقال بواسطتها ثم يتطلب منه إما بصفة شخصية الدخول إلى موقع المركز الوطني للتصديق الإلكتروني على شبكة الإنترنت أو عبر مراكز خدمات سند لأجل تفعيل الخدمة عبر ربط الهاتف بالبطاقة الشخصية أو بطاقة المقيم، حتى يتمكن الشخص من الاستفادة من هذه الخدمة والتي تعتبر الأكثر أمانًا حتى الآن.

إضافة إلى أن خاصية التصديق الإلكتروني توفر شهادة التوقيع الإلكتروني للمعاملات الرقمية والوثائق في ذات الوقت والتي تماثل في حجتها القانونية التوقيع الخطي بحسب قانون المعاملات الإلكترونية، كما تتيح هذه الخاصية للمستخدم الدخول إلى البوابات والمواقع الإلكترونية الرسمية والتقدم

لطلب الخدمات المتاحة دون الحاجة لزيارة مقر الجهة مقدمة الخدمة حيث بإمكانه اختيار نوع الطلب وإرفاق مستنداته وإكمال متطلبات الحصول على الخدمة والتقديم بشكل آلي ويتم إشعاره من قبل الجهة إما بواسطة البريد الإلكتروني المسجل ضمن بيانات الطلب أو بواسطة رسالة نصية قصيرة SMS أو بكلاهما باستلام طلبه بالإضافة إلى إمكانية تتبع حركة الطلب حتى تتم عملية الإنجاز، وحتى أنه بإمكانه استلام بعض الشهادات بشكل إلكتروني دون الحاجة إلى الذهاب إلى أي مكان، وصحيح أنني تطرقت إلى مسار بعض الخدمات الإلكترونية إلا أن هذا السرد حتى يتخيل القارئ كيف أنه بإمكانه باستخدام هذه الخاصية التقديم إلكترونًيا على أية خدمات متاحة دون وسطاء ودون الحاجة لجهاز قاري للبطاقة الشخصية.

تُعتبر خاصية التصديق الإلكتروني الأكثر أمانا في وقتنا الحالي، إلا أنَّ الوتيرة المتسارعة للتطور التكنولوجي لا يمكن معها للشخص أن يتخيل مدى سرعتها الفائقة؛ فمن جانب يعمل المحتالون على تطوير البرمجيات الخبيثة التي تـُمكّـنهم من اختراق المواقع الرسمية وحسابات الأفراد ومؤسسات القطاع الخاص مستغلين أي ثغرات أمنية إما بقصد الابتزاز أو بقصد سرقة البيانات ثم بيعها لجهات تدفع لهم من المال ما يسيل له اللعاب، ومن جانب آخر تعمل شركات تطوير البرمجيات على ابتكار الأدوات الأمنية لضمان حماية وسلامة البيانات؛ لذلك قد نجد أدوات أكثر تطورا من خاصية التصديق الإلكتروني مستقبلا.

ولأن تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات تعتبر إحدى إيجابيات هذا العصر، فإن الإنسان الذي ابتكرها سيعمل على تطويرها وتطويعها لخدمة مصالحه، وبما يتوافق مع متطلبات أمن وسلامة نقل وتبادل المعلومات.