نحو خريفٍ آمن

أحمد بن خلفان الزعابي

رغم أنَّ أجواء عموم محافظات سلطنة عُمان خلال هذه الفترة مُختلفة من حيث توالي المنخفضات وتساقط الأمطار وتدني درجات الحرارة، وذلك على غير العادة، إلا أنَّ موسم الخريف بمحافظة ظفار يبقى علامة استثنائية فارقة على خارطة السياحة الداخلية.

ولأنَّ الله تبارك وتعالى يدعو عباده لحفظ النفس؛ حيث قال: "َولا ُتلْقُوا ِبأَيْدِيكُم ِإَلى الَّتهلُكَةِ" (البقرة:195)؛ إذ يتوجَّب على العباد إطاعة ربهم فيما أمرهم بتوخِّي الحيطة والحذر للمحافظة على سلامتهم من أية مخاطر تُحدّقُ بهم ومنها مخاطر الطريق والمرتفعات وعدم التهور والمجازفة سواء أثناء السياقة أو خلال التنزه والتجوال. ولأن الكثير من الأسر تُـفضل السفـر إلى محافظة ظفار برًا للاستمتاع بأجواء الخريف الساحرة لما له من مميزات عديدة، فهذا يتطلب من رب الأسرة الاستعداد الجيد من حيث تخصيص موازنة للرحلة والقيام بإجراء صيانة دورية للمركبة، والتأكد من صلاحية الإطارات والسيور والزيوت والفرامل وماسحات الزجاج والمصابيح، ثم يتوجب على رب الأسرة مُشاركة أفراد أسرته إعداد خطة للرحلة، وتكون مدونة؛ بحيث تتضمن تدوين أسماء وعدد أفراد الأسرة المسافرين ونقطة ووقت التحرك ونقاط التوقف على طول الطريق للتزود بالوقود والطعام وأداء الصلاة، والتي لن يُفلح المؤمن إن فوَّت على نفسه أداء الفرائض.

ومن الضروري جداً تكليف أحد أفراد الأسرة بتولِّي مهمة التأكد من تواجد الجميع قبل الانطلاقُ من أي محطة حتى لا يتم نسيان أحد، كما يتوجب على السائق ضرورة أن يكون خلال اليومين السابقين للرحلة قد أخذ كفايته من النوم حتى يتغلب على حالات النعاس أثناء السياقة، ومن الضروري جدا إن شعر السائق بالنعاس التوقف لبعض الوقت بعيدا عن الطريق وفي مكان آمن والخروج من المركبة وأداء بعض التمارين الخفيفة حتى يُجدد نشاطه ويعود لمواصلة المسير، كما لابد له من أخذ وجبات خفيفة.

وحتى يكون السفر ممتعًا يُفضل تنزيل أي من المواد الصوتية المفضلة لدى العائلة كالمصحف المرتل أو القصص المسموعة أو الأناشيد أو حتى الكتب الصوتية وتحميلها على فلاش ميموري وبعضها متوفرة في الأسواقُ على أقراص مرنة؛ وذلك حتى تتحقق الاستفادة من وقت الرحلة وحتى لا يشعر الجميع بالملل ويبقى جو الركاب داخل مقصورة المركبة مليئًا بالمتعة واليقظة طوال محطات الطريق، كما يتوجب توفير وسائل ترفيه في المركبة كالشاشات الخلفية للركاب أو بعض المجلات أو القصص القصيرة أو كراسات وأدوات الرسم وجميعها متاحة وفي متناول اليد. ومن الضروري جدًا التزام السائق بالسرعات القانونية للطرقات وعدم التهور والمجازفة وعدم القيام بأية مناورة خطرة وعدم الانشغال بغير الطريق فبين لحظةٍ وأخرى قد تتغيَّر حياة إنسان، ولأن الله تعالى أمرنا بحفظ النفس فلابد للسائق من الالتزام بأنظمة السير. هذا إضافة إلى انتشار دوريات المرور ووجود نقاط خاصة بشرطة عمان السلطانية جميعها لضمان سلامة مرتادي الطريق وتقديم المساعدة إن لزم الأمر، كما تلعب أجهزة ضبط السرعة دورا مهما في ضبط المتهورين، والذين يتجاوزن السرعات القانونية ويشكلون خطرًا على مستخدمي الطريق.

تُساعدنا خطة الرحلة المكتوبة على تفادي المجهول والمفاجآت غير المتوقعة؛ حيث يجب أن تتضمن الخطة أماكن الإقامة المقترحة والتي يتطلب حجزها مسبقا لضمان راحة الأسرة، ولابد أن تتضمن الخطة برنامج الزيارات اليومي؛ وذلك لضمان زيارة أغلب الأماكن السياحية خلال فترة وجود الأسرة بمحافظة ظفار، ولابد للجميع ضرورة توخي الحيطة والحذر عند زيارة الشواطئ وعدم السباحة نهائيًّا؛ لأن البحر يكون هائجًا، كما يتوجَّب عدم المجازفة أثناء السير على المنحدرات أو أثناء زيارة العيون والشلالات والانتباه أثناء السياقة على الطرقُ الزلقة مع ترك مسافة أمان كافية خلال السياقة في الأجواء الضبابية؛ وذلك لأن مستوى الرؤية يكون متدنيا.

وحتى تظل تلك اللحظات الجميلة من أيام الرحلة الرائعة التي استمتع الزائر بها بين أرجاء الطبيعة الغناء راسخة في الأذهان، فلابد أن تكون قد مرت بسلام وأمان من لحظة الخروج من المنزل وحتى وقت العودة... ودمتم سالمين.