نفذته "التعليم العالي" بالتعاون وزارة التربية والتعليم وأكاديمية العلوم في نيويورك

مشاريع عُمانية تقنية واعدة في "تحدي البيوت الذكية".. والطلاب: بالشغف سنرفع اسم عُمان عاليا

الرؤية - سعاد بنت سرور البلوشية

يؤكد الطلاب الفائزون في برنامج أكاديمية العلوم الدفعة الأولى "تحدي البيوت الذكية" أن مشاركتهم في هذا البرنامج ساهمت في تنمية مهاراتهم المختلفة خصوصًا في طرق البحث العلمي، معتبرين أنها مكنتهم من التواصل مع الآخرين واكتساب مهارات العمل الجماعي.

ونفذت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار هذا البرنامج بالتعاون وزارة التربية والتعليم وأكاديمية العلوم في نيويورك، بهدف الاهتمام بالجيل الحالي من النشء والشباب، وتمكينهم وتزويدهم بكافة مهارات المستقبل، التي تساعدهم على البحث العلمي والتطوير في توظيف تقنيات الثورة الصناعية والاتصالات المتقدمة، لمواجهة التحديات في المجتمعات.

الملاجئ الذكية

وتوضح الزهراء بنت سليمان النبهانية من مدرسة الشعثاء بنت جابر للتعليم الأساسي، والتي فاز فريقها بالمركز الأول في مشروع" حياتنا أكثر أمانا مع المأوى الذكي"، أن الفريق اختار أن يكون مشروعهم حول الملاجئ الذكية، وأنهم عملوا على مدار شهرين لتصميم ملجأ ذكي وآمن يحمي السكان في حال حدوث أي كوارث طبيعية، مضيفة أنهم ركزوا على أن تكون التطبيقات الموجودة في الملجأ ملائمة للمناطق القريبة من المسطحات المائية، وذلك لأن سلطنة عُمان تتعرض للأعاصير والمنخفضات الجوية.

وتشير إلى أن الفريق اعتمد على 5 مجالات رئيسية وهي الطاقة، حيث تم توفيرها من الطاقة الشمسية وطاقة المد والجزر، والمجال الثاني هو المياه، حيث تم تصميم نظام الصنابير الذكية ونظام تصريف المياه واستخدام منقي المياه بتقنية النانو، أما المجال الثالث فهو الغذاء حيث يتم توفيره من خلال مزرعة ذاتية خاصة بالملجأ تعمل بأنظمة ذكية، وكانت الصحة هي المجال الرابع وفيه تم الاستعانة بتطبيق "ادا" الذكي الذي يعمل على تشخيص المرضى عن بعد، والمجال الخامس هو الأمن حيث حرص الطلاب على أن يكون للملجأ نظام أمن وتواصل مع الملاجئ الأخرى والجهات الحكومية.

اكتساب مهارات

ويرى طاهر بن يحيى الرقيشي من مدرسة مرتفعات إزكي للتعليم الأساسي، ضمن الفريق الفائز بالمركز الأول في مشروع "حياتنا أكثر أمانا مع المأوى الذكي"، أن هذه التجربة أكسبتهم الكثير من المهارات خاصة في طرق البحث العلمي، وكانت فرصة لمن لديه اهتمام بمجالات STEM ليطور من قدراته ويوسع من معارفه، موضحًا أنهم قرروا تصميم مشروع عن ملجأ ذكي يقلل من الخسائر في أوقات الكوارث الطبيعية خاصة وأن سلطنة عمان تتعرض للكثير من الأعاصير.

وتنصح طاهرة بنت يحيى الرقيشي من مدرسة أم الخير للتعليم الأساسي بولاية إزكي، وهي أيضاً ضمن الفريق الفائز بالمركز الأول في مشروع "حياتنا أكثر أمانا" مع المأوى الذكي، المهتمين بالعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، بالانضمام إلى الأكاديمية، موضحة أن مشروعهم اعتمد على استخدام تقنيات IOT أو إنترنت الأشياء، حيث ساهمت هذه التقنيات في زيادة كفاءة الملجأ لتوفير الاحتياجات الأساسية للاجئين، مثل الماء والطعام والأمان والرعاية الصحية، وأن المشروع موجه للسكان في المدن القريبة من البحر والذين يتعرضون لخطر الفيضانات والأعاصير بصورة خاصة.

