مصيرة.. بين حلم التطوير وسندان النسيان

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي *

هي جزيرة خلابة، حباها الله بموقع متميز ومتفرد بتضاريس ومقومات سياحية رائعة الجمال، وبيئة بحرية غنية بالأسماك والأشجار البحرية، ذات شهرة عالمية نادرة، وأجواء معتدلة طوال العام.

هي واحدة من أكبر وأشهر الجزر العمانية المشرفة على بحر العرب، والتي ترتع على ضفافه وتمتاز بمواقع خلابة تجذب السائحين والزائرين بطول ساحلها الممتد لمسافة أكثر من 140 كيلومترا دوراناً حول الجزيرة.

هذه الجزيرة التي نالت وحظيت بعدد من المشاريع التنموية التي تحققت خلال سنوات النهضة، لا تزال تنتظر المزيد من المشاريع التنموية التي ستنقلها من جزيرة متواضعة الإمكانيات إلى جزيرة عالمية تجذب السائحين من بقاع الأرض، وكذلك للتخفيف من معاناة سكان الولاية والزائرين لها في صعوبة التنقل من وإلى الولاية، مع توافر وسائل النقل البحرية، والتي تتوقف لبعض الظروف ولازدحامها وغلاء أسعارها لعامة الزوار، كما يشكل نقل المواد والبضائع بحراً عبئًا آخر على السكان وجهود تنمية الولاية؛ من خلال ارتفاع تكلفة البناء والمواد التموينية ومختلف البضائع التي تصل إلى مصيرة .

كل ذلك خلق بطئًا في تنمية الولاية وعدم بروز مشاريع سياحية وعمرانية كبيرة، وانتقال بعض أبنائها للسكن في العواصم كمحافظة مسقط وبعض الولايات القريبة.

إنَّ حلول تطوير جزيرة مصيرة ذات المقومات السياحية الجذابة سوف يجعلها مقصدا للسياحة الداخلية والخارجية، وسيخفف عن أهلها والزائرين تلك المعاناة اليومية في التنقل من وإلى الجزيرة، وستنشط الحركة العمرانية والتنموية والمشاريع لتكون رافدا كبيرا للاقتصاد؛ من خلال إنماء الجزيرة في مختلف المجالات، ولعل من أبرز المشاريع التنموية التي تحتاجها الولاية:

1- إنشاء جسر يربط الجزيرة ببر شنه بولاية محوت.

2- إنشاء مطار يربط الجزيرة بمطار مسقط، مستقبلا مع دول العالم، وهذا معمول به في معظم الجزر في العالم لدعم السياحة وسهولة التنقل.

3- إقامة مشاريع سياحية تنموية في الولاية كالحدائق والمتنزهات والمماشي الشاطئية.

4- استثمار القطاع الخاص في إقامة الفنادق والمنتجعات العالمية والحدائق المائية.

5- رصف الطرق الحديثة مع عمل مواقف سياحية حول الجزيرة وعمل لافتات تعريفية للاأماكن السياحية التي تحويها الجزيرة.

6- إنشاء نوادٍ لليخوت والقوارب السياحية .

إن وجود مثل هذه المشاريع العملاقة الكبيرة في ولاية مصيرة سوف يُسهم من تطويرها، وسيجعل منها مقصدا لكل الزوار من دول العالم؛ حيث ستكون عوائد هذه المشاريع كبيرة جدَّا على المواطن والمستثمر والوطن، وسيحقق لأبناء ولاية مصيرة الاستقرار بوجود جسر بري يربط بين الولاية ومنطقة شنه؛ حيث تعتبر تقنية إنشاء الجسور هذه الأيام سهلة ومنتشرة في معظم دول العالم، خاصة دول شرق آسيا للاستفادة من تجاربهم وتقنياتهم الحديثة في إنشاء الجسور.

حيث سيُسهم الجسر في تحويل الجزيرة -بإذن الله تعالى- إلى مركز سياحي كبير في سلطنة عمان .

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأنعم عليها بالخير واليسر؛ فالأوطان لا تبنى إلا بالتخطيط السليم في وطن يزخر بمقومات عظيمة الشأن.

* إعلامي - عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية