بوتين: أوكرانيا لم تنفذ اتفاق السلام الأولي

موسكو - رويترز

 قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء إن موسكو لا ترى أي رغبة من جانب أوكرانيا للوفاء بشروط ما وصفه باتفاق سلام أولي أُبرم في مارس آذار.

وأضاف للصحفيين في تصريحات تلفزيونية بعد زيارة لإيران أن السعودية والإمارات تعرضان الوساطة بين روسيا وأوكرانيا التي غزتها القوات الروسية في أواخر فبراير .

ولم يصدر بعد رد من الحكومة الأوكرانية على تصريحات بوتين.

وردا على سؤال بشأن اجتماع محتمل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال بوتين إن كييف لم تلتزم ببنود اتفاق السلام الأولي الذي قال إنه "أُنجز عمليا" في مارس، دون الخوض في تفاصيل.

وأضاف "النتيجة النهائية بالطبع ... تعتمد على استعداد الأطراف المتعاقدة لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها. اليوم نرى أن السلطات في كييف ليس لديها مثل هذه الرغبة".

وجرت مفاوضات في مارس آذار قدم خلالها كلا الجانبين مقترحات ولكن دون تحقيق انفراجة. في ذلك الوقت، قال زيلينسكي إنه لا يمكن الوثوق إلا بنتيجة ملموسة من المحادثات.

والتقى بوتين بالزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في طهران أمس الثلاثاء، مما عزز العلاقات بين البلدين الخاضعين لعقوبات غربية.

وخلال زيارته لإيران، التقى بوتين أيضا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة صفقة من شأنها استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود، والتي تحاصرها روسيا حاليا.

وقال بوتين، الذي ظهر في تلفزيون روسيا الرسمي وهو يجيب على أسئلة وسائل الإعلام في نهاية زيارته لإيران، إن موسكو مستعدة لتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، لكنها تريد أيضا إزالة القيود المتبقية على صادرات الحبوب الروسية.

وكان بوتين قد قال أمس الثلاثاء إن جميع القضايا المتعلقة بشحنات الحبوب لم تُحل بعد، "لكن حقيقة وجود تحركات أمر جيد بالفعل".

وكان هذا أول لقاء شخصي بين بوتين وأحد زعماء حلف شمال الأطلسي منذ غزو القوات الروسية، ووجه رسالة للغرب بشأن الخطط الروسية لإقامة علاقات استراتيجية أوثق مع إيران والصين والهند للمساعدة في تعويض العقوبات الغربية المفروضة على الغزو.

* معزولة

وتعليقا على زيارة بوتين لإيران، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إنها تظهر مدى عزلة روسيا.

وأضاف كيربي أن الولايات المتحدة تستعد للكشف عن صفقة أسلحة أخرى لأوكرانيا. واتهم روسيا، مستشهدا بتقارير للمخابرات الأمريكية، بتمهيد الطريق لضم أراض أوكرانية.

وقال الكرملين إنه لا يوجد إطار زمني للصراع الذي يسميه "عملية عسكرية خاصة" لضمان أمنه. وتندد أوكرانيا والغرب بالعملية ويعدانها حربا عدوانية غير مبررة.

وقال أندريه يرماك مدير مكتب زيلينسكي في مقابلة مع مجلة نُشرت أمس الثلاثاء إن روسيا تحاول "جر" أوكرانيا إلى صراع طويل الأمد حتى الشتاء.

وأضاف قال يرماك "من المهم للغاية بالنسبة لنا ألا ندخل الشتاء (قبل حسم الصراع)، إذ سيكون لدى الروس المزيد من الوقت لتوطيد مواقعهم مما سيجعل الأمر بالتأكيد أكثر صعوبة" لأي هجوم مضاد أوكراني.

ومر أكثر من أسبوعين على آخر مكسب كبير حققته روسيا- إذ استولت على مدينة ليسيتشانسك بشرق أوكرانيا. لكن في نمط بات مألوفا الآن، ضربت الصواريخ الروسية أهدافا عبر أوكرانيا أمس الثلاثاء.

وقالت هيئة الأركان العامة "في اتجاه باخموت، يقوم المحتلون بعمليات قتالية بهدف تهيئة الظروف لشن هجوم على مدينة باخموت والاستيلاء على أراضي محطة فوجليجيرسك لتوليد الكهرباء".

واضافت "هناك نقص في الذخيرة والغذاء والماء في وحدات العدو"، دون الخوض في التفاصيل.

ولم يتسن لرويترز التحقق بعد من الروايات الأوكرانية.

وقالت السلطات الأوكرانية إن شخصا واحدا على الأقل قتل في هجوم صاروخي روسي على وسط مدينة كراماتورسك بشرق البلاد.

وقالت فالنتينا (70 عاما) وهي من السكان المحليين وأصيب زوج ابنتها مكسيم بجروح خطيرة في الهجوم "شعرت بانفجار قوي حقا وفهمت أنه كان في مكان ما هنا".

وأضافت "اتصلت بابنتي وقالت إن مكسيم لا يرد على الهاتف. لا بد أنه أصيب حينها".

وفي لقطات مصورة من مكان الحادث، ظهرت بركة كبيرة من الدماء بين أوراق الشجر المتساقطة.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية في منشور على فيسبوك إنها أسقطت طائرة مقاتلة روسية بصاروخ فوق نوفا كاخوفكا شرقي مدينة خيرسون التي تحتلها القوات الروسية.

في غضون ذلك، قالت المخابرات العسكرية البريطانية اليوم الأربعاء إن الهجوم الروسي في منطقة دونباس بأوكرانيا يواصل تحقيق مكاسب طفيفة.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية على تويتر إن جسر أنتونوفسكي فوق نهر دنيبر الذي ضربته القوات الأوكرانية لا يزال بالإمكان استخدامه على الأرجح.

* صادرات الغاز

ومع استمرار الحرب، ازدادت المخاوف من أن توقف روسيا إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا.

وردا على ذلك، يدرس الاتحاد الأوروبي أن يخفض أعضاؤه طوعا استخدام الغاز الطبيعي بواقع 15 في المئة اعتبارا من الشهر المقبل، وفقا لما أوردته بلومبرج أمس الثلاثاء نقلاً عن دبلوماسيين في التكتل.

ومن المتوقع أن تنشر بروكسل خططا اليوم الأربعاء بشأن كيفية قيام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة بتقليل استخدام الغاز. ولم يُحدد الرقم الدقيق لهدف الخفض في مسودة وثيقة للخطة اطلعت عليها رويترز.

وقال بوتين إن عملاق الطاقة جازبروم الذي يسيطر عليه الكرملين مستعد للوفاء بالتزاماته بشأن صادرات الغاز، وليس مسؤولا عن خفض سعة نقل الغاز بسبب أمور منها إغلاق كييف أحد الطرق عبر أوكرانيا إلى أوروبا.

تعليق عبر الفيس بوك