بين أفراح النجاح وفواجع المطر

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

 

(1)

لم يمر عيد الأضحى المبارك مرورًا عابرًا، كانت الحوادث بمختلف أنواعها سيدة المناسبة، وبدلًا من أن يكون العيد فرحة وفُرجة لدى البعض، تحوَّل عندهم إلى مآسٍ وحوادث وفواجع، وتسارعت الأحداث المختلفة بشكل غريب، بين حوادث غرق، وحوادث مرور، وحوادث سقوط من شاهق، وكأننا في مشهد سينمائي دراماتيكي غير اعتيادي.. بطولة: الفقيدون أنفسهم، وتأليف: التهور، وإخراج: الطبيعة وجنون التصوير.

(2)

يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة بحق أولئك الذين يجازفون بحياتهم وحياة أسرهم بخوضهم المجنون في الأودية الجارفة، أو أولئك الذين لا يتقيدون باشتراطات السلامة في الأماكن الخطرة، سواء في البر أو البحر، لأن تهور بعض الناس -عن قصد- يعرّض حياة أبرياء آخرين للخطر، ولأن التهاون والتساهل مع مثل هؤلاء "المتهورين" يشجعهم على العودة لمثل هذه الأعمال المنافية للعقل والمنطق.

أعتقد أنه حان الوقت لفتح أقسام خاصة للحالات النفسية لعلاج هؤلاء "المجانين".

 

(3)

اليوم.. تُعلن وزارة التربية والتعليم نتائج الدبلوم العام، كان مثل هذا اليوم -ذات يوم- أمرًا غير اعتيادي، كان الجميع -آنذاك- يشعر بالتوتر والقلق، ورغم ذلك كان لكل طالب ناجح قسمته من كعكعة التعليم، ونتيجته التي يكاد يحددها بنفسه لمستقبله، فإما أن: يواصل تعليمه الجامعي في داخل البلاد، وإما أن يحصل على بعثة خارجية، وإما أن يلتحق بجهاز مدني أو عسكري كموظف، كان الجميع تقريبا يضمن وظيفته، ويرسم مستقبله. طبعا هذا الكلام كان قبل حوالي عشرين عامًا أو تزيد. أما الآن، فلا بد للطالب أن يكون ذا حظ عظيم لكي يحصل على مقعد جامعي لتكملة دراسته، وأن يكون ذا حظ أعظم كي يحصل على وظيفة بعدها.. خاصة مع رواتب بدائية، وعقود عمل لا إغراء فيها، وتصريحات لا تشجع أبدا على رؤية المستقبل بشكل إيجابي لدى الطلبة.

 

(4)

رغم كل شيء، يبقى العلم في حد ذاته هو المحدد لمستقبل الدول، هو وحده الذي يمكن أن ينقذ العالم من الجهل والتخلف، وهو وحده القادر على بناء الأوطان، والقادر على تخريج ورفد البلاد بمسؤولين يشعرون بمن حولهم، ويستفيدون من أخطاء المراحل المختلفة، ويصنعون المستقبل المشرق لأوطانهم.

من أجل هذا، علينا التسلح بالعلم، والإنفاق عليه، وتحسين درجاته، وتحفيز طلابه، ليكون للوطن شأن أعظم، بعيدا عن تصريحات الإحباط، والتخبط.

ونُبارك لكل طالب جد واجتهد ونجح، وحظًّا أوفر لأولئك الذين تأخروا خطوة عن إخوتهم، لكنهم لم ييأسوا وتداركوا أنفسهم، ولم يتخلفوا عن ركب النجاح كثيرا، ومباركٌ للجميع.