"إنترنت الأشياء" هو المستقبل

وتؤكد صنعا بنت خالد البلوشية من مدرسة فاطمة بنت أسد للتعليم الأساسي، ضمن الفريق الفائز بالمركز الثاني في مشروع "دعونا نجعل حياتنا ذكية"، أن إنترنت الأشياء هو المستقبل، وأن مشروعهم عبارة عن "إنشاء منازل ذكية لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن"، لمُساعدتهم على عيش حياة صحية وآمنة ومريحة.

وتضيف: "معظم الأجهزة المنزلية العادية قد لا تتناسب مع احتياجات هذه الفئات، والفرضية أن تقدم الشركات خدمة إنترنت أكبر لكل الأشخاص من ذوي الاحتياجات المختلفة، حتى يتمكنوا من التحول إلى التقنية المتقدمة والأجهزة الذكية في منازلهم، بدلاً من الاعتماد على الأجهزة العادية وغير الرسمية، والتي نعتقد أنها يمكن أن تُحدث تغييرًا كبيرًا في طريقة معيشتهم، بما في ذلك صحتهم العقلية والبدنية".

وتشير إلى أنَّ المشروع هو: "منزل مكون من غرفتي نوم صغيرتين وحمامين ومطبخ واحد وغرفة معيشة واحدة، وفناء خلفي ومرآب للمنزل الذكي، وبحيث يحتوي المنزل الذكي بالكامل على نظام إضاءة وتبريد ذكي، ومقابس ذكية، وأقفال أبواب ذكية في كل غرفة، وسيتم توصيل كل هؤلاء الأربعة بتطبيق في الهاتف الذكي للمستخدم".

وتؤكد البلوشية أن هذا المشروع أضاف لهم الكثير من المعلومات حول التقنية والعلوم والهندسة، وأنهم فخورون بهذا الإنجاز العلمي ومتفائلون بأن المستقبل سيكون أفضل، وأنهم سوف يشاركون في ملتقيات إقليمية ودولية لرفع اسم السلطنة في جميع المحافل.

تنمية مهارات التواصل والاستماع

وتشير رزان بنت علي الرواحية من مدرسة حفصة بنت عمر للتعليم الأساسي، ضمن الفريق الفائز بالمركز الثاني في مشروع "دعونا نجعل حياتنا ذكية"، إلى أنَّ أكاديمية نيويورك للعلوم تعمل على تعزيز الحلول القائمة على العلم لمواجهة التحديات العالمية، وتطرح عدة تخصصات منها الذكاء الاصطناعي.

وتضيف أن مشروعهم يخدم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يسهل عليهم العيش في منازلهم باستخدام التقنيات المتقدمة، وتوظيف الأنظمة المساعدة مثل نظام (Alexa) وهو نظام تحكم عن بعد.

وتعبر ليا بنت موسى المفرجية طالبة بمدرسة مرفع دارس بولاية نزوى، من الفريق الفائز بالمركز الثاني، عن سعادتها بالمشاركة في هذا البرنامج وخوض التجربة التي أضافت لها الكثير من مهارات البحث العلمي والعمل الجماعي. ويتحدث ناصر بن سالم الراشدي عضو الفريق الفائز بالمركز الثاني والطالب بمدرسة عبدالله بن رواحه بولاية سمائل عن الهدف من انضمامه للأكاديمية، وحرصه على خوض التحديات والتجارب مع فريقه، مضيفا: أنا فخور بنفسي وبأعضاء الفريق لتعاملنا مع التحدي بشكل إيجابي وسلس من البداية إلى النهاية، فالعمل مع الفريق شجعني لبذل كل الجهد".

