اكتشاف الفرص الضائعة

خلفان الطوقي

قبل عِدَّة أيام، تمَّ توقيع اتقاقية تعاون مشترك بين وزارة الدفاع ووزارة التراث والسياحة، بموجبها يتمُّ التدريب في أنشطة هواة المُغامرات، والتدقيق والتدريب على أنظمة الأمن والسلامة لممارسة أنشطة سياحة المغامرات بطريقة احترافية وآمنة.. خبرٌ يفتح آفاقا أوسع للسياحة في عُمان،  ولتسويق السلطنة لتكون وجهةً ومقصدًا لرياضة المغامرات، ولفرص أكثر لسكان ولاية الجبل الأخضر.

ورغم أنَّ هذا التعاون جيد ومفيد، وربما يكون خطوة من خطوات تعاون أوسع قادمة، إلا أنَّ ما توقعته كان أكثر من ذلك، توقعتُ توفير أراضٍ إضافية ذات مساحات كبرى كانت تابعة لوزارة الدفاع لتتحوَّل وتكون أراضي استثمارية تتبع وزارة التراث والسياحة، وتُطرَح بنظام المُزايدة العلنية للاستثمار الجاد المحلي والأجنبي، ولمشاريع سياحية ونوعية وعصرية تعود بالنفع للسياحة والاقتصاد وللمجتمع.

وما هذا التعاون بين وزارة الدفاع ووزارة التراث والسياحة إلا حالة واحدة، ويُمكن أن يتكرر بشكل أكبر وأشمل ومع جهات أخرى، ويمكن للجهات الحكومية أن تبحث عن الثغرات والفرص الضائعة والمهملة، أو أوجه التعاون والتكامل أينما وجدت، فكلُّ عوامل النجاح أصبحت متوفرة، وأهم هذه العوامل قيادة مجددة، وهيكلة إدارية يُراد لها أن تكون أكثر إنتاجية وحرصا على موارد البلاد، مع وجود مرجعية واضحة وهي رؤية وطنية تسعى لرفعة ورفاهية الوطن والمواطن، واستدامة التنمية من خلال الإنجازات النوعية والمشاريع المؤثرة.

هُناك جهات حكومية ساعية للبحث عن أي فرصة كانت مُهملة، أو تعاون وتكامل بين الجهات الحكومية بعضها البعض، وهي جهود يشكر القائمون عليها، فبالرغم من هذه المساعي الحثيثة الحميدة، إلا أنَّه من الأهمية وضع هذا الملف في قمة الأولويات،؛ بحيث تتقدم كل جهة بقائمة تضم المشاريع بمختلف أنواعها التي يمكن من خلالها أن تتعاون وتنصهر مع غيرها من الجهات الحكومية، وعلى هذه الجهات أنْ لا تنتظر الجهات الإشرافية لتوجيهها، وإنما تكون المبادرة من تلقاء نفسها، ويستمر بحثها عن الفرص والثغرات بشكل مُستمر.. فإنْ نجحت كل جهة حكومية في ذلك، فإنَّ ذلك سوف يعزز من إرسال رسالة واضحة للمجتمع بأنَّ المسؤولية الحكومية جماعية تضامنية فيما بينها، وسوف تُوجد فرص عديدة كانت غائبة أو مهملة، فظروف اليوم تختلف عن معطيات الماضي، ولا مجال لعُماننا الغالية من الآن وصاعدا للتخلي عنها أو إضاعتها أو إهمالها، فطريق التنمية لا يتوقف ولا يزال طويلاً، وما على الحكومة إلا أن تقلل فيما بين الواقع والمستهدف من خلال كل الموارد المتاحة، ومن ضمنها البحث المستمر عن أي مورد مهمل وتحويله إلى فرص وآفاق وقيمة مضافة تخدم أكبر شريحة سكانية ممكنة.