كُفوا أقلامكم عن سياحتنا

 

 

د. خالد البلوشي

من عجائب هذا الزمان ظهور فئة من الأشخاص امتهنوا نقد كل ذي صلة بقطاع السياحة في هذا الوطن.. إذ ما يلبث أحدهم وينشئ حسابًا بأحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، إلا ويبدأ في بث كل ماهو سلبي يمنة ويسرى.

وفي ليلة وضحاها، يصبح خبيرا في قطاع السياحة، ويتبنى هجوما ممنهجا تجاه أي مسؤول حكومي معني بقطاع السياحة، ناسيًا أن العالم أصبح قرية صغيرة، وتنتشر تلك السلبيات حول العالم كالنار في الهشيم، ويتولى البعض منهم نقد وتشويه كل ماهو جميل، تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير، وكأنه وصيٌّ على مقدرات هذا الوطن.

هناك أجندات منظمة ومرتبة تعمل على خلق جو من النفور تجاه المعالم السياحية بعُمان؛ وعلى سبيل المثال وليس الحصر: ظهرت مؤخرا حملة شعواء على خريف صلالة عملت على تنفير السياح وحثهم على عدم القدوم إلى صلالة بذريعة أنهم مهتمون بهم وإثارة الذعر بينهم.

ومن حين إلى آخر تظهر مقاطع يتم ترويجها على أنها مقاطع نصح وإرشاد، وهي للأسف ذات محتوى لا يصبُّ في صالح هذا الوطن، متناسين أنه وطنهم، وأنها مقدراته التي نحن جميعا ملزمون بحمايتها والحفاظ عليها وترويجها بطريقة صحيحة وراقية.

عُمان غنية بمعالمها السياحية الجميلة الصديقة للبيئة، والتي على مر العصور استطاعت أن تنال استحسان العديد من السياح من كافة أصقاع العالم. وعلينا أن نروج لجماليات وطبيعة عُمان الخلابة المنتشرة في كل أنحائها؛ سواء كانت مواقع بيئية أو جبالا أو شواطئ أو أودية أو رمالها الذهبية، ناهيك عن قلاعنا وحصوننا ذات العمق التاريخي والثقافي، التي حازت على العديد من الجوائز العالمية والإقليمية، والاهتمام من المنظمات الدولية.

وتعمل الحكومة الرشيدة على خطط وإستراتيجيات ذات أهداف قصيرة وبعيدة المدى، متناغمة مع أهداف رؤية "عمان 2040".. لقد مر قطاع السياحة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية نتاج جائحة كورونا بالعديد من الصعاب، وكلنا آمال في أن يتعافى القطاع بتكاتف كافة الجهود، والعمل على خلق أجواء إيجابية، بدلا من الحملات السلبية التى يتبناها البعض تجاه هذا الوطن الجميل. لقد حان الوقت لظهور تشريعات من لدن الجهات المعنية لضمان عدم تشويه كل ماهو جميل بسياحة سلطنة عمان، فترك تلك الممارسات دون حسيب أو رقيب لهو أمر جلل، وجب متابعته ومحاسبة كل من تسول له نفسه أن يشوه هذا القطاع الاقتصادي المهم.

... إنَّ الغيرة على الوطن حق مكتسب لكافة أبنائه، وما ندعو إليه من خلال هذا الطرح ليس تعديًا على حرية الرأي الآخر، بل بدافع النصح والإرشاد ليس إلا. ووزارة التراث السياحة لا تألو جهدا في العمل على تطوير القطاع من خلال خطط تنموية مستدامة وأهداف ستتحقق وسترى النور قريبًا بإذن الله.

وهناك العديد من الشركاء الإستراتيجيين الذين يعملون جنبا إلى جنب لتتبوأ عُمان مكانة عالمية على خريطة السياحة العالمية.

عمان أمانة، فلنُحافظ عليها، وكُفُّوا أقلامكم عن تشويه كل ماهو جميل بسياحة عمان.