ويقول خالد بن وليد الكلباني من مدرسة سعد بن عبادة في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، وعضو الفريق الفائز بالمركز الثاني: "كانت المشاركة في برنامج أكاديمية العلوم تجربة رائعة ولا تنسى، فقد تعرفت على أشخاص من جميع أنحاء السلطنة، وأشخاص من دول وشعوب وثقافات مختلفة، وقد علمني هذا البرنامج العديد من المهارات منها مهارات العمل مع فريق والقراءة وطريقة كتابة الأبحاث العلمية بشكل صحيح". أما فاطمة بنت نبيل العبرية من مدرسة ذي قار للتعليم الأساسي بولاية شناص في محافظة شمال الباطنة، عضوة الفريق الفائز بالمركز الثاني، فترى أنَّ هذه التجربة أتاحت لها تسخير موهبتها لتحقيق أهداف الفريق  وتحسين القدرة على مشاركة الأفكار مع أعضاء الفريق، ومحاولة تحويلها إلى واقع ملموس يمكن الاستفادة منه"

وتوضح مريم بنت وليد الهاشمية من مدرسة العروة للتعليم الأساسي بولاية الرستاق في محافظة جنوب الباطنة، ضمن الفريق الفائز بالمركز الثاني، أن مشروعهم يوفر الخدمات المختلفة للسكان كالأمان والصحة والراحة، مضيفة: "لقد قمنا بأخذ نموذج أو مخطط لبيت كمثال واستخدمنا مستشعرات لاسلكية بأنواع مختلفة، كمستشعر الحرارة والحركة وغيرها، وبحيث إن كل مستشعر متصل بـ reciver وكلها تكون متصلة بمتحكم يتحكم بكل المستشعرات في المنزل، ووفرنا أيضا خدمات مثل alexa للتواصل مع صاحب المنزل، وغير ذلك فهو يقوم بمتابعة حياة الشخص، كمثال هل يأخذ النوم الكافي، ونوع الطعام الذي يأكله، ويوفر له النصائح بناء على عمر الشخص".

بدورها، تقول رناد بنت علي الشكيلي من مدرسة الرستاق للتعليم الأساسي بولاية الرستاق، إنها استطاعت تنمية مهاراتها في الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية.

التحدي العالمي في قطاع الصحة

وعلى مستوى التحديات العالمية، حقق فريق الطالبة إسراء بنت زهران النبهانية من مدرسة مرفع دارس للتعليم الأساسي بولاية نزوى، الفوز بالمركز الأول في مشروع "مكافحة تضليل المعلومات في قطاع الصحة العامة"، وهو مشروع لمكافحة انتشار المعلومات المضللة التي تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في نشرها.

وتوضح النبهانية: "قمت بالمشاركة في هذا المشروع مع 5 أعضاء من "لبنان، الأردن، أمريكا"، وكان لدينا مرشدة لتساعدنا لإنجاز المشروع على أكمل وجه، وتوصلنا إلى طريقة لإرسال رسائل رقمية تحتوي على معلومات موثوقة حول القضايا التي تشكل جزءًا من قطاع الصحة العامة، فسيقرأ الطلاب عن الأخبار وينقرون على الروابط، وكانت هذه الفكرة بداية لحل مشكلة تضليل المعلومات، وكان حل هذه المشكلة هو(Texlic)، وهي طريقة لإرسال رسائل رقمية تحتوي على معلومات موثوقة، حول قطاع الصحة العامة للطلاب الذين يسجلون بأرقام هواتفهم أو رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم، ووجدنا أن كل طالب قدم ملاحظات إيجابية، في نهاية هذا العمل قمنا بإعداد عرض بوربوينت، يتضمن جميع الخطوات ليشرح الفكرة العامة للمشروع والمشكلة، وطريقة حلها وأيضاً ملخصا تنفيذيا يلخص ما قمنا به".

تعليق عبر الفيس بوك