طقس استثنائي ومُروج خضراء تمتد في الأفق

خريف صلالة.. قبلة الباحثين عن السعادة في أحضان الطبيعة الساحرة

...
...
...
...

 

الرؤية - سارة العبرية

يُمثِّل موسم الخريف في محافظة ظفار أحد أشهر المواسم الاستثنائية حول العالم، وليس في منطقة الخليج وحسب، بفضل ما يتميَّز به من طقس استثنائي وأجواء ماطرة ومروج خضراء تمتد في الأفق.

فبطقس عليل وطبيعة خضراء ساحرة، وانسياب للمياه في مناطق العيون والأودية، وتساقط الرذاذ وانتشار الضباب الكثيف فوق الجبال، تقدِّم صلالة لوحة بانورامية تأسر الألباب. وتجتذب ظفار خلال موسم الخريف الكثير من الزائرين من دول مجلس التعاون وكذلك من الدول العربية والأوروبية والأمريكتين؛ للاستمتاع بقضاء الأوقات بين السهول والمروج الخضراء.

وتأثرت ظفار مؤخراً بظاهرة عُرفت باسم "المونسون" التي سببتها رياح المونسون، وهي رياح موسمية أُخِذ اسمها من أصل كلمة عربية وهي "موسم" وسميت باللاتينية "مونسون".

ويبدأ موسم الخريف فلكياً بتاريخ 21 يونيو، ويستمر حتى نهاية سبتمبر؛ بسبب تواصل تساقط الرذاذ المستمر والمصحوب بهطول أمطار خفيفة وتدني الرؤية التي قد تصل إلى أقل من 1000 متر في المناطق الساحلية، وانعدام الرؤية الأفقية في المناطق الجبلية؛ حيث تلامس السحب قاعدتها في الجبال وتصل إلى ارتفاع 200 قدم من سطح الأرض، وتزداد كمية الهطول في المناطق الجبلية المواجهة لاتجاه الرياح عنها في المناطق السهلية، مع زيادة سرعة الرياح الجنوبية في المناطق الجبلية والمناطق الصحراوية مثل ولاية ثمريت والتي تصل فيها سرعة الرياح إلى 35 عقدة خاصة أثناء الليل.

 

خطط الجذب السياحي

وتبذل لجنة التطوير السياحي في محافظة ظفار جهدًا عاليا لتطوير مقومات الجذب السياحي في المحافظة، حيث تحرص وزارة التراث والسياحة على الترويج لموسم الخريف بشكل واعدٍ؛ وفي هذا العام قامت بتشكيل فريق لتوفير الخدمات اللازمة لمستخدمي طريق أدم-ثمريت بالتنسيق مع بلدية ظفار ومحافظتي الداخلية والوسطى والجهات المعنية، وكذلك الانتهاء من الأعمال الإنشائية لتطوير بعض المواقع السياحية الطبيعية التي شمل مشروع: إطلالة حمرير وعين جرزيز وحدائق أتين وشاطى المغسيل.

وتأتي هذه الأعمال الإنشائية بهدف تطوير المواقع الطبيعية في محافظة ظفار، والحفاظ على رمز المكان وشكلها التاريخي، وخلق أفضل الظروف الاجتماعية الممكنة للسياح والمواطنين على حد سواء.

وقال سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة: إن أهمية التعاون المشترك بين الجهات ذات العلاقة من أجل ضمان إقامة المناشط وتقديم الخدمات اللازمة للسيّاح والزوار.

من جانبه، قال سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار: إن الاتفاقية الموقعة مع مجموعة "عمران" تهدف لتطوير المواقع السياحية على أن تؤول جميع المواقع بعد تطويرها إلى بلدية ظفار لتقوم بتشغيلها وطرحها للراغبين في الاستفادة من خلال الإيجار وعقود الانتفاع، من أجل توفير فرص استثمارية جديدة لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة". مضيفاً أن الاتفاقية تضمنت 6 مواقع سياحية في محافظة ظفار، ويتم تنفيذها على مراحل متتالية.

 

جهود شرطية واسعة

إلى ذلك، تبذل شرطة عُمان السلطانية جهودًا حثيثة من أجل سلامة المسافرين خلال موسم الخريف؛ حيث نشرت نقاطًا ودوريات على طول الطريق المؤدي إلى محافظة ظفار، كما تقوم الإدارة العامة لطيران الشرطة بعمليات الإسناد وتقديم خدمة الإسعاف الطائر في الحالات الطارئة خاصة عند وقوع حوادث مرورية تستدعي نقل المصابين بصورة عاجلة، بهدف تقديم المساعدة لكل من يطلبها خلال موسم خريف ظفار.

وتسعى شرطة عُمان إلى تقديم العون والمساعدة لكل زائر وسائح أينما حل وارتحل، لاسيما فيما يتعلق بكيفية تجنب المخاطر التي قد تعيق الرحلة والسفر إلى محافظة ظفار.

وتشمل محافظة ظفار مواقع أثرية وتاريخية مدرجة ضمن قائمة التراث السياحي ومعالم حضارية وثقافية منها: منتزه البليد الأثري ومتحف أرض اللبان، والحصون التاريخية بولايات رخيوت وطاقة ومرباط وسدح، إضافة إلى مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة.

وأسهم مطار صلالة في زيادة الحركة السياحية عبر فتح خطوط طيران محلية ودولية خلال فترة موسم الخريف، وأيضاً ميناء صلالة الذي يمثل أحد بوابات سلطنة عُمان البحرية، كما شهد قطاع الإيواء في محافظة ظفار تطوراً في زيادة عدد المنتجعات السياحية والفنادق والمراكز التجارية والمرافق الترفيهية.

وذكر المركز الوطني للإحصاء والمعلومات آخر إحصائيات عدد الزوار خلال الأسبوع الماضي؛ حيث بلغ عددهم 766 ألفاً و722 زائراً، وذلك بعد توقف حظر التجوال لمدة عامين بسبب جائحة كوفيد 19.

ويوجد تطبيق "إم.سي موتورز" خاص لشاب عُماني وبإدارة عمانية، للمسافرين من نزوى إلى صلالة؛ حيث يوفر كل الخدمات من محطات بنزين وتصليح إطارات وصرف وغيرها.

تعليق عبر الفيس بوك